قرر الوفد الإسرائيلي المشارك في المحادثات لإنهاء الحرب في غزة عدم المشاركة في المفاوضات التي وصلت إلى مراحلها الأخيرة هذا الأسبوع، مما أثار إحباط المسؤولين الأمريكيين الذين يعتقدون أن الاتفاق قريب، بحسب ما نقلته صحيفة بوليتيكو عن شخصين مطلعين على الوضع، الجمعة 19 يوليو/تموز 2024.
وقال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الدبلوماسية الحساسة، إن الوفد اختار عدم الحضور على الرغم من إبلاغ الولايات المتحدة في وقت سابق بنيته الذهاب.
ولم يقدم الجانب الإسرائيلي أي تفسير، حسب المصادر، كما لم ترد السفارة الإسرائيلية في واشنطن ومجلس الأمن القومي على طلب بوليتيكو للتعليق.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، دارت محادثات في أعلى مستويات الحكومة الأمريكية حول إرسال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بيل بيرنز إلى المنطقة لتسهيل المحادثات بشأن اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
الصحيفة الأمريكية أوضحت أن القرار الإسرائيلي أحبط مسؤولين أمريكيين الذين يقولون إنهم واثقون كما كانوا في الأسابيع الأخيرة من أنهم قريبون من التوصل إلى اتفاق.
الصحيفة أضافت أن إطار الاتفاق المطروح على الطاولة يشبه الإطار الذي حدده الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو/أيار الماضي.
ولكن على مدار الأسابيع القليلة الماضية، قدم كل من الإسرائيليين وحماس تنازلات، وفقًا لما قاله شخص مطلع على المناقشات، والذي تم منحه عدم الكشف عن هويته لمناقشة المفاوضات.
ولم يتضح بعد متى سيجتمع المشاركون في المفاوضات، الذين شملوا في أوقات مختلفة الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر والفلسطينيين، شخصيًا مرة أخرى، وفقا لبوليتيكو.
"نتنياهو يزيد الصعوبات"
وقبل يومين، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بزيادة الصعوبات أمام التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، رغم أن شروطه قد "نضجت".
ونقل موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي عن غالانت قوله في محادثات مغلقة: "إذا لم يتم التوقيع على اتفاق خلال الأسبوعين المقبلين، فإن مصير الرهائن محسوم"، مضيفا أن "شروط التوصل إلى اتفاق مع حماس قد نضجت، لكن نتنياهو يزيد من الصعوبات حتى لا يخسر عضوي الائتلاف (الحكومي) إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش".
وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، تجري الفصائل الفلسطينية بغزة مع إسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق نار مستدام وإطلاق الأسرى من الطرفين.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا مدمرة على غزة أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 128 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.