تتواصل المجازر الإسرائيلية ضد أهالي قطاع غزة (الأربعاء) 17 يوليو/ تموز 2024، لليوم 285 على التوالي مخلفة شهداء وجرحى، وسط تفاقم الأزمات الإنسانية في محافظتي غزة والشمال وخصوصا نفاد الوقود والمياه والخبز، ناهيك عن ارتفاع عدد الوفيات المتأثرين بجراحهم نتيجة إغلاق إسرائيل معبر رفح منذ 72 يوماً.
ويعيش القطاع أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث تتوقف محطات تحلية المياه عن العمل وتغلق المخابز أبوابها بسبب نفاد الوقود، وبات الحصول على المواد الأساسية للبقاء على قيد الحياة ضرباً من الخيال بفعل حصار الاحتلال.
بحسب بيان أصدره جهاز الدفاع المدني (الأربعاء)، فقد "استشهد على الأقل نحو 21 فلسطينياً وأصيب آخرون بجراح مختلفة بغارات على منازل وتجمعات لفلسطينيين".
وفي محافظة الشمال، قال الدفاع المدني إن "محطات تحلية المياه ما زالت خارج الخدمة لليوم السادس على التوالي بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها".
أما في محافظة غزة، فقد تواصل القصف الإسرائيلي على عدة مناطق وأهداف ما تسبب باستشهاد عدد من المدنيين.
وبحسب البيان، "استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون بينهم إصابات خطيرة باستهداف مجموعة من المواطنين في شارع البحر بمخيم الشاطئ غرب المدينة".
كما استهدف الجيش الإسرائيلي مجموعة أخرى من المواطنين مقابل مدرسة بمنطقة الرمال الجنوبي ما أسفر عن "استشهاد 9 فلسطينيين وجرح آخرين".
كما قصفت طائرات إسرائيلية "شقة سكنية بمنطقة أبو إسكندر في حي الشيخ رضوان (شمالاً)، ومنزلا لعائلة الشُرَفَا بحي تل الهوا (غرباً)".
وشهدت المناطق الشرقية من القطاع، قصفاً متواصلاً من المدفعية الإسرائيلية، وفق بيان الدفاع المدني.
وأوضح الدفاع المدني أن بعض مخابز مدينة غزة ما زالت متوقفة عن العمل لليوم الـ12 على التوالي بسبب استمرار منع إدخال الوقود للمحافظة.
وذكر أن إسرائيل ما زالت تمنع للشهر الثاني دخول "الخضروات والفاكهة والمجمدات والمواد الغذائية الأساسية لشمال القطاع".
وكذلك الحال في محافظة غزة، تتوقف لليوم السادس على التوالي محطات التحلية عن العمل بسبب نقص الوقود، وفق البيان.
توقف آبار المياه
وفي المحافظة الوسطى، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون باستهداف منزل لعائلة أبو سيف بمخيم النصيرات، بحسب الدفاع المدني.
وأفاد البيان بـ"انتشال شهيد وعدد من الإصابات بسبب استهداف بناية سكنية تعود لعائلة العيسوي، والتي تأوي نازحين بالنصيرات".
وأضاف أن "الاحتلال استهدف مسجد عبد الله عزام بمحاذاة مستشفى العودة بمخيم النصيرات، ما أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة آخرين".
وأوضح أنه تم "انتشال جثامين 7 شهداء وعدد من المصابين إثر استهداف إسرائيلي لمنزل يعود لأسرة دياب بمنطقة الزوايدة".
وتابع الدفاع المدني، وفق البيان: "استهداف منزل يعود لعائلة أبو غولة شمال غرب النصيرات، وارتقاء شهيد".
وأشار إلى أن كافة "آبار وخزانات المياه التابعة لبلدية دير البلح ما زالت متوقفة بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها".
إغلاق معبر رفح مستمر
من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، ارتفاع عدد الوفيات المتأثرين بجراحهم نتيجة إغلاق إسرائيل معبر رفح منذ 72 يوماً إلى 292 فلسطينياً.
وقال المكتب في بيان: "ارتفع عدد الشهداء المتأثرين بجراحهم والذين حرمهم الاحتلال الإسرائيلي من السفر لتلقي العلاج في الخارج بسبب إغلاق الاحتلال معبر رفح الحدودي منذ 72 يوماً، إلى 292 شهيداً".
وأوضح أن المتوفين "ضمن الجرحى الذين كان يجب أن يتلقوا العلاج في مستشفيات خارج قطاع غزة، لكنهم استُشهدوا وهم ينتظرون فتح معبر رفح للسفر".
وأشار المكتب إلى أنه "منذ إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح، حُرم أكثر من 3500 مريض وجريح من السفر لتلقي العلاج في مستشفيات خارج قطاع غزة".
كما أشار إلى "وجود 25 ألف طلب تحويلة مسجلة لدى وزارة الصحة تحت بند السفر لتلقي العلاج في الخارج، غير أن إغلاق الاحتلال لمعبر رفح يحرم هؤلاء من السفر للعلاج، ما يشكل خطر الموت على حياتهم ويهدد بقاءهم على قيد الحياة".
وتغلق إسرائيل معبر رفح جنوب القطاع منذ سيطرة الجيش عليه في 7 مايو/ أيار، فيما أغلقت أيضاً معبر كرم أبو سالم أمام حركة دخول المساعدات في الـ5 من الشهر نفسه.
وقال المكتب الإعلامي بغزة إن المنظومة الصحية في القطاع "تعاني أسوأ مراحلها في ظل خطة الاحتلال الإسرائيلي ونيته المُبيّتة بإسقاط المنظومة الصحية بالكامل، وإخراج جميع المستشفيات عن الخدمة من خلال احتلالها أو استهدافها وتدميرها أو إحراقها وتفجيرها بشكل كامل".
واستشهد بوضع المنظومة الصحية المدمرة في عدد من المستشفيات بالقطاع بينها "مجمع ناصر الطبي (بمدينة خان يونس جنوب القطاع) والمستشفى الإندونيسي (شمال) وغيرها من المستشفيات التي أجبرها الاحتلال على الخروج من الخدمة الصحية وأرغم طواقمها على مغادرتها، وقتل منهم 500 كادر طبي واعتقل حتى الآن 310 في سجونه".
وأدان المكتب "إخراج الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح عن الخدمة وحرمان أكثر من 25 ألف جريح ومريض من السفر لتلقي العلاج في الخارج".
ودعا كل المؤسسات الدولية والحقوقية إلى "إدانة هذه الجريمة النكراء التي تهدد حياة المرضى والجرحى".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرباً وحشية على غزة خلفت أكثر من 128 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع.