تعرض ضابطان كبيران بجيش الاحتلال، ليل الإثنين/الثلاثاء، لاعتداءات من قبل شبان من الحريديم في مدينة بني براك (وسط)، وذلك في نهاية اجتماع مع الحاخام دافيد ليبل، الذي يعمل مؤخرًا على إنشاء لواء للمتدينين بالجيش الإسرائيلي.
حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء 16 يوليو/تموز 2024، تعرض اللواء ديفيد زيني رئيس قيادة التدريب بالجيش، والعميد شاي طيب، رئيس قسم الأفراد بالقوات البرية مساء الإثنين لهجوم في بني براك".
وبني براك هي مدينة على ساحل البحر المتوسط ضمن نطاق منطقة تل أبيب، وهي ذات غالبية من المتدينين اليهود.
في التفاصيل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنه "في نهاية الاجتماع، حاصر عشرات من المتدينين سيارة الرجلين، ورشقوهما بأشياء بما فيها زجاجات ورددوا شعارات حاقدة، بما في ذلك قاتل".
بحسب الهيئة، "تم إغلاق سيارة الضابطين لعدة دقائق حتى وصلت الشرطة".
وتأتي الحادثة فيما يستعد الجيش لاستدعاء المتدينين اليهود للخدمة العسكرية بعد قرار المحكمة العليا في 25 يونيو/حزيران، إلزام "الحريديم" بالتجنيد، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي لا يمتثل طلابها للخدمة العسكرية.
غانتس: مهاجمو ضباط الحيش ليسوا يهوداً وليسوا إسرائيليين
وعلّق وزير الجيش يوآف غالانت في منصة إكس، الثلاثاء، على الحادث بالقول: "يحظى الجيش الإسرائيلي وقادته بالدعم الكامل لكل مهمة توكل إليهم. إن الهجوم على القائدين اللواء ديفيد زيني والمقدم شاي طيب يستحق كل التوبيخ".
وأضاف: "هؤلاء ضباط بارزون ومتفانون، يعملون على تعزيز أمن إسرائيل في وقت يحتاج فيه الجيش إلى مزيد من الجنود، دون أي اعتبار آخر".
كما نقلت هيئة البث عن زعيم حزب "الوحدة الوطنية" المعارض بيني غانتس قوله إن "مهاجمي ضباط الجيش ليسوا يهودًا، وليسوا إسرائيليين، ولا يمثلون غالبية جمهور المتدينين".
وأضاف أن "الخطاب المتطرف الذي يسيطر على المجتمع الإسرائيلي خطير ويستحق إدانة حادة وواضحة من قبل القيادة بأكملها، ولكن الأهم من ذلك، حان الوقت لإيقاف آلات السم قبل وقوع الكارثة".
كما نقلت الهيئة عن وزير الداخلية موشيه أربيل قوله إن هؤلاء المتطرفين "لا يمثلون أنفسهم حتى، هم يستحقون كل إدانة".
ويشكل المتدينون اليهود نحو 13% من عدد سكان إسرائيل البالغ قرابة 9.7 ملايين نسمة، وهم لا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة.
ويُلزم القانون كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق 18 عامًا بالخدمة العسكرية، ولطالما أثار استثناء "الحريديم" من الخدمة جدلًا طوال العقود الماضية.
لكن تخلّفهم عن الخدمة العسكرية بالتزامن مع الحرب المتواصلة على غزة وخسائر الجيش الإسرائيلي، زاد من حدة الجدل، إذ تطالب أحزاب علمانية المتدينين بالمشاركة في "تحمّل أعباء الحرب".