أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استدعاء الآلاف من اليهود المتدينين (الحريديم) للخدمة العسكرية، وذلك بدءًا من الأحد 21 يوليو/ تموز 2024، وذلك على الرغم من الاحتجاجات المتواصلة والرفض الواسع بين الأوساط الدينية والحاخامات لتجنيد المتدينين.
وفي 25 يونيو/ حزيران، قررت المحكمة العليا في تل أبيب إلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية، في سابقة تاريخية تشهدها دولة الاحتلال.
وحسب موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي: "سيرسل الجيش الأحد المُقبل أوامر استدعاء لآلاف من اليهود المتدينين".
وأوضح أن "الجيش يرى أن إرسال أوامر استدعاء سيمكنه من تجنيد الأعداد المطلوبة، وأنه لا يمكن الاعتماد فقط على مَن يريد التجنيد طوعًا".
ومنذ أشهر، يعاني الجيش عجزًا في عدد أفراده؛ في ظل حربه المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وعملياته المكثفة في الضفة الغربية المحتلة، وقصفه المتبادل مع "حزب الله" اللبناني منذ 8 أكتوبر.
ومن المنتظر، وفق الموقع، أن تخرج الثلاثاء 16 يوليو/ تموز 2024، مظاهرة كبيرة في مدينة بني براك؛ رفضًا للتجنيد الإجباري للحريديم، فيما قام المئات من المتدينين الشباب بإغلاق شوارع رئيسية شرق تل أبيب احتجاجًا على خطة استدعائهم للخدمة العسكرية.
سابقة تجنيد الحريديم
ويشكل الحريديم نحو 13% من عدد سكان إسرائيل البالغ قرابة 9.9 ملايين نسمة.
ولا يخدم الحريديم في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة بالمدارس والمعاهد الدينية للحفاظ على هوية الشعب.
ومؤخرًا، قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أمام الكنيست إن "مسألة تجنيد الحريديم كانت في قلب المشاكل الاجتماعية في إسرائيل منذ عام 1948، وتمت مناقشتها في المحكمة العليا منذ 1998".
ومشيرًا إلى الإشكاليات المتوقعة مع المعارضين، أردف: "لا نبحث عن المتاعب. نريد أن يبدأ الأمر وديًا وتدريجيًا، لتحسين القدرة العملياتية للجيش، الذي يحتاج مزيدًا من الجنود".
وكشف غالانت آنذاك عن أن الجيش سيبدأ في أغسطس/ آب المقبل إرسال أوامر استدعاء للحريديم.
ويُلزم القانون كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق 18 عامًا بالخدمة العسكرية، ولطالما أثار استثناء "الحريديم" من الخدمة جدلًا طوال العقود الماضية.
لكن تخلّفهم عن الخدمة العسكرية بالتزامن مع الحرب المتواصلة على غزة وخسائر الجيش الإسرائيلي، زاد من حدة الجدل، إذ تطالب أحزاب علمانية المتدينين بالمشاركة في "تحمّل أعباء الحرب".
وبدعم أمريكي، أسفرت حرب إسرائيل على غزة عن نحو 128 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو وغالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.