ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 38 ألفاً و664 شهيداً و89 ألفاً و97 إصابة، فيما حذر مسؤولان فلسطينيان، الإثنين 15 يوليو/تموز 2024، من تداعيات جفاف آبار دير البلح وسط قطاع غزة، وخط المياه المغذي لمدينة غزة، جراء نفاد الوقود وعمليات جيش الاحتلال.
وزارة الصحة الفلسطينية قالت، في بيان مقتضب، الإثنين 15 يوليو/تموز 2024، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر جديدة بغزة، راح ضحيتها 80 شهيداً و216 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية.
كما أشارت إلى أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع مجزرة الاحتلال المُروعة بحق النازحين في مدرسة أبو عريبان بمخيم النصيرات، إلى 22 شهيداً و102 جريح.
ومساء الأحد، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، عبر بيان، إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة مروعة ضد النازحين في مدرسة أبو عريبان بمخيم النصيرات راح ضحيتها 15 شهيداً و80 جريحاً".
جفاف آبار دير البلح
في سياق متصل، حذر مسؤولان فلسطينيان، من تداعيات جفاف جميع الآبار في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وخط المياه المغذي لمدينة غزة، جراء نفاد الوقود وعمليات الجيش الإسرائيلي.
حيث أشار رئيس لجنة الطوارئ في بلدية دير البلح إسماعيل صرصور، إلى توقف عمل جميع الآبار وخزانات المياه في المدينة وسط القطاع، جراء نفاد الوقود اللازم لتشغيلها.
وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول: "توقف جميع الآبار وخزانات المياه يعرض حياة نحو 700 ألف مواطن ونازح للخطر وللعطش".
وحذر من مخاطر وتداعيات صحية وإنسانية جراء نقص المياه في هذه المدينة.
ويتزامن نفاد الوقود مع الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للآبار وشبكات المياه في مناطق مختلفة من القطاع.
وسبق أن حذر المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع ومؤسسات أممية، لأكثر من مرة، من تداعيات هذه الأزمة الصحية والبيئية على السكان والنازحين.
وتعاني محافظتا غزة والشمال من أزمة حادة في توفر المياه الصالحة للشرب، وسط تحذيرات مسؤولين من تداعيات توقف محطات تحلية وآبار جراء نفاد الوقود.
كارثة صحية
بدوره، قال منسق اتحاد بلديات قطاع غزة حسني مهنا، لوكالة الأناضول، إن محافظتي غزة والشمال تعانيان من "حالة عطش شديد جراء النقص الحاد في المياه بفعل سياسة تدمير الآبار وخطوط المياه منذ بداية الحرب الإسرائيلية".
وتابع: "انخفضت كميات المياه المغذية لمدينة غزة خلال الفترة الماضية، جراء توقف خط مياه شركة ميكروت القادم من الداخل المحتل (إسرائيل)، بفعل التوغل البري الإسرائيلي لحي الشجاعية".
كما أضاف أن "هذا الضرر يتزامن مع محدودية ساعات تشغيل آبار المياه، مما أدى إلى نقص حاد في كميات المياه، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة".
مهنا أوضح أن توقف خط ميكروت تسبب "بأزمة حادة ونقص كبير في المياه، وتراجع مساحة المنطقة التي كانت تغطيها في مدينة غزة من نحو 40 بالمئة إلى أقل من 15 بالمئة من إجمالي مساحة المدينة".
وأشار إلى إجراء عمليات صيانة وإصلاح لخط "ميكروت" الرئيس شرق المدينة بالتعاون مع سلطة المياه، معرباً عن توقعاته ببدء تشغيله قريباً.
وحذر منسق اتحاد البلديات من أن شح المياه يعتبر كارثة صحية وبيئية، تؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض خاصة بين فئة الأطفال.
وناشد المنظمات الدولية والمؤسسات الأممية بضرورة التدخل العاجل لحل أزمة المياه في مختلف محافظات قطاع غزة، وتزويد البلديات بالوقود اللازم لعمل آبار المياه وآليات الخدمات، وإدخال الآليات والمعدات الثقيلة اللازمة لصيانة خطوط وشبكات المياه.
توقف محطة تحلية المياه
وقبل أيام قليلة، توقفت محطة "تحلية المياه" التي تزود مناطق واسعة من شمال القطاع بالمياه عن العمل جراء نفاد الوقود اللازم لتشغيلها.
وألقى هذا التوقف بظلاله الثقيلة على سكان تلك المناطق الذين باتوا يقطعون مسافات طويلة مشيًا على الأقدام، من أجل الحصول على كميات قليلة من المياه، وسط تقنين استخدامها.
في يونيو/ حزيران الماضي، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من تداعيات توقف عمل محطات تحلية المياه في قطاع غزة.
في مارس/ آذار الماضي، قال بيان مشترك صدر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وسلطة المياه الفلسطينية، إن "إجمالي المياه المتوفرة آنذاك في قطاع غزة يقدر بحوالي 10-20% من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان".
وتراجعت حصة الفرد الفلسطيني في قطاع غزة من المياه بنسبة 96.5% خلال الحرب، حيث بالكاد يستطيع المواطن في قطاع غزة الوصول إلى ما بين 3-15 لترًا من المياه يوميًا في ظل الحرب المتواصلة، بحسب البيان.