قال السياسي الإسرائيلي المخضرم أفيغدور ليبرمان، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقود البلاد إلى "مسار تحطيم"، وأعرب عن تخوفه بأن إسرائيل لن تعود دولة على الإطلاق إن بقي نتنياهو في الحكم، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة "معاريف" نشرتها الجمعة 12 يوليو/تموز 2024.
وأقر ليبرمان الذي شغل منصب وزير الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، بأن إسرائيل تواجه أخطر أزمة منذ تأسيسها، متسائلاً: ما الذي نتركه لأطفالنا هنا؟" مشيراً إلى ضرورة تغيير الاتجاه باعتبار أن هذه اللحظة "تاريخية".
الأزمات التي تواجه إسرائيل
وأضاف أن إسرائيل تواجه تحدياً أمنياً غير مسبوق وأن الأزمات التي تتعرض لها البلاد متعددة الأبعاد: سياسية، أمنية واقتصادية.
واتهم ليبرمان نتنياهو بأنه "رعى حركة حماس" على حد وصفه، مشيراً إلى أنه كان وراء إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين ويحيى السنوار، وأنه من منع عمليات الاغتيال المستهدفة وأدخل سياسة التهدئة وتدفق الأموال القطرية إلى حماس في قطاع غزة.
وأوضح أنه حين كان وزيراً للدفاع، استقال بعد خلافات مع نتنياهو والقيادة العسكرية حول سياساتهم تجاه حماس وقطاع غزة.
وأضاف ليبرمان أن إدارة الحرب على غزة كانت فاشلة للغاية، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية لا تضم أشخاصًا قادرين على التفكير خارج الصندوق أو اتخاذ قرارات حاسمة.
كذلك، انتقد ليبرمان المستويات الحالية للنقاش واتخاذ القرارات داخل الحكومة الحالية، مقارنة بفترات سابقة كانت تحت قيادة ما وصفهم بـ"محاورين ذوي الخبرة".
الحالة السياسية بإسرائيل
وفي تعليقه على حال السياسة الإسرائيلية، أوضح ليبرمان أن المصلحة الذاتية وبعض الفئات قد هيمنت على المشهد السياسي، مما أدى إلى ترتيب أولويات الحكومة بعكس مصلحة الدولة.
وأعرب ليبرمان عن اعتقاده بأن استمرار الحكومة الحالية حتى عام 2026 يعني أن إسرائيل لن تعود دولة على الإطلاق. وأوضح أن الغرور والتصورات الخاطئة لا تزال تسيطر على الجيش، مما أدى إلى فشل في إدارة الصراع.
وأضاف: "عندما لا أنجح، أتحمل المسؤولية وأستقيل. إسرائيل تحتاج اليوم إلى ائتلاف صهيوني".
كما يرى ليبرمان أن "النظام السياسي برمته مريض بفعل سيطرة مجموعات المصالح وزيادة الفساد"، وأكد أن الحكومة تضع أولويات خاطئة تمثلت في عدم تقليص ميزانيات وزارات مثل وزارة التراث أو الوحدة لتعزيز التوعية اليهودية، بينما يتم تقليص ميزانيات التعليم والصحة والرفاهية.
من ناحية أخرى، شدد ليبرمان على أهمية وجود ائتلاف صهيوني جديد يعزز الاستقرار ويواجه التحديات الأمنية، مشيراً إلى أهمية التعاون بين اليمين، المركز واليسار لتحقيق ذلك.