بعد نحو أسبوع على تراجع شركة "ميتا" المالكة لفيسبوك وإنستغرام عن حظر كلمة "شهيد"، أعلنت الشركة عن إزالة المنشورات التي تهاجم "الصهاينة".
إذ قالت شركة ميتا (Meta)، الثلاثاء 8 يوليو/تموز 2024، إنها ستبدأ في إزالة المنشورات التي تحتوي على كلمة "صهيوني" عندما يتم استخدامها مع ما وصفته بـ "الصور النمطية المعادية للسامية أو الخطاب اللاإنساني".
قالت الشركة إن القرار جاء بعد تحقيق استمر لعدة أشهر لفحص كيفية استخدام مصطلح "الصهاينة" تاريخياً وحالياً على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة لشهرها العاشر.
"ميتا" تقيد استخدام "صهيوني"
قالت "ميتا" إن الإرشادات الحالية للسياسة "لا تعالج بشكل كافٍ الطرق التي يستخدم بها الناس مصطلح (صهيوني) على الإنترنت وخارجه"، وذلك في منشور على مدونتها نقلته شبكة CNN الأمريكية.
وقررت أنه "من الآن فصاعداً سيتم إزالة المحتوى الذي يهاجم (الصهاينة) عندما لا يكون بشكل صريح عن الحركة السياسية، بل بدلاً من ذلك يستخدم الصور النمطية المعادية للسامية".
وأضافت الشركة التي يقع مقرها في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، أن قرارها يشمل "التهديد أو التخويف أو العنف الموجه ضد اليهود أو الإسرائيليين تحت غطاء مهاجمة الصهاينة"، لافتةً إلى أن الإجراء الجديد هو نتاج توسيع سياساتها الحالية لمكافحة "خطاب الكراهية".
تحقيق "ميتا" لـ 5 أشهر عن "الصهيونية"
قالت "ميتا" إنها أطلقت تحقيقاً قبل 5 أشهر، والتقت بأكثر من 145 مؤرخاً وقانوني وحقوقي لتحديد ما إذا كان مصطلح الصهيونية يستخدم للإشارة إلى مؤيدي حركة سياسية (تقصد الصهيونية) أو اليهود أو الإسرائيليين؟
"ميتا" أكدت أنها بنت قرارها بناء على هذا التحقيق، وعليه فإنها ستبدأ في إزالة المزيد من المنشورات التي تراها استهدافاً للصهاينة، بالإضافة إلى إجراءات تتعلق بتعليق أو إزالة الحسابات التي تكرر انتهاك القاعدة الجديدة المضافة لقواعد النشر على منصات "ميتا".
"ميتا" حظرت كلمة "شهيد" قبل أن تتراجع
قبل نحو أسبوع من القرار المتعلق بتقييد المحتوى الذي يتحدث عن الصهيونية أعلنت "ميتا" تراجعها عن الحظر الشامل التي أعلنته سابقاً على كلمة شهيد.
إذ قالت، الثلاثاء 2 يوليو/تموز، إنها سترفع الحظر الشامل على كلمة "شهيد"، بعد مراجعة استمرت عاماً كاملاً من قبل مجلسها الرقابي الذي وجد أن نهج الشركة تجاه كلمة شهيد كان "مبالغًا فيه".
المجلس الرقابي، الذي يتم تمويله من قبل "ميتا" ولكنه يقول إنه يعمل بشكل مستقل، بدأ مراجعته العام الماضي بعد أن كانت "شهيد" مبرراً في إزالة المزيد من المحتوى على منصات الشركة أكثر من أي كلمة أو عبارة أخرى.
وجدت المراجعة في مارس/آذار أن قواعد "ميتا" بشأن "شهيد" لم تأخذ في الحسبان تنوع معاني الكلمة وأدت إلى إزالة الكثير من المحتوى، حسب ما نشرته وكالة "رويترز" للأنباء في نسختها الإنجليزية.
اتهامات بالتحيز ضد المحتوى الفلسطيني
خرجت حملات كثيرة تتهم شركة "ميتا" بالتحيز ضد المحتوى الفلسطيني وحذف وتعطيل الحسابات التي تنشر دعماً للقضية الفلسطينية خلال الحرب الإسرائيلية على غزة في العام 2021، وإبان أحداث الشيخ جراح، وزادت مع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما أشارت صحف غربية بينها صحيفة The Guardian البريطانية إلى الانتقاد المستمر لـ "ميتا" على مدار سنوات في طريقة إدارتها لما وصفته "المحتوى المتعلق بالشرق الأوسط"، والذي ازداد بهد الحرب.
الصحيفة الغربية نفسها أشارت إلى اتهام مجموعات حقوقية شركة "ميتا" بقمع المحتوى الداعم لفلسطين على فيسبوك وإنستغرام.
كذلك توجد دراسة أجرتها "ميتا" نفسها في عام 2021 وجدت أن نهجها كان له "تأثير سلبي على حقوق الإنسان" على الفلسطينيين وغيرهم من المستخدمين الناطقين بالعربية.