قال تقرير حقوقي فلسطيني، الأربعاء 26 يونيو/حزيران 2024، إن أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال نتيجة التعذيب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هي "الأعلى في تاريخ الحركة الأسيرة"، فيما دعت حركة حماس إلى محاسبة قادة الاحتلال على جرائم التعذيب بحق الأسرى.
في بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، أوضحت الهيئتان أن "عدد الشهداء في السجون والمعسكرات الإسرائيلية الذين أعلن عنهم منذ بدء حرب الإبادة (في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي) من قبل المؤسسات المختصة، بلغ 18 شهيداً على الأقل، إلى جانب العشرات من معتقلي غزة الذين ارتقوا في سجون ومعسكرات الاحتلال، ولم يُفصح عن هوياتهم".
كما أشار البيان إلى أن "جريمة التّعذيب كسياسة شكّلت أساساً للبنية الاستعمارية الإسرائيليّة، وقد مارس الاحتلال هذه الجريمة كنهج، وعمل على تطوير العديد من الأدوات والأساليب لترسيخها، تعدّت التّعريف الذي اعتمدته المنظومة الحقوقية الدّولية لجريمة التعّذيب".
وتابع: "المتمعّن في تفاصيل الظروف والحياة الاعتقالية التي يعيشها الأسرى والمعتقلون منذ عقود في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، وكذلك سياقات السّياسات، والجرائم، والانتهاكات الجسيمة، يرى أنّ كل حقّ أقرته المنظومة الدّولية للأسرى، عمل الاحتلال على تحويله إلى أداة تعذيب، عبر سلب الأسير هذا الحقّ وحرمانه منه بشتى الوسائل".
البيان قال إنه "منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في غزة ومع تصاعد عمليات الاعتقال التي طالت أكثر من 9400 مواطن من الضّفة، إلى جانب الآلاف من غزة، والمئات من فلسطينيي الداخل، تصاعدت عمليات التّعذيب بشكل غير مسبوق في مستواها وكثافتها".
فيما لفتت إلى أن "شهادات المعتقلين تشير إلى استخدام أساليب التّعذيب النفسيّ والجسديّ، التي تبدأ فعلياً منذ لحظة الاعتقال الأولى من خلال طريقة الاعتقال الوحشية وعمليات الترهيب الممنهجة، والضرب المبرّح، والتقييد الذي يتعمدون من خلاله التسبب بألم شديد في أطراف المعتقل".
ويتعرض المعتقل، بحسب البيان، إلى "عمليات الشبح، والاحتجاز في معسكرات ومراكز توقيف وتحقيق في ظروف مذلّة ومهينة وحاطّة بالكرامة الإنسانية، وتوجيه الشتائم والكلمات النابية التي تمس المعتقلين وعائلاتهم، والتّحقيق معهم لمدد طويلة وحرمانهم من النوم".
إلى ذلك، تشير الشهادات إلى "التعرض لاعتداءات جنسيّة بما فيها جرائم الاغتصاب، وقد تسببت عمليات الضرب المبرّح والتّعذيب الشديد، إلى جانب استشهاد أسرى ومعتقلين، بإصابة المئات من المعتقلين بكسور تحديداً في الأضلاع، وتركهم دون علاج".
حماس: الأسرى يتعرضون لأبشع أشكال الانتقام
من جانبها، قالت حركة حماس إن الأسرى يتعرضون لـ"أبشع أشكال الانتقام الوحشي، منذ بدء حرب الإبادة" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
حيث أوضحت أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون "لأبشع أشكال الانتقام الوحشي من تجويع وإذلال وتنكيل وإهمال طبي وقتل وإعدام ميداني".
وتابعت: "جرائم التعذيب الوحشي تعد سياسة ثابتة ينتهجها الاحتلال الفاشي ضد أبناء شعبنا، في انتهاك صارخ واستهتار واضح بكل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية".
إلى ذلك، دعت الحركة مؤسسات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لـ"حراك جاد وحقيقي لمحاكمة مرتكبي الجرائم الإسرائيلية ومنع إفلاتهم من العقاب"، والضغط على إسرائيل لـ"وقف جرائمها بحق الفلسطينيين".
فيما طالبت المؤسسات الحقوقية والإنسانية بـ"رفع دعاوى في المحاكم الدولية ضد مجرمي التعذيب"، محملة كافة المستويات السياسية والحقوقية والإنسانية في العالم "المسؤولية تجاه الأسرى القابعين في مسالخ التعذيب والتنكيل".
وبالتزامن مع حربه على غزة، صعَّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة بما فيها شرقي القدس؛ ما خلّف 553 شهيداً فلسطينياً، بينهم 133 طفلاً، ونحو 5 آلاف و300 جريح، وفق وزارة الصحة.