على بُعد يومين من حلول موعد امتحانات نهاية السنة الدراسية، قرر 96% من طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة في المغرب مقاطعة الامتحانات التي من المتوقع أن تبدأ الأربعاء 26 يونيو/حزيران 2024.
واتهم طلبة الطب الحكومة في بلاغ -اطلع عليه "عربي بوست"- بأنها تسعى لسنة بيضاء بقرار سياسي محض، والنتيجة هي مقاطعة الامتحانات والأنشطة البيداغوجية والتداريب الاستشفائية والدروس النظرية.
ويخوض طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلية في المغرب مقاطعة للدروس التطبيقية والنظرية والامتحانات لمدة فاقت نصف سنة، في الوقت الذي تراجع طلبة الصيدلة عن المقاطعة بعد موافقتهم على العرض الحكومي الخاص بهم.
ووصلت الأزمة إلى توقيف إدارات كليات الطب والصيدلة في المغرب لعدد من الطلبة، وتراوحت مدة المنع بين أسبوعين وسنة، الأمر الذي دفع جهات حقوقية إلى تبني ملف طلبة الطب الموقوفين.
امتحانات مفاجئة
رغم أن مقاطعة طلبة الطب للدروس النظرية والتطبيقية تجاوزت النصف السنة، وفي الوقت الذي كانت تتجه فيه الأزمة إلى الانفراج، أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي عن موعد امتحانات الدورة الربيعية دون توافق مع الطلبة.
واعتبر طلبة الطب أنه في عز الأزمة التي يمرون بها مع الحكومة، قرر الوزير الإعلان عن موعد الامتحان بشكل أحادي دون الرجوع للطلبة ولا حتى مراعاة الظروف الاستثنائية التي يمرون منها.
ورفضت الحكومة، حسب موقع "مدار 21″، قبول مقترح الطلبة الرامي إلى تأجيل موعد الامتحانات، وتحديد موعد آخر يتم الاتفاق عليه بشكل ثنائي بين الوزارة الوصية وممثلي الطلبة.
وعقد كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، والوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس اجتماعاً مع ممثلي طلبة الطب في المغرب.
واعتبر طلبة كلية الطب أن هذه الخطوة تعبر عن "غياب الجدية والالتزام بما تم الاتفاق بشأنه بيننا وبين الوزارة من أجل إيجاد مخرج من هذه الأزمة التي دامت قرابة 6 أشهر بسبب التعنت في الاستجابة لملفنا المطلبي".
تقليص مدة التكوين
من بين الأسباب التي يخوض عليها طلبة الطب في المغرب الإضراب هو المقترح الذي قدمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتقني بخصوص تقليص مدة التكوين بكليات الطب والصيدلة.
ولم يبق المقترح حبيس رفوف الوزارة؛ إذ أعلن عبد اللطيف الميراوي، الوزير الوصي على القطاع، الأسبوع الماضي، عن تقليص مدة التكوين بشكل رسمي من 7 إلى ست سنوات، انطلاقاً من الموسم الدراسي 2024-2025.
وبررت الحكومة قرار تقليص سنوات الدراسة في كليات الطب والصيدلة من 7 إلى 6 سنوات بكون مشروع توفير التغطية الصحية لجميع المغاربة يشكل الهدف الرئيسي وراء إقرار تقليص السنوات، نظراً للحاجة المُلحة لعدد كبير من الأطباء والممرضين في المستشفيات.
وسبق للحكومة أن تقدمت بحل وسط بين الوزارة الوصية وممثلي طلبة الطب، وذلك بجعل السنة السابعة من التكوين اختيارية، إلا أنها تراجعت عنها في المذكرة الوزارية التي أعلنت رسمياً تخليص المدة.