قالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، السبت 22 يونيو/حزيران 2024، إنه آن الأوان لفتح حوار استراتيجي جاد وحقيقي بين قوى الشعب الفلسطيني الحية لمواجهة الاحتلال في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها القضية الفلسطينية، والعمل على حماية الضفة الغربية من التهويد.
وبحسب بيان للقوى الفلسطينية، أوضحت أن استهداف الضفة ومحاولات تهويدها، جديرٌ بأن يدفع المجموع الوطني لهذه الخطوة.
البيان شدد على ضرورة "أن يستعد الشعب الفلسطيني لمرحلة مختلفة من الكفاح والنضال، تتطلب تحقيق الوحدة الوطنية والتوافق على استراتيجية وطنية شاملة لإدارة الصراع مع الاحتلال في كل ساحات فلسطين المحتلة، وكذلك التوافق على برنامج عمل وطني لإدارة الشأن الفلسطيني العام"، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
ووفقاً للبيان فإن ثمانية أشهر ونصف مرّت على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد قطاع غزة؛ ببشره وشجره وحجره، حربٌ ارتكب فيها الاحتلال جميع الموبقات والمجازر والمحارق، ولم يترك حركةً إلا انتهكها، ولا خطاً أحمر إلا تجاوزه، ولا ميثاقاً أو قانوناً دولياً إلا وضرب به عرض الحائط.
الضفة جوهر الصراع
كما أضاف بيان القوى الفلسطينية أنه "إذا كانت غزة هي مركز الحرب والعين على الشمال.. فإن جوهر الصراع هو الضفة الغربية المحتلة لأنها تمثل خطراً استراتيجياً على الاحتلال كونها ترتبط بالجغرافيا والديموغرافيا".
وأشارت إلى أن "سلوك الاحتلال في التعامل مع الضفة الغربية على مستوى التصريحات السياسية وإجراءات الميدان يدلّ على النوايا الحقيقية للاحتلال تجاه الضفة، فاعتبار العدو للضفة الغربية أنها إحدى الجبهات التي يحارب فيها حالياً وإطلاق يد المستوطنين وتسليحهم وإلغاء فك الارتباط بشمال الضفة والاندفاع غير المسبوق في إقامة المستوطنات والاقتحامات والاغتيالات اليومية".
البيان ألقى الضوء أيضاً على تسريبات وزير مالية الاحتلال الخطيرة التي أعلن فيها صراحةً عن المخططات السرية التي ما زالت تُنفَّذ في الضفة الغربية بالاتفاق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
واستغربت القوى الوطنية موقف السلطة، فهي بدلاً من أن تتخذ خطوات حقيقيةً لمواجهة هذه التحديات في الضفة الغربية، "فإننا نشهد منها صمتاً غير مفهوم للأسف! وإصراراً على المضيّ في ذات المسار الذي أثبت فشله منذ سنين، واعتقاداً بأن الاعتماد على التمويل الأمريكي لإنتاج الشرعية مازال ممكناً، وتصديقاً للوعود الأمريكية بدهم السلطة؛ هذه الوعود التي ستتبخر كما تبخرت وعود أوسلو ومراحلها البالية من قبل".
تسجيل صوتي لسموتريتش
وعبر تسجيل صوتي نشرت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الخميس 21 يونيو/حزيران 2024، قال وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش إن الحكومة منخرطة في جهد وصفه بـ"الخفي والسري" للسيطرة على الضفة الغربية، دون اتهامها دولياً بضمها رسمياً.
وفي التسجيل يمكن سماع سموتريتش، وهو يقترح في مناسبة خاصة في وقت سابق من هذا الشهر يونيو/حزيران، أن الهدف هو منع الضفة الغربية من أن تصبح جزءاً من دولة فلسطينية.
وقال سموتريتش للمستوطنين: "أنا أقول لكم، إنه أمر درامي للغاية". "مثل هذه التغييرات تغير الحمض النووي للمنطقة".
في التصريحات التي قالها الوزير أمام تجمع من المستوطنين في 9 يونيو/حزيران، أوجز برنامجاً منسقاً بعناية لإخراج السلطة في الضفة الغربية من أيدي جيش الاحتلال وتسليمها إلى مستوطنين تابعين لسموتريتش، وقد تم بالفعل تقديم أجزاء من الخطة بشكل تدريجي على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، ونقل بعض السلطات إلى المدنيين، بحسب "نيويورك تايمز".
وبالتزامن مع حربه المدمرة على قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة، مخلفاً 552 قتيلاً فلسطينياً، بينهم 132 طفلاً، إضافة إلى نحو 5 آلاف و200 جريح، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق معطيات وزارة الصحة.
بينما خلفت تلك الحرب التي تحظى بدعم أمريكي مطلق، قرابة 123 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.