أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، الثلاثاء 4 يونيو/حزيران 2024، العزم على إنشاء "قوات تدخل سريع" في المستوطنات المقاومة على أراضي الضفة الغربية، والمحيطة بها، مع توسع نشاطات المقاومة رغم الاستهداف والاقتحامات المستمرة للاحتلال.
جاء ذلك الإعلان خلال تفقد وزير الجيش ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية يولي أدلشتاين، جنود الجيش الإسرائيلي على خط التماس بين الضفة الغربية والأراضي المحتلة في الداخل، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وقال غالانت في منشور على منصة "إكس": "أمرتُ بتشكيل قوات تدخل ستعتمد على سكان البلدات وخرّيجي الوحدات القتالية، وهي خطوة أخرى من شأنها تعزيز العناصر الأمنية".
ونقلت الهيئة العبرية عن أدلشتاين تحذيره "من مغبّة تكرار هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)" في إشارة إلى هجوم حماس الكبير والمفاجئ على بلدات وقواعد عسكرية إسرائيلية في المنطقة المحاذية لقطاع غزة جنوب إسرائيل.
وأضاف أدلشتاين أن "خط التماس يبعد عن مدن أواسط البلاد كيلومترات معدودة".
وقالت هيئة البث: "غالانت كشف النقاب عن أن إسرائيل ستقيم قوات تدخل سريع في قرى خط التماس المجاورة للضفة الغربية".
توسع نشاط المقاومة
وتتعرض المستوطنات في الضفة الغربية والمحاذية لها لاستهدافات الشبان الفلسطينيين بما يملكون من أدوات وإمكانيات محدودة، فيما توسعت نشاطات المقاومة واشتدت منذ بدء الحرب على قطاع غزة، خصوصاً في مناطق شمال الضفة، جنين ونابلس وطولكرم.
وسبق أن وصف قائد فرقة احتياطية في مستوطنة "بات حيفر" التي تقع في قلب مدينة طولكرم هذه الأيام بالصعبة.
حيث قال: "إنه أمر لا يصدق، تستيقظ في الساعة السابعة صباحاً مع إطلاق ناري جنوني نحو منزلك، أخبرتني زوجتي اليوم لأول مرة أنها لا تستطيع البقاء هنا بعد الآن، إلى أين سنذهب؟ الشمال يحترق، الجنوب يحترق، ماذا بقي سوى تل أبيب؟ هذا واقع لا يطاق".
كما سبق أن حذر رئيس الاتحاد الزراعي الإسرائيلي عميت يافارح من أن مستوطنات الضفة قد تشهد يوماً مثل "السابع من أكتوبر"، في إشارة لعملية طوفان الأقصى التي اقتحمت فيها المقاومة مستوطنات ومعسكرات غلاف غزة.
بحسب يافارح فإن المقاومين استخدموا طائرات بدون طيار في المنطقة لجمع المعلومات، قبل تنفيذهم عمليات إطلاق نار، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
وقال أحد سكان إحدى المستوطنات المحيطة بمدينة طولكرم لقناة 12 الإسرائيلية: "الحياة في منطقة طولكرم بعد 7 أكتوبر أصبحت مرعبة، جيش الاحتلال يعمل في المدينة، لكن الإرهاب لا يظهر أي علامات على التراجع"، على حد وصفه.
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، صعّد الجيش الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة، بما فيها القدس؛ ما أدى إلى استشهاد 506 فلسطينيين وإصابة نحو 5 آلاف، واعتقال 8 آلاف و800، وتدمير الكثير من المباني والمنازل والبنى التحتية في جنين وطولكرم على وجه الخصوص، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 115 ألفاً بين قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.