صدام حفتر في تشاد.. هذه أسباب الزيارة وعلاقتها بوزير الخارجية الروسي وفيلق “فاغنر” الأفريقي

في زيارة، تكتَّم عليها الإعلام في تشاد بشكل كامل، قام صدام، نجل اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، بلقاء الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي في العاصمة التشادية إنجامينا، يوم الأحد 2 يونيو/حزيران 2024، وذلك على هامش تنصيب ديبي رئيساً للبلاد بعد الإعلان عن فوزه في الانتخابات الرئاسية.

انفردت صفحة أركان القوات البرية الليبية على " فيسبوك" بنشر صور من اللقاء ونشرت بياناً أقرب إلى البروتوكولي، حول زيارة صدام حفتر، باعتباره رئيس أركان القوات البرية في جيش شرق ليبيا، ولقائه بالرئيس التشادي محمد إدريس ديبي.

في حين تجاهل الإعلام التشادي بالكامل، سواء الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على فيسبوك، أو الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية لتفاصيل اللقاء، وذلك رغم أن نفس المنصات الرسمية للرئاسة في تشاد قد نشرت يوم السبت 29 مايو/أيار 2024 صوراً وتفاصيل للقاء بين محمد إدريس ديبي ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي الذي زار إنجامينا والتقى ديبي لتهنئته بالفوز في الانتخابات الرئاسية.

في هذا التقرير نكشف أسباب زيارة صدام حفتر إلى تشاد، وعلاقة ذلك بالدور الروسي في أفريقيا، وكذلك بتشكيل الفيلق الأفريقي، ولماذا تكتمت تشاد على تفاصيل الزيارة.

الإعلان عن زيارة صدام حفتر إلى تشاد

كانت البداية من منشور على الصفحة الرسمية للقوات البرية في جيش شرق ليبيا التابع للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر يوم الأحد 2 يونيو/حزيران 2024 كشف فيه أن "رئيس أركان القوات البرية اللواء صدام خليفة حفتر" وصل إلى جمهورية تشاد في زيارة رسمية بصفته مبعوثاً من "القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر".

أضاف البيان: "كان في استقباله مدير عام الاحتياطي الاستراتيجي الفريق أول "عمر ديبي إتنو"، ورئيس جهاز الاستخبارات اللواء "سليمان لوني"؛ حيث التقى "اللواء صدام حفتر" رئيس جمهورية تشاد محمد إدريس ديبي، وأبلغه تحيات وتهاني "القائد العام" بفوزه في الانتخابات الرئاسية، كما استعرض الطرفان خلال هذا اللقاء الملفات المُشتركة بين البلدين، وبحث سبل التعاون والتنسيق في كافة الجوانب العسكرية والأمنية والاقتصادية بما يخدم المصالح المُشتركة.

وحسبما نشرت بعض وسائل الإعلام الليبية التي تحدثت عن الزيارة، فإن حفتر تحدث عن أهمية التعاون العسكري بين ليبيا وتشاد، مشيراً إلى أنه يمثل حجر الزاوية في تعزيز الأمن الإقليمي، وناقش توسيع هذا التعاون ليشمل مجالات أخرى تسهم في تحقيق مصالح البلدين، كما شدد حفتر على التزام ليبيا ببناء علاقات استراتيجية قوية مع تشاد، والتنسيق المستمر لضمان الأمن والرخاء لشعبي البلدين.

وبالبحث في وسائل الإعلام التشادية، بما فيها المنصات الرسمية على فيسبوك وتويتر والموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية في تشاد، لم نجد أي إشارة إلى اللقاء أو تفاصيله، رغم أن نفس المنصات قد نشرت قبل ذلك بأيام قليلة تفاصيل لقاء الرئيس التشادي ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، الذي ذهب إلى إنجامينا لتهنئة ديبي بالفوز بالرئاسة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنه تم التواصل مع صحفيين وبعض الباحثين في تشاد، لم يكن يعلمون بتوقيت الزيارة، أو مكانها، متعللين بأنه لم ينشر أي شيء في الإعلام التشادي أو في منصات الرئاسة التشادية حول اللقاء، هذه الحالة من التعتيم على اللقاء من جانب الإعلام في تشاد، فسَّرها نقيب الصحفيين في تشاد عباس طاهر بالقول إن الرئاسة إن كانت تريد نشر تفاصيل اللقاء كما تفعل في كل اللقاءات الرسمية، كانت ستسمح بذلك حتى تتناول وسائل الإعلام المحلية تفاصيل الخبر، لكن ذلك لم يحدث.

وقال إن الرئاسة تعمدت "التعتيم" على الخبر حتى لا يتم نشره في وسائل الإعلام أو يتم تناوله، مفسراً ذلك حسب تقديره بأن "الرئاسة لا تريد نشر هذه التفاصيل الخاصة بلقاء صدام حفتر، ربما لأنها لا تريد استفزاز أطراف ما".

جدير بالذكر أن الرئيس التشادي المنتخب محمد إدريس ديبي إتنو قد سبق أن أدى اليمين الدستورية رئيساً للجمهورية السبت 23 مايو/أيار 2024 في حفل أقيم في العاصمة إنجامينا حضره عدد من زعماء المنطقة، وجاء تنصيب ديبي بعد أسبوع من تأكيد المجلس الدستوري فوزه المباشر في انتخابات 6 مايو/أيار المتنازع عليها بنسبة 61 في المئة من الأصوات.

في حين قالت هيئة الانتخابات الحكومية في تشاد إن الرئيس المؤقت محمد إدريس ديبي إتنو فاز بالانتخابات الرئاسية التي أُجريت في السادس من مايو/أيار بعد حصوله على 61% من الأصوات، واستندت الهيئة إلى نتائج أولية، بينما أعلن منافسه الرئيسي فوزه أيضاً.

كان من اللافت كذلك، أن رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة قد زار العاصمة التشادية إنجامينا لحضور مراسم أداء الرئيس التشادي اليمين الدستورية، وذلك تلبية للدعوة التي وجهها الرئيس التشادي محمد ديبي إتنو (ديبي) لحضور الحفل، وهي التفاصيل التي نشرتها كذلك منصات وموقع الرئاسة التشادية المختلفة.

تشاد في طريقها للانضمام للفيلق الأفريقي

الدكتور إسماعيل طاهر، أستاذ الجغرافيا السياسية بالمعهد العالي لإعداد المعلمين بجامعة هيك تشاد بإنجامينا، يشرح في تصريحاته لـ"عربي بوست" شكل العلاقة بين خليفة حفتر والنظام السياسي في تشاد، ويقول إن هناك "خطاً رفيعاً يجب على النظام السياسي في تشاد أن يكون من ضمنه، وهو المسار الذي يضم كلاً من روسيا وخليفة حفتر والإمارات"، موضحا أن هذه الأطراف تشترك كلها في مشروع واحد في المنطقة، وأن " نشاز تشاد وابتعادها عن هذا التحالف لن يكون في صالحها"، وفق وصف الأكاديمي التشادي.

النقطة الثانية التي يشير إليها إسماعيل طاهر في حديثه إلى "عربي بوست" هي أن الحركة المسلحة التي كانت تقاتل ضد الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي، وكانت سبباً في قتله في عام 2021، كانت مدعومة من الأساس من خليفة حفتر، وبالتالي فإذا أراد خليفة حفتر أن يبرهن على أنه قطع علاقته بهذه الحركة المسلحة، فهو يسعى إلى تقوية علاقته بنظام الرئيس محمد إدريس ديبي، وفق ما قاله طاهر.

بالإشارة إلى الحركة التي كانت تقاتل الرئيس التشادي السابق، فهي كانت جبهة التغيير والوفاق في تشاد، وهي مجموعة منشقة عن اتحاد القوى من أجل الديمقراطية والتنمية، وقد أعلنت عن استعدادها للقيام بعمليات عسكرية ضد الرئيس التشادي إدريس ديبي، وقد كانت الجماعة مسؤولة عن مقتل ديبي في أبريل/نيسان 2021، عندما قُتل أثناء قيادته لقوات على خط المواجهة تقاتل المسلحين المناهضين له.

الأمر الآخر الذي يوضحه إسماعيل طاهر هو أن مشروع "الفيلق الأفريقي" يؤرق روسيا التي تسعى إلى إنجازه بشكل كبير لبسط نفوذها في أفريقيا، وأن تحل محل الدول التي خرجت أو طُردت منها، فرنسا أو أمريكا، مشيراً إلى أن الفيلق الأفريقي يضم كلاً من ليبيا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى، وبالتالي يخشى محمد إدريس ديبي أن يقع "رهينة" لتحالف هذه الدول ضد مصالحه في المستقبل، وبالتالي يسارع الخطى للدخول في الفيلق لضمان استمرار علاقة جيدة بينه وبين روسيا، والتي سوف يحتاجها بطبيعة الحال في الفترة القريبة المقبلة، وأن صدام حفتر هو "عراب الفيلق الأفريقي"؛ إذ إنه المسؤول عن إدارة الفيلق داخل ليبيا، وذلك بالتنسيق مع روسيا التي اجتمعت به من خلال مسؤولين كبار في الفترة الماضية.

وحين سؤال إسماعيل طاهر حول إن تشاد ليست في حاجة إلى وسيط لتقوية علاقتها بروسيا، خاصة أن محمد إدريس ديبي قد سبق أن زار روسيا قبل شهور، قال لـ"عربي بوست" إن ديبي الابن زار روسيا بسبب بدء إرسال روسيا عناصر من الفيلق الأفريقي إلى النيجر وقد كانوا في هذه الفترة يقتربون من 100 عنصر من قوات الفيلق الأفريقي، وقد خشي ديبي الابن ساعتها أن يكون هناك "نوايا سيئة" من روسيا تجاهه، وبالعودة إلى افتراض أن صدام حفتر هو الوسيط لتهيئة الأجواء لدخول تشاد للفيلق الأفريقي يرى إسماعيل طاهر أن تشاد عليها أن "تقدم براهين عملية على رغبتها في تقوية العلاقات مع روسيا، ومن ثم فإن التعاطي بإيجابية مع دور صدام في إنشاء الفيلق الأفريقي هي إحدى هذه الخطوات العملية".

يشير إسماعيل طاهر إلى ملمح آخر من الأزمة السياسية في المنطقة، هو أن هناك خلافاً عميقاً الآن يجري بين القوات الفرنسية وبين نظام محمد إدريس ديبي، وكذلك مع الولايات المتحدة الأمريكية، إذ طالبوا نظام إدريس ديبي بالرحيل واتهموه بالفشل والفساد، وبالتالي يخشى الرئيس التشادي أن تتحد القوات الفرنسية الموجودة في تشاد وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية مع إحدى الجماعات المسلحة في جنوب تشاد من أجل إحداث قلقلة في البلاد والانقلاب عليه، واستبق ذلك بالتنسيق مع صدام حفتر من أجل ترتيب الانضمام إلى الفيلق الأفريقي.

يجزم إسماعيل طاهر، في حديثه لـ"عربي بوست"، بأن تشاد في طريقها للانضمام إلى الفيلق الأفريقي لحاجتها الشديدة إلى ذلك. الأوضاع في المنطقة "ملغمة" وهو يخشى على نظامه السياسي الوليد من أي تحالف أمريكي غربي مع الجماعات المسلحة وكذلك يريد أن "يأمن من شر حفتر" الذي يؤوي جماعات مسلحة تشادية في ليبيا، ويريد تحييد موقفه في هذه المسألة بالذات ومن ثم فتشاد هي المستفيدة من التقارب مع خليفة حفتر وذلك وفق كلام الأكاديمي التشادي.

يتوقع إسماعيل طاهر أن أمريكا وفرنسا سوف يفعلان المستحيل من أجل منع وصول روسيا إلى تشاد، لكنه يشير إلى أن نظام ديبي الابن سوف يلجأ في هذه الحال "حال اشتداد الصراع مع أمريكا وفرنسا" إلى إبرام اتفاقيات دفاع مشترك وبشكل رسمي مع الجيش الروسي وذلك من أجل إنقاذ نفسه من أي مؤامرة يتوقع أن ترتبها أمريكا أو فرنسا ضده.

تأمين الحدود ووجود روسي قليل!

هذه الرواية الخاصة بمساعي تشاد دخول الفيلق الأفريقي ودور صدام حفتر فيها، يقف على يسارها اللواء سالم قنيدي، رئيس الأركان الليبي السابق ووكيل وزارة الدفاع وعضو مجلس النواب الليبي في طبرق عن لجنة الأمن القومي، فهو يرى من وجهة نظره في تصريحاته لـ"عربي بوست" أن الزيارة لها علاقة بملفين؛ الاول هو مناقشة آليات تأمين الحدود بين تشاد وليبيا في ظل عدم قدرة الطرفين على وضع حد لما يحدث على الحدود من عمليات تهريب بكل أشكالها.

أما الملف الثاني فهو يرى أن الزيارة من أجل مناقشة التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين، وأن الجانب الليبي سوف يعمل على إبرام اتفاقيات جديدة مع تشاد تخص الجانب الاقتصادي وكذلك جوانب تأمين الحدود.

مشيراً إلى أن ليبيا وتشاد يريدان حلاً جذرياً لمشكلة الحدود، خاصة أنه بعد ثورة فبراير "الثورة الليبية" كان هناك تعاون مع شركات إيطالية وألمانية من أجل حماية الحدود مع تشاد لكن هذه الدول انسحبت الآن وسوف يتم البحث عن بدائل لها بالتنسيق مع تشاد.

أما بخصوص انضمام ليبيا إلى الفيلق الليبي ودورها في دعم دخول تشاد، قال سليم قنيدي لـ"عربي بوست" إن الوجود الروسي في ليبيا قليل وليس كبيراً، وإن ليبيا تتعامل مع روسيا في سياقاتها الطبيعية وخاصة التي تتعلق بالتسليح حيث تقوم بشراء الأسلحة للجيش الليبي "في إشارة إلى جيش شرق ليبيا" من روسيا، مشدداً على أن الوجود الروسي في ساحل أفريقيا معروف، حيث تنتشر قوات فاغنر في الدول الأفريقية بشكل واضح وبالتالي لا حاجة لدخول ليبيا كطرف في مثل هذه الصراعات.

سالم قنيدي، تطرق إلى الحرب في السودان وكشف أن زيارة صدام حفتر إلى تشاد سوف تناقش الحرب في السودان وكيفية مواجهتها خاصة أن "تشاد ذات إمكانيات ضعيفة ولا تستطيع أن تتعامل مع الأزمة في السودان".

أما محمد طاهر زين، رئيس تحرير موقع رفيق انفو، وهو موقع تشادي، فهو يربط في حديثه لـ"عربي بوست" بين زيارة صدام حفتر إلى تشاد، وبين الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أفريقيا؛ حيث بدأ أولى جولاته من مدينة كوناكري عاصمة غينيا، لينطلق بعدها إلى تشاد ودول أفريقية أخرى، وأن صدام حفتر هو الذي يتولى الآن هندسة علاقات روسيا وتشاد لدوره الواضح في الفيلق الأفريقي. 

جدير بالذكر أن مصادر تشادية قد قالت إن لافروف سوف يزور تشاد خلال أيام وأن اجتماعا تم بين السفير الروسي في تشاد وبين وزير الخارجية التشادي للتجهيز للزيارة في الفترة القريبة المقبلة. وأن الزيارة تستهدف توقيع اتفاقية أمنية مشتركة لمكافحة الإرهاب بين روسيا وتشاد وتقوية التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين. وكذلك سيناقش لافروف في تشاد الوضع في منطقة الساحل وليبيا وحرب السودان والأزمة الإنسانية في شرق تشاد.

يقول محمد طاهر زين، في تصريحاته لـ"عربي بوست"، كذلك إن المنطقة ملتهبة بالحروب ولروسيا مصالح جيوسياسية كبيرة في ساحل أفريقيا وكذلك في ليبيا؛ ومن ثم، فإن تزامن زيارة صدام حفتر مع زيارة وزير الخارجية الروسي إلى تشاد، تؤكد على أن هناك مساعي كبيرة لإدخال تشاد إلى الفيلق الأفريقي المرتقب إنشاؤه من جانب روسيا وأن يكون لروسيا موطئ قدم كبير في تشاد التي تشهد صراعاً كبيراً على النفوذ بين فرنسا وأمريكا.

كذلك يقول محمد طاهر زين إن زيارة لافروف إلى تشاد تستهدف الضغط على تشاد لتطبيع العلاقات مع النظام السوداني المتمثل في الجيش السوداني خاصة بعدما قامت تشاد بقطع العلاقات في الفترة التي أعقبت الحرب هناك وكذلك العمل على تخفيف حدة التوتر بين السودان وتشاد في الفترة المقبلة.

ورغم ذلك يرى محمد طاهر زين أن تشاد ما زالت تحتفظ بعلاقات قوية مع فرنسا ولا تزال القوات الفرنسية موجودة في تشاد؛ ولذلك فهو يعتقد أن تطبيع العلاقات بين تشاد وروسيا، هو أمر حساس جداً للغرب الذين لن يمرروا هذه العلاقة وسيعملون على تعطيلها أو إفشالها- على حد قوله.

تدريب صدام حفتر لرئاسة ليبيا

جنباً إلى ما تم طرحه من دور صدام حفتر في الفيلق الأفريقي، ومساعيه لضم تشاد إلى التنظيم العسكري الجديد الذي ترعاه روسيا، وذلك خلال زيارته إلى تشاد ولقائه بالرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، فإن المحلل السياسي الليبي فرج دردور، الأكاديمي في جامعة طرابلس، في تصريحاته لـ"عربي بوست"، يطرح جانباً أخر من زيارة صدام حفتر إلى تشاد، فهو يرى أن الزيارة لها رسالتان مهمتان الأولى للداخل الليبي والثانية للخارج الليبي.

أما الرسالة الأولى للداخل الليبي فهي أنه يريد أن يقول إنه بات الوريث الوحيد لوالده خليفة حفتر الذي يعاني من أزمات صحية معقدة وقد سافر عدة مرات إلى فرنسا لتلقي العلاج، وأن على الليبيين التعامل معه على هذا الأساس، باعتباره الرئيس المقبل لليبيا، وبالنسبة للخارج فهو يقدم ابنه باعتباره الرئيس القادم.

يدلل فرج دردور على ذلك بقوله إن خليفة حفتر قام بإعداد صدام بشكل كبير، حيث أرسله إلى الأردن للحصول على تكريم من الملك الأردني، وكذلك أرسله إلى مصر للحصول على "الدكتوراه الفخرية في العلوم العسكرية" وهي شهادة فخرية لا قيمة لها، حسب وصف الأكاديمي الليبي، وذلك من أجل أن يقدمه للقوات المسلحة في شرق ليبيا باعتباره الشخص الذي حاز تكريماً من مصر والأردن وبالتالي يكون هو على رأس الجيش.

بالإضافة إلى ذلك يشير فرج دردور إلى أن حلفاء حفتر في المنطقة يساعدونه في ذلك؛ إذ تم استقباله استقبالاً رئاسياً في تشاد وكذلك التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مصر، وهو ما يسمح لحفتر الأب بأن يمرر به رسالة إلى الداخل الليبي بأن ابنه صدام يتم استقباله من جانب الرؤساء في كل مكان.

يكشف فرج دردور، لـ"عربي بوست"، أنه كان صديقاً شخصياً لخليفة حفتر حتى عام 2012 ويعرف صدام بشكل شخصي واصفاً اياه "بغير المتعلم فهو غير حاصل على الثانوية ومن ثم لا يملك الشهادة الجامعية"، مشيراً إلى أنه "لا يجيد الكتابة ولا القراءة بشكل جيد"، متسائلاً: كيف يكون شخص بهذه المقومات قائداً لليبيا؟!