طالب الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، الجمعة 29 مايو/أيار 2024، فرنسا بإعادة النظر في قرارها استبعاد إسرائيل من المشاركة في معرض للصناعات العسكرية تستضيفه الشهر المقبل.
وفي وقت سابق الجمعة أعلنت فرنسا إلغاء مشاركة 74 شركة إسرائيلية في معرض "يوروساتوري" 2024، أحد أكبر المعارض الدولية للأسلحة والمعدات العسكرية، والمقرر عقده في 17 يونيو/حزيران قرب باريس.
ولم تعلن وزارة الدفاع الفرنسية، التي ترعى المعرض، أسباب القرار حتى الساعة 17:40 ت.غ، لكنه يأتي عقب مجازر إسرائيلية عدة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة أوقعت عشرات القتلى من النازحين، وأثارت غضباً دولياً واسعاً، شمل مظاهرات في مدن فرنسية.
غانتس يتصل برئيس الوزراء الفرنسي
وفي مسعى إلى دفع باريس للعدول عن ذلك، قال غانتس إنه ناقش مع رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل عتال، خلال اتصال هاتفي، قرار استبعاد الوفود الإسرائيلية من المشاركة في معرض "يوروساتوري".
وأضاف، في تدوينه عبر منصة "إكس"، أنه أكد لرئيس الوزراء الفرنسي أن "القرار يكافئ" ما وصفه بـ"الإرهاب" على حد زعمه، وطلب من باريس "إعادة النظر فيه". كما أشار غانتس إلى أنه تحدث مع عتال عما زعم أنها "معاداة للسامية" في فرنسا.
وقال: "أعربت له أولاً وقبل كل شيء عن تقديري لموقفه الحازم والمبدئي ضد المستويات المتزايدة المقلقة لمعاداة السامية في فرنسا، وخاصة منذ (بدء الحرب على غزة في) 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وطلبت منه أن يظل ثابتاً على موقفه في القضاء على هذه الكراهية القديمة ضد اليهود وحماية المجتمعات اليهودية الفرنسية"، وفق تعبيره.
ويوجه ساسة إسرائيل تهمة "معاداة السامية" إلى كل من ينتقد تل أبيب، حتى إنها لاحقت يهوداً شاركوا في مظاهرات رافضة للحرب على غزة، ما دعا الأخيرين إلى التحذير من أن توظيف هذه التهمة لأغراض سياسية "سيُفرغها من مضمونها وسيجعلها بلا معنى".
ويُعقد معرض يوروساتوري كل عامين في باريس، وهو واحد من أهم الفعاليات العالمية في مجال الدفاع والأمن.
ويشارك في دورة 2024 من الحدث العالمي 250 وفداً رسمياً من 96 دولة، و1743 عارضاً من 62 دولة، ونحو 62 ألف زائر من 150 دولة، وفق الموقع الإلكتروني لـ"يوروساتوري".
ويجذب "يوروساتوري" آلاف العارضين والزوار من مختلف أنحاء العالم، بمن في ذلك كبار المصنعين والموردين وصناع القرار.
ويأتي استبعاد إسرائيل من المشاركة فيه وسط حرب مدمرة تشنها على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما خلف أكثر من 118 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراراً من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فوراً، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.