أثار رئيس مجلس بلدية مستوطنة مارغليوت، القريبة من الحدود اللبنانية شمال إسرائيل، إيتان دافيدي، الجدل بحديثه عن رغبته في الانفصال الكامل عن اسرائيل، وذلك على إثر إصابة مبنى مجلس البلدية، جراء إطلاق 3 صواريخ مضادة للدروع من لبنان، بحسب صحيفة "معاريف" العبرية.
برَّر إيتان دافيدي رغبته في الانفصال، بسبب أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بات عاجزاً عن توفير الحماية للمستوطنة، من القصف الذي تقوم به قوات حزب الله اللبنانية للمستوطنة كل يوم، وذلك منذ طوفان الأقصى في السابع من اكتوبر/تشرين الأول 2023، وقال إنه طلب من ضباط الجيش إخلاء المستوطنة وإغلاق البوابات والرحيل!
فما هي مستوطنة مارغليوت المتاخمة للحدود اللبنانية، وما هي الآثار التي سوف تترتب على محاولة رئيس مجلس البلدية الاستقلال الإداري عن حكومة الاحتلال؟ نرصد في هذا تقرير لـ"عربي بوست" كذلك حجم الأضرار التي طالت البلدية بسبب قصف حزب الله لها.
بداية القصة
كانت بداية انفجار الوضع في مستوطنة مارغليوت، بعد القصف الشديد الذي قام به حزب الله يوم الإثنين 27 مايو/أيار 2024 على المستوطنة، وهو قصف ممتد منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى، خاصة أن المستوطنة قريبة من الحدود مع لبنان.
القصف الذي قام به الحزب في يوم 27 مايو/أيار 2024 على المستوطنة كشف تفاصيله في بيان له بالقول إنه "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصّامد في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته الباسلة والشّريفة، وردّاً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبيّة الصّامدة والمنازل الآمنة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلاميّة اليوم الإثنين 2024-5-27، مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة مرغليوت بالأسلحة المناسبة؛ وحقّقوا فيه إصابات مؤكّدة".
هنا في هذا الفيديو، يتم توثيق القصف الذي قام به حزب الله على أحد المباني في مستوطنة مرغليوت، والتي قال إن جنود من الاحتلال الإسرائيلي كانوا يستخدمونه، كما استهدف آليات إسرائيلية اثناء دخولها الى موقع المالكية.
رئيس مستوطنة مرغليوت يرد
ونتيجة لاستمرار القصف وعدم تدخل حكومة الاحتلال لإنقاذ سكان المستوطنة، أعلن رئيس مستوطنة مرغليوت، شمال فلسطين المحتلة قرب الحدود اللبنانية، الانفصال التام عن الحكومة الإسرائيلية، لأنها أصبحت بحاجة للحماية من الجيش الإسرائيلي، أكثر منه من حزب الله.
ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن رئيس المستوطنة إيتان دافيدي طالب بإجلاء الجنود وإغلاق المستوطنة قائلاً: "ليست هناك حاجة للاحتراس من حزب الله، بل من الحكومة الإسرائيلية التي تحطّم الموشاف بقواتها". و"الموشاف" هو مصطلح عبري يشير إلى قرية زراعية تُكَوِنُ فيه الأسر وحدات اقتصادية تدير قطعة الأرض بشكل خاص بها.
وصرّح دافيدي للصحيفة عينها لن يتمكن أحد من الدخول أو الخروج من الموشاف – بما في ذلك الجيش، وأضاف: "على الحكومة أن تجد مكاناً آخر للإقامة فيه هذه الحكومة التي تحطم الموشاف بقراراتها، المستوطنة تتأثر بشكل مباشر بقرار الحكومة ووزارة الزراعة وتسبب ضرراً أكبر من صواريخ حزب الله المضادة للدروع".
هنا في هذا اللقاء يتحدث رئيس مستوطنة مرغليوت عن القصف الإسرائيلي المستمر على القرية وأنهم فقدوا الأمل في حماية جيش الاحتلال لهم.
فما هي مستوطنة مارغليوت؟
مستوطنة مارغليوت، هي مستوطنة في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، تسمى باللغة العربية " هونين" تقع على امتداد الحدود مع لبنان في الجليل الأعلى، بالقرب من بلدة كريات شمونا، وتقع تحت ولاية مجلس مڤوئوت هحرمون المحلي في 2019 كان عدد السكان حوالي 412 ومعظمهم يهود من أصل كردستاني إيراني.
كانت "هونين" ثاني أكبر القرى في قضاء صفد، إلا أن سكانها هـُجـِّروا في 1948 ويقول بعض اللبنانيون إنها قرية لبنانية جنوبية ضمن ما يعرف بالقرى السبع ومن حدودها بلدة المنارة، في أبريل/نيسان 1948 سقطت بأيدي العصابات الإسرائيلية، وفر أبناؤها نحو لبنان.
أنشأ الإسرائيليون على أراضي القرية عام 1951 مستعمرة موشاڤ مارغليوت، وحدودها شمالاً مسكاف عام وعديسة وجنوباً ميس الجبل والبويزية، وشرقاً الخالصة، وغرباً حولا ومركبا، ومساحتها 14300 دونم.
بداية استهداف المقاومة لها
بالعودة إلى الوراء، فقد ظهر اسم مستوطنة مرغليوت، بعد أيام قليلة من طوفان الأقصى وخاصة في يوم الأحد 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حين أعلنت كتائب القسام- لبنان، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس عن استشهاد 3 مقاومين من الكتائب في لبنان خلال تنفيذ عملية "شمال فلسطين المحتلة".
وقالت كتائب القسام إن مجموعة من مقاتليها تمكنوا من تفجير السياج الحدودي واستهداف نقطة مراقبة ومن ثَم الوصول إلى منطقة قريبة من مستوطنة "مرغليوت"، والاشتباك مع جيش الاحتلال وإيقاع خسائر في صفوفه، وأضافت في بيانها، أنه وأثناء الاشتباك قامت "طائرات العدو باستهداف مجاهدينا ليرتقوا شهداء إلى ربهم مقبلين غير مدبرين".
وذكرت أن الشهداء هم أحمد أسامة عثمان من مخيم عين الحلوة، ويحيى نايف عبد الرازق من مخيم عين الحلوة، وصهيب عمر كايد من وادي الزينة، وكانت هذه هي المرة الأولى خلال حروب إسرائيل على غزة التي تقوم بما المقاومة الفلسطينية بعمليات من خارج الحدود؛ حيث قصف عدة فصائل من جنوب لبنان شمال إسرائيل وتسلل عدة مقاتلين واشتبكوا مع قوات الاحتلال.
استمرار القصف على مستوطنة مرغليوت منذ طوفان الأقصى
استمرت عمليات القصف من جانب حزب الله اللبناني على مستوطنة مرغليوت، بسبب استمرار الحرب جراء طوفان الأقصى، وكان من ضمن ذلك ما اعترضه جيش الاحتلال الإسرائيلي لقذيفة مضادّة للدروع، أُطلقت صوب موقع للجيش الإسرائيليّ قرب مرغليوت في المنطقة الحدودية، في حين أعلن حزب الله استهداف مواقع للجيش الإسرائيلي وذلك في بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
كذلك وبعدها في السادس عشر من ديسمبر/كانون الأول 2023 أعلن الجيش الإسرائيلي أن جندياً قتل وأصيب اثنان آخران في منطقة مرغليوت (شمال) على الحدود اللبنانية، فيما أكد ناطق لوكالة فرانس برس أن الضحايا سقطوا بهجوم لـ"طائرة معادية".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "السرجنت مايجور (احتياط) يحزقيل عزاريا من بتاح تكفا… سقط خلال نشاط عملياتي في منطقة مرغليوت وكان يبلغ 53 عاماً عند مقتله". وأكد ناطق عسكري لوكالة فرانس برس أن جنديين آخرَين أصيبا أيضاً في الحادث الذي نجم عن توغل "طائرة معادية" غير محدّدة.
وكان الجيش أعلن عملية التوغل في وقت سابق السبت قائلاً في بيان إن "منظومة الدفاع الجوي التابعة له اعترضت طائرة معادية عبرت من لبنان إلى إسرائيل". وأضاف أنه "تم تحديد طائرة معادية أخرى عبرت من لبنان وسقطت في مرغليوت… رداً على ذلك، تقصف مدفعية الجيش الإسرائيلي لبنان".
استمراراً للقصف والقصف المتبادل، بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي على جانبي الحدود، أطلقت رشقات صاروخية من الأراضي اللبنانية باتجاه المناطق الحدودية، واستهدفت الصواريخ مستوطنة "مرغليوت"، فيما دوت صافرات الإنذار في الجليل الأعلى ونفذ حزب الله عمليات مختلفة ضد الجيش الإسرائيلي ومواقعه العسكرية، وذلك رداً على الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت القرى والمنازل المدنية في الجنوب اللبناني وذلك في فبراير/شباط 2024.
كذلك وفي منتصف فبراير/شباط 2024 أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن "إطلاق ما لا يقل عن 6 صواريخ من لبنان باتجاه مرغليوت في إصبع الجليل من دون تفعيل صفارات الإنذار، ووقوع أضرار في المكان"، وأضافت: "حزب الله أطلق قبل قليل صاروخين باتجاه مستوطنة "مرغليوت" في الشمال"، ولفتت إلى أن "من دون وقف إطلاق النار في غزة فإن حزب الله لن يوقف إطلاق النار أيضاً".
بعد ذلك وفي مارس/آذار 2024 قالت مصادر صحفية إن طائرات الاحتلال الإسرائيلى شنت غارة على بلدة عيتا الشعب وأخرى على بلدة شيحين جنوب لبنان، في المقابل أفادت هيئة الإسعاف الإسرائيلية بمقتل شخص وإصابة 10 آخرين إثر سقوط قذائف صاروخية أطلقت من جنوب لبنان على مستوطنة مرغليوت في الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الشخص الذي قتل إثر سقوط القذائف الصاروخية هو عامل أجنبي، مؤكدة أيضاً أن جميع المصابين من العمال الأجانب وكانت وسائل إعلام عبرية أفادت في وقت سابق بتجدد الانفجارات في مرغليوت قرب الحدود مع لبنان وتصاعد أعمدة الدخان.
كذلك وفي مارس/آذار 2024 أعلن حزب الله اللبناني استهداف قوة إسرائيلية أثناء محاولتها التسلل إلى الأراضي اللبنانية، في حين أعلن الاحتلال مقتل شخص وإصابة 10 آخرين إثر سقوط قذائف صاروخية على مرغليوت شمال إسرائيل.
في الشهر نفسه أعلن حزب الله استهداف "قوة عسكريّة إسرائيليّة في محيط موقع الراهب بقذائف المدفعيّة"، وقتل شخص وأصيب 7 آخرون في صاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان نحو "مرغليوت" في الجليل الأعلى، وذلك مع تجدد تبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله تجاه بلدات ومناطق ومواقع مختلفة قرب الحدود.
أما في أبريل/نيسان 2024 وبعد مجزرة إسرائيلية جديدة أدّت إلى سقوط شهيدتَين وستة جرحى في غارة على منزل مأهول في بلدة حانين، صعّد حزب الله من هجماته نحو الجليل ليلاً، مستهدفاً "مستوطنة مرغليوت بعشرات صواريخ الكاتيوشا" وقد قام الحزب بإطلاق رشقات صاروخية؛ ما أدّى إلى تفعيل نظام القبة الحديدية في مستوطنات الشمال من دون دويّ صفّارات إنذار.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر في الجيش الإسرائيلي معلومات عن "سقوط 10 صواريخ في مرغليوت بالجليل الأعلى دون انطلاق صفارات الإنذار".
كذلك وفي نهاية أبريل/نيسان 2024 أعلن حزب الله اللبناني قصف شمال إسرائيل بعشرات من صواريخ الكاتيوشا، وأضافت الجماعة في بيان أن القصف الذي استهدف بلدة مرغليوت جاء "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة" وفي إطار "الرد على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية وتحديداً المجزرة المروعة في حانين وسقوط شهداء وجرحى مدنيين".
وجراء استمرار القصف من جانب حزب الله على المستوطنة، فقد انقطع التيار الكهربائي، في مستوطنات "كريات شمونة" و"مرغليوت" شمال إسرائيل جراء إطلاق حزب الله صواريخ من لبنان، وفق إعلام عبري.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت: "انقطعت إمدادات الكهرباء في موشاف مرغليوت في الجليل الأعلى، وحسب شهود عيان تم تسجيل سقوط عدة صواريخ في المنطقة دون تفعيل الإنذارات". وأضافت: "كما أبلغ سكان كريات شمونة عن انقطاع التيار الكهربائي".
لم يتوقف قصف حزب الله على المستوطنة، وذلك كجزء من الاشتباك المسلح بين الحزب والاحتلال الإسرائيلي جراء الحرب على غزة بعد طوفان الأقصى، وفي مايو/أيار 2024 أعلن حزب الله عن استهداف مستوطنة مرغليوت بالأسلحة الصاروخية.
كذلك وفي نهاية مايو/أيار 2024 قصف حزب الله العديد من المستوطنات في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة وكان منها استهداف مبنى يستخدمه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة مرغليوت بالأسلحة الصاروخية، كرد على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنيّة الآمنة.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن حزب الله اللبناني شن 11 هجوماً على مواقع إسرائيلية قبالة الحدود اللبنانية خلال الساعات الماضية، في وقت أغارت فيه طائرات حربية إسرائيلية على قرى وبلدات جنوب لبنان.
وقال الحزب، في بيانات أصدرها الجمعة، إنه هاجم بمسيّرات مقر الكتيبة الصاروخية في ثكنة يوآف، ومقر الفرقة 91 في إيليت، كما قصف مبنى تتمركز فيه الاستخبارات الإسرائيلية في مستوطنة المنارة، ومبنى آخر يستخدمه الجنود في مرغليوت.
الخسائر الاقتصادية في مستوطنات الشمال
بطبيعة الحال، تسبب القصف الذي قام به حزب الله لمستوطنات الشمال الفلسطيني المحتل ومنها مستوطنة مرغليوت، في استنزاف الاقتصاد الإسرائيلي، وقد كشفت الأرقام والإحصائيات والبيانات عن خسائر هائلة يتكبّدها كيان الاحتلال على مختلف الصعد من بينها القطاع الاقتصادي، خاصة في المستوطنات شمالي فلسطين المحتلة، ولا سيما في القطاع الزراعي بسبب الحرب المستمرة منذ طوفان الأقصى.
وفي سياق ذي صلة، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن مدير مصلحة الضرائب في كيان الاحتلال، شاي أهرانوفيتش، أن أضرار الحرب على المشاريع التجارية والممتلكات تقدّر بـ 6 مليارات دولار قابلة للارتفاع، من بينها نحو 300 مليون دولار عند الحدود الشمالية.
وأوردت الصحيفة كمثال عن الوضع عند الحدود الشمالية، الحالة الصعبة التي تعيشها مستوطنة المطلة التي تأسست سنة 1896، إذ تحولت منذ أكثر من خمسة أشهر إلى منطقة عسكرية مغلقة، بعد أن نزح منها 2500 نسمة، وحالياً "لا يُرى في أفقها أي بشري"، ولا يتم قطف أشجار التفاح والحمضيات فيها. الصحيفة أشارت إلى أنه رغم الأضرار المتواصلة التي تصيب المطلة، لا يصل إليها أي مخمن عقاري، أو عنصر تأمين، لفحص الأضرار.
الأسلحة المستخدمة من جانب حزب الله في القصف
رصد مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاع المسلح (ACLED)، الهجمات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل والأسلحة المستخدمة فيها. فأظهر أن 65% من الهجمات، خلال الفترة ما بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و15 مارس/آذار 2024، كانت عبارة عن قصف مدفعي أو هجوم صاروخي، و25% منها، عبارة عن ضربات جوية أو من طائرات بدون طيار.
كما سجل المشروع 138 عملية اعتراض لصواريخ حزب الله من جانب إسرائيل، وكذلك 7 عمليات اعتراض لمسيرات إسرائيلية، أو اعتراض صواريخ إسرائيلية من طرف حزب الله.
وبينما تجاهلت غالبية بيانات الجيش الإسرائيلي ذكر الأسلحة المستخدمة في القتال، كشف حزب الله من جهته عن استخدامه لأنواع محددة من الصواريخ فأعلن في 16 فبراير/شباط 2024 مثلاً قصف كريات شمونة (الخالصة) بصواريخ من نوع "فلق" وكاتيوشا، لكنه أضفى نوعاً من الغموض على أسلحة أخرى استخدمها في هجمات أخرى، مكتفياً في بياناته الرسمية بعبارة "باستخدام الأسلحة المناسبة".
رسائل من حزب الله لمستوطنات الشمال الفلسطيني المحتل
حزب الله لم يتوقف عند قصف مستوطنة مرغليوت، بل إنه وفي ظل قصفه للمناطق الحدودية مع لبنان، بعث "حزب الله" برسائل إلى رؤساء مستوطنات شمال إسرائيل، أبلغهم فيها بأن سكان هذه المستوطنات لن يعودوا لمنازلهم إلا بعد وقف الحرب على قطاع غزة، وحذرهم فيها من "الوهم" الذي يبيعه لهم قادتهم بهذا الخصوص.
أفادت بذلك هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، موضحة أن هذه الرسائل بعث بها "حزب الله" مباشرة عبر تطبيق المراسلات الفورية "واتساب" إلى عدد من رؤساء المستوطنات، من بينهم رئيس المجلس الإقليمي "ماروم هجليل" عمير سوفر.
وجاء في إحدى هذه الرسائل: "إلى مستوطني الشمال، يجب أن تفهموا أنه لن يتغير شيء هنا في الشمال بعد الأول من سبتمبر/أيلول المقبل إذا لم يتوقف العدوان على غزة".
وجاء في رسالة أخرى لحزب الله: "إلى مستوطني الشمال، يجب أن تفهموا أننا استهدفنا فقط المنازل التي كان يختبئ فيها جنودكم. إذا لم تطلبوا من حكومتكم وقف العدوان على غزة، فلن يبقى هناك منازل للعودة إليها".
وورد في رسالة ثالثة تلقاها "سوفر": "إلى مستوطني الشمال المعادلة الوحيدة هي: وقف العدوان على غزة = عودتكم إلى الشمال".
وجاء في رسالة رابعة: "إلى مستوطني الشمال (وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف) غالانت يبيعكم الأوهام عندما يعد بإخراج حزب الله من شمال نهر الليطاني. عليكم أن تتعايشوا مع الواقع، نحن هنا إلى الآبد".
من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة إن عدداً آخر من رؤساء المستوطنات وصلتهم رسائل مماثلة من "حزب الله"، من بينهم رئيس المجلس الاستيطاني "ماتيه آشر" موشيه دافيدوفيتش وهو أيضا رئيس ما يسمى "تجمع بلدات خط المواجهة".
وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية الخاصة، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.
وبينما لم يؤكد حزب الله أو ينفي صحة إرساله هذه الرسائل إلى رؤساء مستوطنات شمال إسرائيل، نقل حسابه على منصة تلغرام الأخبار التي نشرها الإعلام العبري بهذا الخصوص.