أعلنت حركة حماس، الخميس 30 مايو/أيار 2024، أنها أبلغت الوسطاء في محادثات وقف إطلاق النار بأنها مستعدة للتوصل إلى "اتفاق كامل" يتضمن صفقة شاملة لتبادل الرهائن والسجناء شريطة إيقاف الاحتلال عدوانه على الشعب الفلسطيني.
في بيان للمكتب السياسي لها، شددت الحركة والفصائل الفلسطينية على أنها ترفض أن تكون المفاوضات "جزءاً من سياسة التفاوض في ظل عدوان وقتل وتجويع وإبادة لشعبنا".
وجاء في البيان أن حماس "أبدت مرونة وإيجابية مع جهود الوسطاء على مدى جميع جولات التفاوض غير المباشرة السابقة وصولاً لإعلان الموافقة على مقترح الإخوة الوسطاء في السادس من مايو/أيار الماضي".
وأضافت "غير أن الاحتلال استخدم هذه المفاوضات غطاءً لاستمرار العدوان والمجازر ضد شعبنا الفلسطيني، ورد على موقفنا الإيجابي باجتياح مدينة رفح واحتلال المعبر، وقدم ملاحظات تفضي إلى تعطيل جهود الوسطاء".
وأكدت الحركة أنها "والفصائل الفلسطينية لن تقبل أن تكون جزءاً من هذه السياسة باستمرار المفاوضات في ظل عدوان وقتل وحصار وتجويع وإبادة جماعية لشعبنا".
وأوضحت كذلك أنها أبلغت الوسطاء اليوم "موقفنا الواضح أنه في حال أوقف الاحتلال حربه وعدوانه ضد شعبنا في غزة فنحن مستعدون للتوصل إلى اتفاق كامل يتضمن صفقة تبادل شاملة".
الثلاثاء 28 مايو/أيار 2024، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن تل أبيب سلمت الوسطاء المصريين والقطريين اقتراحها لتجديد مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس، ووقف إطلاق النار في غزة.
الهيئة (رسمية) قالت: "سلمت إسرائيل اليوم (الثلاثاء) وثيقة الاقتراح الإسرائيلي إلى الوسطاء في مصر وقطر، من أجل تجديد المفاوضات وإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار".
كما أضافت أنه "من المنتظر أن تستأنف المحادثات الأسبوع المقبل في العاصمة القطرية الدوحة". ونقلت الهيئة عن أطراف أجنبية مشاركة في المفاوضات لم تسمها، قولها إن "توسع الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في رفح (جنوب القطاع) سيجعل المحادثات صعبة".
بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري حماس وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
على مدى يومين، استضافت القاهرة آخر جولة تفاوض، قبل أن يغادر وفدا "حماس" وإسرائيل العاصمة المصرية في 9 مايو/أيار الجاري دون إعلان التوصل لاتفاق، رغم قبول الحركة آنذاك مقترحاً قطرياً مصرياً، وهو ما رفضته إسرائيل.
وتعرقلت جهود التوصل إلى الصفقة الأخيرة بعد رفض إسرائيل لها بدعوى أنها "لا تلبي شروطها"، وبدئها عملية عسكرية على مدينة رفح في 6 مايو/أيار، ثم السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي.
ووسط حصار خانق تفرضه إسرائيل على غزة منذ 18 عاماً، وتصعيد لانتهاكاتها بحق المسجد الأقصى، شنت فصائل فلسطينية، بينها "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، هجوماً مباغتاً على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية للقطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسرت خلاله نحو 239 شخصاً.
لاحقاً، بادلت الفصائل 105 من هؤلاء الأسرى، وبعضهم عمال أجانب، بالعديد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023.
وبينما تتحدث تل أبيب عن بقاء 121 أسيراً من هؤلاء بأيدي الفصائل، تؤكد الأخيرة مقتل عشرات منهم بغارات إسرائيلية على القطاع.
وخلفت الحرب على غزة أكثر من 118 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلةً قراراً من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فوراً، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على مدينة رفح جنوبي القطاع، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.