أظهرت الصور القادمة من مخيم جباليا بعد انسحاب قوات الاحتلال منها، مشاهد مروعة لدمار كبير في المنازل وحرق لمؤسسات أممية، كما وثقت بعض الفيديوهات نبشاً للمقابر، وجثثاً متحللة على جوانب الطرق.
وتراجعت الآليات العسكرية الإسرائيلية، الخميس 30 مايو/أيار 2024، من مناطق بجباليا، بعد أن شهد المخيم منذ 12 مايو/أيار معارك شرسة، كبد خلالها المقاومون قوات الاحتلال خسائر بشرية كبيرة.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول إن الآليات العسكرية الإسرائيلية انسحبت بشكل محدود من المناطق الجنوبية والغربية من مخيم جباليا، "لكنها لا تزال تتواجد في المناطق الشرقية والشمالية، مع استمرار إطلاق النار والقصف المدفعي باتجاه المخيم".
وأفادوا بأن هذه التراجع المحدود كشف عن "دمار هائل" في المنطقة، وإحراق الجنود الإسرائيليين عشرات المنازل الفلسطينية.
وشددوا على أن الآليات الإسرائيلية تطلق نيرانها بشكل متقطع باتجاه منازل وممتلكات المواطنين.
وفي ظل هذا الوضع، دعت لجنة الطوارئ في محافظة شمال قطاع غزة، عبر بيان المواطنين إلى "التريث وعدم العودة حالياً إلى مناطق شمال القطاع".
وحذرت اللجنة من أن "الاحتلال ترك خلف آلياته المنسحبة عدداً كبيراً من طائرات "الكواد كابتر" (مروحية مسيّرة) التي تطلق النار على المواطنين".
وأضافت أن "بعض المخلفات الخطيرة لقوات الاحتلال، وجراء المعارك والاشتباكات، ما زالت في الشوارع وبعض المنازل ولم تتعامل معها جهات الاختصاص لتفكيكها؛ مما يعرض حياة المواطنين للخطر".
وشهد مخيم جباليا معارك شرسة بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية استهدفت قواته المتوغلة بعبوات ناسفة وكمائن وعمليات قنص؛ رداً على حربه المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وخلّفت الحرب على غزة أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على مدينة رفح (جنوب) فورا، واتخاذ تدابير مؤقتة لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
كما تتجاهل إسرائيل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.