تراجعت آليات الاحتلال العسكرية من مناطق بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، الخميس 30 مايو/أيار 2024، فيما أظهرت فيديوهات وصور نشرتها وسائل إعلام فلسطينية وصحفيون مشاهد مروعة للدمار الواسع لاستهداف الاحتلال لمنازل الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وفي 12 مايو/أيار، بدأ الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً في المخيم ومناطق محيطة به، ثم أعلن بعد ثلاثة أيام توسيع الهجوم بعد أن واجهت قواته "معارك شرسة" مع فصائل "المقاومة".
وصباح الخميس، قتل وأصيب عدد من الفلسطينيين جراء استهداف طائرات الاحتلال مدرسة لجأ إليها النازحون بعد انسحاب الجيش من أجزاء من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وأفاد شهود عيان لمراسل الأناضول بأنه بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من أجزاء من مخيم جباليا، توجه الفلسطينيون للجوء إلى مدرسة فلسطين للاجئين، ولكن قصفتهم الطائرات الإسرائيلية ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم.
وفي وقت سابق، تراجعت الآليات العسكرية الإسرائيلية، "بشكل محدود"، من مناطق بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، مخلفةً دماراً واسعاً في منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول إن الآليات العسكرية الإسرائيلية انسحبت بشكل محدود من المناطق الجنوبية والغربية من مخيم جباليا، "لكنها لا تزال تتواجد في المناطق الشرقية والشمالية، مع استمرار إطلاق النار والقصف المدفعي باتجاه المخيم".
وفي ظل هذا الوضع، دعت لجنة الطوارئ في محافظة شمال قطاع غزة، عبر بيان الخميس، المواطنين إلى "التريث وعدم العودة حالياً إلى مناطق شمال القطاع".
وحذرت اللجنة من أن "الاحتلال ترك خلف آلياته المنسحبة عدداً كبيراً من طائرات "الكواد كابتر" (مروحية مسيّرة) التي تطلق النار على المواطنين".
وأضافت أن "بعض المخلفات الخطيرة لقوات الاحتلال، وجراء المعارك والاشتباكات، ما زالت في الشوارع وبعض المنازل ولم تتعامل معها جهات الاختصاص لتفكيكها؛ ما يعرض حياة المواطنين للخطر".
وشهد مخيم جباليا معارك شرسة بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية استهدفت قواته المتوغلة بعبوات ناسفة وكمائن وعمليات قنص؛ رداً على حربه المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وخلفت الحرب على غزة أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على مدينة رفح (جنوب) فوراً، واتخاذ تدابير مؤقتة لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
كما تتجاهل إسرائيل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.