ذكرت "بلومبرغ نيوز"، الأربعاء 29 مايو/أيار 2024، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حثت شركات كبرى في مجال التكنولوجيا على تكثيف جهودها للحد من انتشار المحتوى "المعادي للسامية" على منصاتها، في إشارة إلى المحتوى المناصر للقضية الفلسطينية والرافض للعدوان الإسرائيلي وجرائمه في قطاع غزة.
بحسب الوكالة الأمريكية، فقد التقى ممثلون لشركات من بينها ألفابيت وميتا ومايكروسوفت وتيك توك وإكس، الخميس، مع المبعوثة الأمريكية الخاصة ديبورا ليبستادت من أجل العمل على رصد "معاداة السامية" والتصدي لها.
وطلبت ليبستادت من كل شركة تعيين عضو في فريق السياسة التابع لها للعمل على القضية وتدريب شخصيات رئيسية لرصد معاداة السامية والإبلاغ علناً عن التوجهات في المحتوى المعادي لإسرائيل.
من جانبه، قال متحدث باسم منصة تيك توك: "رحبنا بالاجتماع ويسعدنا أن نلتقي لمشاركة الحقائق حول الخطوات التي يجري اتخاذها من قبل "تيك توك" إزاء هذه القضية المهمة ومواصلة الاستفادة من الخبراء في هذا الاجتماع".
ولم ترد كل من ألفابيت ومايكروسوفت وميتا وإكس بشكل فوري على طلب من رويترز للتعليق.
انتشار كبير رغم التضييق
وسبق أن كشف تحليل أجرته شركة مختصة بالذكاء الاصطناعي أن الأغلبية المطلقة للمنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي والمقالات في وسائل الإعلام الدولية الكبرى هي ضد "إسرائيل" في حربها على قطاع غزة، على الرغم من التضييق الذي تمارسه شركات التكنولوجيا ضد المحتوى الفلسطيني.
ووفقاً لبيانات شركة "MIG AI"، فمنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تاريخ عملية طوفان الأقصى، تمت كتابة 1.9 مليون مشاركة حول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أكثر من مليون ونصف من تلك المنشورات كانت ضد إسرائيل، بأغلبية مطلقة بلغت 83%. وكانت نسبة 9% فقط من المشاركات لصالح إسرائيل، فيما كانت 8% محايدة.
كما أشار التحليل إلى أن معظم المحادثات (64%) تمت على شبكة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقاً)، بينما احتل إنستغرام المركز الثاني بنسبة 17%.
أما بخصوص تغطية وسائل الإعلام فقد كشف التحليل أنه "في المواقع الإخبارية الكبرى، ومقابل كل تقرير إيجابي تجاه إسرائيل، هناك ثلاثة تقارير تقدم إسرائيل بشكل سلبي"، حيث من بين حوالي 372 ألف مقالة منشورة حول الحرب على المواقع الإلكترونية والتي تستقبل أكثر من مليون زيارة شهرياً، كان 64% منها محايداً، و28% ضد إسرائيل، و8% لصالح إسرائيل.
وتشن مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما التابعة لشركة ميتا، حملة منظمة ضد المحتوى الفلسطيني الذي يعرف العالم بجرائم الاحتلال.
ومنتصف أكتوبر/تشرين الأول، نشر موقع "إنترسبت" الأمريكي تقريراً، تحدث فيه عن ممارسات القمع التي تنتهجها كل من شركة "تيك توك" و"إنستغرام"، خلال فترات العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن استهداف هذه المنصات للحسابات التي تقدم تغطية على أحداث فلسطين، يأتي في الوقت الذي يصعب فيه الحصول على معلومات من الناس في غزة، وسط الحصار الإسرائيلي الشامل على سكانها البالغ عددهم مليوني نسمة، وتمنع فيه إسرائيل وسائل الإعلام الأجنبية من دخول القطاع.
وتحاول إسرائيل التعتيم على الرواية، بعد انقلاب المزاج العالمي ضدها. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن أغلبية منشورات مواقع التواصل ومقالات وسائل الإعلام الدولية الكبرى ضد إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة 18 ألفاً و800 قتيل و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.