قالت هيئة البث العبرية، الإثنين 27 مايو /أيار 2024، إن إسرائيل ستسلم الثلاثاء مقترحاً إلى الوسطاء بصفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، أقره مجلس الحرب، فيما قالت "حماس" إنها لم تبلغ حتى الآن بشأن ادعاء الاحتلال صياغة صفقة تبادل.
وذكرت هيئة البث (رسمية) أنه "من المنتظر أن تسلم إسرائيل رسمياً للوسطاء غداً وثيقة بمقترحها لصفقة إطلاق سراح المختطفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة)".
كما أضافت: "يدور الحديث عن مقترح صاغه الفريق (الإسرائيلي) المفاوض ووافق عليه مجلس الحرب في اجتماعه مساء أمس (الأحد)".
الهيئة قالت إن اللواء نيتسان ألون، المسؤول عن المفاوضات نيابة عن الجيش الإسرائيلي، لم يشارك في اجتماع مجلس الحرب.
كما أشارت إلى أن ذلك جاء على خلفية انتقادات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لفريق التفاوض الإسرائيلي.
حماس تنفي
من جهته، نفى القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان، تلقي حركته أي تأكيد من الوسطاء بشأن ادعاء إسرائيل صياغتها صفقة جديدة لتبادل الأسرى، مؤكداً أنه لا يمكن معالجة القضية قبل "الوقف الشامل للعدوان" على قطاع غزة.
والسبت 25 مايو/أيار 2024، ادعت هيئة البث العبرية أن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد ديفيد برنيع اجتمع بالعاصمة الفرنسية باريس، مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" ويليام بيرنز، ووزير خارجية قطر محمد عبد الرحمن آل ثاني، وقدم لهم "مقترحاً جديداً لصفقة تبادل أسرى صاغه فريق التفاوض الإسرائيلي".
كما ادعت الهيئة (رسمية) نقلاً عما وصفته بـ"مصدر إسرائيلي مطلع"، أنه تم الاتفاق في نهاية الاجتماع على "استئناف مفاوضات الصفقة" الأسبوع الجاري الذي بدأ الأحد، فيما لم يصدر تأكيد بخصوص ذلك من قطر أو الجانب الأمريكي حتى الساعة.
وتعليقاً على ذلك، قال حمدان، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت: "حتى اللحظة لم نُبلغ بأي شيء من قبل الوسطاء في ما يخص صفقة التبادل التي تدعيها إسرائيل، ولا يوجد أمر جدي حتى الآن".
كما أكد القيادي في حماس أنه "لا يمكن أن تكون هناك أي معالجة لقضية تبادل الأسرى قبل الوقف الشامل للعدوان" على غزة.
وأضاف أن "صفقة تبادل الأسرى لا بد أن تكون ضمن صفقة أوسع لوقف العدوان وإعادة أهلنا إلى ديارهم وإعادة الإعمار".
وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري "حماس" وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وعلى مدى يومين، استضافت القاهرة آخر جولة تفاوض، قبل أن يغادر وفدا "حماس" وإسرائيل العاصمة المصرية في 9 مايو/أيار الجاري دون إعلان التوصل لاتفاق، رغم قبول الحركة آنذاك مقترحاً قطرياً ـ مصرياً، وهو ما رفضته إسرائيل.
"الاحتلال لن يستعيد أسراه"
وشدد حمدان، خلال المؤتمر الصحفي، على أن "الاحتلال لن يستعيد أسراه من المقاومة إلا وفق شروطها التي قدمتها للوسطاء في مصر وقطر"، والتي يأتي في مقدمها وقف الحرب على غزة والانسحاب التام منها.
كما حذر من أن "استمرار الاحتلال في المماطلة والقصف ربما يعني أن أسراه لن يعودوا إلا جثثاً، وربما لن يعودوا أبداً".
وتعرقلت جهود التوصل إلى الصفقة الأخيرة بعد رفض إسرائيل لها بدعوى أنها "لا تلبي شروطها"، وبدئها عملية عسكرية على مدينة رفح في 6 مايو/أيار، ثم السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي.
كذلك، شككت تل أبيب مؤخراً في "حيادية" الوسيطين المصري والقطري بهذه المحادثات، وهو ما دعت قطر إلى "عدم الالتفات إليه"، فيما حذرت مصر من أن التشكيك في وساطتها "قد يدفعها للانسحاب" منها.
ووسط حصار خانق تفرضه إسرائيل على غزة منذ 18 عاماً، وتصعيد لانتهاكاتها بحق المسجد الأقصى، شنّت فصائل فلسطينية، بينها "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، هجوماً مباغتاً على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية للقطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسرت خلاله نحو 239 شخصاً.
ولاحقاً، بادلت الفصائل 105 من هؤلاء الأسرى، وبعضهم عمال أجانب، بالعديد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023.
وبينما تتحدث تل أبيب عن بقاء 121 أسيراً من هؤلاء بأيدي الفصائل، تؤكد الأخيرة مقتل عشرات منهم بغارات إسرائيلية على القطاع.
معبر رفح
بخصوص توقف العمل في معبر رفح الرابط بين مصر وقطاع غزة بعد سيطرة إسرائيل عليه قبل نحو أسبوعين، قال حمدان إن معبر رفح هو "معبر مصري فلسطيني خالص".
وأضاف: "نجدد الدعوة لأشقائنا في مصر بإلزام الاحتلال بالانسحاب من المعبر".
وبدأت إسرائيل عملية عسكرية بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة في 6 مايو/أيار الجاري، وسيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي، رغم التحذيرات الدولية من العواقب الإنسانية الكارثية لذلك.
بدورها، رفضت مصر التنسيق مع الجانب الإسرائيلي في المعبر، مؤكدة أنها "لن تقبل" بسياسة "فرض الأمر الواقع" التي تتبعها إسرائيل، متهمة تل أبيب بالمسؤولية عن توقف عمل المعبر، وتصاعد الأزمة الإنسانية في غزة جراء ذلك.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراراً من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فوراً، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.