تمددت عمليات شركة "سادات" العسكرية التركية الخاصة (SADAT International Defense Consultancy) إلى دولة النيجر، في الساحل الأفريقي، حيث أفاد تقرير بنشر الشركة ما يصل إلى 1100 من المتعاقدين السوريين منذ سبتمبر/أيلول 2023، لتأمين مقرات حكومية وعسكرية. في حين تحافظ الشركة على سياسة نفي نشر متعاقدين في مناطق صراعات سابقة، مثل ليبيا وأذربيجان، حتى وإن كان هذا الأمر قد أصبح موثقاً.
اعتماد النيجر على تركيا في الساحل الأفريقي قد يحد من مستوى التعاون مع روسيا
يقول تقرير لموقع "أسباب" للشؤون الاستراتيجية إن شركة سادات التركية تبرز تدريجياً باعتبارها من أدوات النفوذ التركي الخارجي، ويمثل توسع عمليات الشركة إلى النيجر علامة بارزة على تنامي دور تركيا في منطقة الساحل الأفريقي كمزود للأمن، واهتمام أنقرة بدور الشركات الأمنية الخاصة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الساحل الإفريقي تحولات عميقة على وقع موجة انقلابات، نتج عنها تقويض نفوذ فرنسا وإجبارها والولايات المتحدة على الانسحاب من دول بالمنطقة آخرها النيجر، بينما تتجه الأنظمة العسكرية في مالي وبوركينافاسو والنيجر إلى تعزيز التعاون الأمني مع روسيا. وهكذا؛ قد يؤدي تحول هذه الدول إلى مزيد من الاعتماد على تركيا إلى الحد من الاعتماد بشكل مفرط على الدعم الروسي في منطقة الساحل.
بالإضافة لمساعدة السلطة العسكرية في النيجر في تأمين المقرات الحيوية، تفيد المؤشرات بأن عمليات الشركة التركية تشمل أيضاً تأمين المصالح التجارية التركية في البلاد، مثل مشاريع التعدين والبنية التحتية، وحماية عمليات الشركات التركية في النيجر ومنطقة الساحل.
ويقول "أسباب" في حين أن هذا النشر قد يساعد السلطات العسكرية في النيجر في تركيز قواتها لمحاربة الجماعات المسلحة، سيظل من المحتمل أن تتوسع عمليات سادات لتقديم خدمات استشارية للقوات النيْجيرية في عمليات مكافحة الإرهاب. وقد وسّعت تركيا من عمليات تواجدها في النيجر، من خلال المساعدات الإنسانية والتنمية والتجارة، وبات العنصر الدفاعي في العلاقة أكثر أهمية منذ توقيع اتفاقية تعاون عسكري في عام 2020 وبيع الطائرات المسيرة. ولم يعطل انقلاب 2023 العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والنيجر، وهو ما يتجلى في تعيين أول ملحق دفاعي تركي لدى النيجر مطلع العام الجاري.
تركيا توسع نشاطها في القارة الأفريقية
وفي إطار رؤية متكاملة تضع أفريقيا ضمن تحرك جيوسياسي تركي واسع، مرتبط برؤية أنقرة لدورها الإقليمي، ونفوذها البحري الذي يربط الخليج العربي بالقرن الأفريقي والبحر الأحمر حتى المتوسط، قامت تركيا بتوسيع وجودها الاقتصادي والعسكري في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة.
حيث نمت تجارة تركيا مع أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بشكل ملحوظ، إذ وصلت الصادرات إلى 7.1 مليار يورو والواردات إلى 2.8 مليار يورو بحلول عام 2023. ومع ذلك، تظل الحصة السوقية الإجمالية لتركيا في أفريقيا متواضعة مقارنة باللاعبين الرئيسيين مثل الصين وفرنسا. وتتركز استثمارات تركيا الاستراتيجية في المقام الأول في البنية التحتية، مثل المطارات والموانئ، وفي قطاعات مثل الطاقة والتعدين. وتتركز الاستثمارات والشراكات التركية الكبيرة في الصومال، ونيجيريا، وجنوب أفريقيا، وكوت ديفوار، وغانا، والسودان.
ماذا عن النشاط العسكري؟
عسكرياً، أنشأت تركيا قواعد عسكرية، مثل معسكر تركسوم في الصومال، وبات لديها مكاتب تمثيل عسكرية في أفريقيا يبلغ عددها 37 مكتباً، وقدمت التدريب لعدة دول أفريقية، والمعدات العسكرية، خاصة الطائرات بدون طيار والمركبات المدرعة واتفاقيات التعاون الأمني، والتي كان أحدثها مع الصومال وجيبوتي، فضلاً عن اتفاقية التعاون الأمني مع موزمبيق، مطلع شهر مايو/أيار٬ والتي تسمح للسفن العسكرية التركية بتوسيع نطاق تواجدها حتى سواحل القارة الجنوبية. كما من المتوقع أن توافق الحكومة التركية هذا العام على اتفاقية عسكرية لتدريب الجيش والقوات الخاصة الأوغندية.