اتهم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الأحد، 26 مايو/أيار 2024، إسرائيل بفرض عقاب جماعي على غزة، مؤكداً أنه لا أحد لديه رخصة لارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية.
جاء ذلك في تصريحات لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، تعليقاً على ردود الفعل حيال طلبه إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق قيادات من إسرائيل وحركة حماس.
والإثنين الماضي، أعلن خان أنه طلب إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، والقادة في حماس إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف، بتهم "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" و"إبادة" مرتكبة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويقع اتخاذ القرار بشأن ما إذا كان سيتم إصدار أي من مذكرات الاعتقال المطلوبة على عاتق لجنة مكوّنة من 3 قضاة في المحكمة الجنائية الدولية بناءً على تقييم الأدلة المقدمة من مكتب خان.
وقال خان للصحيفة البريطانية إنه "في عالم يزداد استقطاباً، علينا أن نؤكد أن كل طفل وامرأة ومدني له قيمة متساوية، وإذا لم نفعل ذلك، فما هي الفائدة؟".
كما شدد على أنه إذا لم تتخذ الدول خطوات في حال صدور مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، فسيكون لذلك آثار كبيرة.
"لا أحد يملك رخصة ارتكاب جرائم حرب"
وأضاف: "لا أحد يملك رخصة لارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية"، موضحًا أنّ "الوسائل المستخدمة في ذلك هي المُحدِّد لنا".
وقال: "كل ما كنت أُحاول القيام به، هو تطبيق القانون على أساس الحقائق، وهذا ما يجب أن نفعله سواء تمّ التصفيق لنا أو إدانتنا"، مشيرًا إلى "أنّ دولًا في أميركا اللاتينية وإفريقيا وآسيا تُراقب الوضع عن كثب لمعرفة إن كانت المؤسسات العالمية ستسعى للمحافظة على القانون الدولي".
وتابع: "انظروا إلى ما تقوله جميع منظمات الإغاثة الكبرى، فنحن نرى أطفالاً هزيلين. وحتى لو لم نثق بالأطباء الفلسطينيين، فإن الأطباء الأمريكيين والبريطانيين يتحدثون عن عمليات بتر الأطراف دون تخدير، وموت الأطفال في الحاضنات بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وموت الناس بسبب عدم وجود الأنسولين".
كما أوضح أنه "لا ينبغي شن الحرب بهذه الطريقة. وإذا كان الامتثال للقانون الإنساني الدولي بهذه الطريقة، فهذا يعني أن اتفاقيات جنيف ليس لها أي معنى".
وقال خان إن الخسائر في صفوف المدنيين هي حقيقة مؤسفة للنزاعات المسلحة، خاصة في المناطق السكنية، ولكن الاستهداف المتعمد للمدنيين شيء مختلف، فلا يمكنكم فرض عقاب جماعي كخطة مشتركة.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 116 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراراً من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فوراً، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.