كشفت مصادر متطابقة في غزة لـ"عربي بوست" عن آلية العمل في الرصيف العائم قبالة سواحل غزة، الذي يشرف على تشغيله كل من الولايات المتحدة الأمريكية والجيش الإسرائيلي بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي المسؤول عن توزيع المساعدات داخل القطاع.
تشير مصادر "عربي بوست" إلى أن المنطقة اللوجستية الخاصة بالرصيف البحري تصنف كمنطقة أمنية لها بوابات دخول وخروج، ومغطاة بسواتر ترابية تحجب الرؤية من الخارج، حدودها تبدأ من منطقة ساحل الزهراء وسط القطاع، وحتى الأطراف الجنوبية من ساحل مدينة غزة.
وأضاف المصدر أن عملية تفريغ البواخر ونقلها إلى الرصيف البحري تتم بمعدات وآليات إسرائيلية حصراً، حيث تم تخصيص أحد مسارات طريق نتساريم لمرور الشاحنات التجارية يومياً من الداخل الإسرائيلي باتجاه الميناء.
وتابع: تقوم هذه الشاحنات التي تحمل لوحات صفراء (في إشارة لكون مصدرها إسرائيلياً)، باستلام المساعدات من داخل الميناء وتبدأ بالانتظار داخل المنطقة اللوجستية، قبل أن يعاد نقلها من جديد للشاحنات الفلسطينية بعملية يشرف عليها أفراد من جيش الاحتلال.
تعاقد بين برنامج الغذاء العالمي وسائقي الشاحنات
يشير المصدر إلى أن منظمة الغذاء العالمي (WFP) أبرمت تعاقداً مع سائقي الشاحنات في غزة بموجبه، تتولى المنظمة الأممية بتأمين مالي يغطي أي أعطال قد تتعرض لها الشاحنة أثناء عملية النقل من الميناء إلى مخازن المنظمة، بما فيها حوادث الطرق والأعطال الميكانيكية للشاحنة، وأي أضرار قد تواجه المركبة من قاطعي الطرق، أو أي أضرار تنتج عن أعمال عسكرية إسرائيلية أثناء فترة العقد.
بموجب التعاقد، سيتقاضى سائق الشاحنة أجراً بقيمة 1500 شيكل (400 دولار) عن كل عملية نقل من الميناء إلى مستودعات المنظمة، أو إلى أي مكان آخر محدد مسبقاً كمستودعات الأونروا أو الهلال الأحمر أو وزارة الصحة بغزة، وقد تصل عملية النقل مرتين أو ثلاثاً في اليوم الواحد وفقاً لحجم وطبيعة المساعدات.
أجهزة تتبع إسرائيلية
يشير أحد سائقي الشاحنات بغزة ممن أجري التعاقد معه لـ"عربي بوست" إلى أنه تم ربط الشاحنات بجهاز تتبع (GPS) على اتصال بطائرات "كواد كابتر" إسرائيلية ترافق عملية النقل منذ خروج الشاحنات من منطقة الميناء إلى المسار المخصص لها، وهذه الأجهزة موصولة بشرائح إسرائيلية تعمل وفق تقنية (4G) للاتصالات.
يضيف المتحدث أن آلية العملية خارج الميناء تبدأ باتصال نتلقاه من المنظمة الأممية، ونبقى في انتظار داخل شاحناتنا على الطريق الساحلي، حيث تتوقف الشاحنات في مسار يبدأ من مدخل النصيرات وحتى بداية ساحل الزهراء، ليبدأ مرور الشاحنات واحدة تلو الأخرى إلى البوابات الخارجية من المنطقة اللوجستية الخاصة بالميناء، وتبدأ عملية نقل المساعدات من الشاحنات الإسرائيلية إلى شاحناتنا.
وفور الانتهاء من عملية نقل الحاويات تنطلق الشاحنات يتقدمها سيارات من منظمة الغذاء العالمي، ويؤمّنها من السماء طائرات "كواد كابتر" تحلق على علو منخفض فوق الشاحنات، منعا لأي احتمال بتغيير الشاحنات لطريقها أو أن تتحرك باتجاه مستودعات تابعة لحكومة حماس في غزة.
صناعة الفوضى في غزة
بالتوازي مع حرب الإبادة التي تمارسها دولة الاحتلال في القطاع، يعمل جيش الاحتلال على دفع القطاع لسيناريو الفوضى من خلال ملاحقة أفراد وعناصر شرطة حماس في غزة عبر اغتيالات مركزة طالت المئات منهم منذ بداية الحرب، ضمن ما يعرف باستراتيجية تقويض مفاصل الحكم في القطاع.
فقد أدى الوضع الإنساني المتفاقم في غزة وعدم العدالة في توزيع المساعدات إلى امتهان العديد من الأشخاص لمهنة "البلطجة"؛ حيث تنتشر حوادث اعتراض قاطعي الطرق لشاحنات المساعدات يقومون بسرقتها.
امتهن العديد من الأشخاص في غزة لهذه المهنة في غزة، مهمتهم هي الانقضاض على شاحنات المساعدات الأممية والإغاثية ويقومون بسرقتها، بعد رفع السلاح على سائق الشاحنات وتهديده بالقتل.
لذلك يشترط أصحاب الشاحنات على المنظمات الأممية والإغاثية تأمين مالي يدفع كتعويض عن أي أضرار قد تلاحق عملية توصيل المساعدات من المعابر أو الميناء إلى المستودعات.
والسبت، أعلن مسؤول أممي أن قاطعي الطرق في غزة اعترضوا موكب شاحنات كان بصدد نقل مساعدات قادمة من الميناء إلى مستودعات الأمم المتحدة في دير البلح، حيث وصلت 5 شاحنات فقط من أصل 16 شاحنة.