أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، الخميس 23 مايو/أيار 2024، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيلقي "قريباً" خطاباً أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس، في تحد واضح لمذكرات الجنائية الدولية المرتقبة التي تطالب باعتقال نتنياهو وقادة إسرائيليين بسبب حرب الإبادة المرتكبة في قطاع غزة.
وخلال خطاب ألقاه في حفل سنوي للسفارة الإسرائيلية في واشنطن بمناسبة يوم الاستقلال، قال جونسون إن خطاب نتنياهو سيكون "مؤشراً قوياً على الدعم للحكومة الإسرائيلية في وقت تشتد فيه حاجتها إليه".
جونسون، الذي تحدث أولاً وسط تصفيق الجمهور المؤيد لإسرائيل بشدة، قال: "يسعدني الليلة أن أعلن لكم شيئاً آخر. سنستضيف قريباً رئيس الوزراء نتنياهو في الكابيتول لحضور جلسة مشتركة للكونغرس".
ومنذ أسابيع يدفع السياسي الجمهوري بإرسال دعوة إلى نتنياهو، لكنه كان يريد أن تكون الدعوة مشتركة مع زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، الذي سبق أن دعا إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل لانتخاب خلف لرئيس حكومتها.
توتر العلاقات
ويطبع توتر متزايد العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، على الرغم من الدعم القوي الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها المستمرة في قطاع غزة. لكن الحصيلة المرتفعة للضحايا المدنيين، وتحفظات الإدارة الأمريكية حول العملية المحتملة في رفح، تسبب كثيراً من التباعد في مواقف الطرفين حول تفاصيل الطريقة التي يجب أن تسير بها الحرب.
ويعد هذا السياسي الجمهوري معروفاً بدعمه القوي لإسرائيل، ورفضه لمواقف بايدن من الحرب الحالية، خاصة إعلانه الأخير أنه سيوقف إمداد الجيش الإسرائيلي ببعض الأسلحة بسبب العملية العسكرية المحتملة في رفح.
ومن المؤكد أن خطاب نتنياهو المنتظر سيزيد غضب بعض الديمقراطيين، الذين يتزايد انتقادهم للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة ودعم بايدن لها، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وتوترت العلاقة بين بايدن ونتنياهو على خلفية سعي الولايات المتحدة لجعل إسرائيل تبذل المزيد لحماية المدنيين الفلسطينيين خلال الحرب المتواصلة منذ ما يزيد على سبعة أشهر.
وعادة ما ترسل الإدارات الأمريكية المتعاقبة مسؤولاً رفيع المستوى لحضور حفلات يوم الاستقلال، ما يعكس مكانة إسرائيل كونها أهم حليف لواشنطن في الشرق الأوسط.
وكانت من ألقت الكلمة الرئيسية في العام الماضي نائبة الرئيس كامالا هاريس التي وصفت في الأشهر الأخيرة الوضع في غزة بأنه "كارثة إنسانية" وحثت على وقف إطلاق النار. وكانت كلمتها العام الماضي تمجد في معظمها الدعم الأمريكي لإسرائيل.
انتكاسة مزدوجة لإسرائيل
وتأتي هذه الدعوة التي وجّهتها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي المعارضة الجمهورية في واشنطن إثر انتكاسة مزدوجة تعرّضت لها إسرائيل هذا الأسبوع وتمثّلت باعتراف ثلاث دول أوروبية بدولة فلسطينية وقرار المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان من المحكمة إصدار أوامر اعتقال بحقّ نتنياهو ووزير دفاعه يؤاف غالانت وعدد من قادة حركة حماس بتهمة "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية".
ورفض البيت الأبيض التعليق عندما سئل عما إذا كان قد جرت استشارته بشأن الدعوة الموجهة لنتنياهو أو ما إذا كان بايدن، الذي نفى عقد اجتماع مع الزعيم الإسرائيلي في المكتب البيضاوي، قد يلتقي به في واشنطن.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلّفت أكثر من 115 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم العدد الهائل من الضحايا المدنيين، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير دفاعها لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".