كشف موقع ذا إنترسبت الأمريكي، الجمعة 24 مايو/أيار 2024، عن أن كتيبة "نيتساح يهودا" المتشددة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والمتهمة بارتكاب جرائم بحق الفلسطينيين، تتلقى ملايين الدولارات من منظمة أمريكية داعمة لمجموعة أيباك التي تسعى للإطاحة بالمشرّعين المنتقدين لإسرائيل.
وأصبحت نيتساح يهودا موضع تمحيص، مطلع هذا العام، بعد وفاة فلسطيني مسنّ بنوبة قلبية بعد اعتقاله العنيف على يد جنود الكتيبة.
ووفقاً لتقارير إعلامية؛ فإن الفلسطيني المسنّ كان يدعى عمر محمد أسعد، ويبلغ من العمر 80 عاماً، ويحمل الجنسية الأمريكية، واعتقله جنود من نيتساح يهودا شمال رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وكانت هذه المجموعة، المعروفة رسمياً باسم "ناحال حريديم"، ضمن قائمة لوحدات من جيش الاحتلال الإسرائيلي، كان يعتزم وزير الخارجية أنتوني بلينكن فرض عقوبات عليها الشهر الماضي.
وكان من شأن هذه الخطوة أن تقطع إمداد الكتيبة بالأسلحة الأمريكية وغيرها من المساعدات العسكرية إلى أن تراجعت إدارة بايدن عن تلك الخطط تحت ضغط من المسؤولين الإسرائيليين، بحسب ذا إنترسبت.
وأفاد ذا إنترسبت أن مدير المجموعة التي تدعم نيتساح يهودا بملايين الدولارات في السنوات الأخيرة، هو أيضاً أحد المانحين للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، وهي مجموعة الضغط الرائدة المؤيدة لإسرائيل، والتي تدير حملة بملايين الدولارات للإطاحة بمنتقدي إسرائيل داخل الكونغرس الأمريكي ودعم حلفاء أقوياء مؤيدين لإسرائيل بدلاً منهم.
وكان تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية قد أشار إلى أنه من المتوقع أن تنفق أيباك 100 مليون دولار لدعم الجهود الرامية لهزيمة المرشحين التقدميين غير الداعمين لإسرائيل العام الجاري.
ونقل ذا إنترسبت عن جيم زغبي، المؤسس المشارك ورئيس منظمة المعهد العربي الأمريكي، قوله: "من غير المفهوم على الإطلاق أن نقدم إعفاءات ضريبية للمواطنين الأمريكيين الذين يستخدمون أموالهم لدعم الجماعات والأنشطة التي تنتهك بشكل واضح حقوق الإنسان وتنتهك السياسة الأمريكية في الأساس".
وأضاف زغبي: "والآن، فإن بعض المجموعات نفسها التي نعتبرها خاضعة للعقوبات بسبب سلوكها في مجال حقوق الإنسان، تحصل على نحو مماثل على إعفاءات ضريبية. إنه ببساطة شيء يجب أن ينتهي".
"أصدقاء ناحال حريديم"
أما عن المنظمة التي تدعم كتيبة نيتساح يهودا فتعرف باسم "أصدقاء ناحال حريديم"، وهي منظمة أمريكية غير ربحية، ويقودها ستيفن روزديل، مؤسس ورئيس شركة تدير أكثر من 100 منشأة للرعاية طويلة الأجل وإعادة التأهيل الطبي وغيرها من مرافق الرعاية الصحية في 7 ولايات أمريكية.
وقد قدم روزديل، وهو جمهوري، ما مجموعه 33.500 دولار إلى أيباك ولجان العمل السياسي التابعة لها، بما في ذلك 25 ألف دولار إلى لجنة العمل السياسي الكبرى التابعة لأيباك، ومشروع الديمقراطية المتحدة، و10.500 دولار إلى لجنة العمل السياسي العادية في أيباك.
ويدعم روزديل أيضاً المنافسين الذين اختارتهم أيباك للإطاحة بالنائبين جمال بومان، نائب ديمقراطي عن ولاية نيويورك، وكوري بوش، نائبة ديمقراطية عن ولاية ميسوري. كما قدم روزديل ما لا يقل عن نصف مليون دولار لمختلف الحملات السياسية الأمريكية منذ عام 2009.
وقالت إيفا بورغواردت، المتحدثة الرسمية باسم منظمة IfNotNow، وهي مجموعة مناصرة يهودية: "نحن نعلم أن الدور الأساسي لأيباك هو منع أي مساءلة للحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي. لذلك ليس من المستغرب أن يدعم المانحون أيضاً كتائب الجيش الإسرائيلي المتهمة بارتكاب بالعشرات من انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة".
يأتي ذلك في وقت أعادت فيه مجموعة من المشرعين الأمريكيين على مستوى ولاية نيويورك تقديم تشريع من شأنه أن يمنع أي جمعيات خيرية في الولاية من إرسال أموال معفاة من الضرائب إلى المستوطنين الإسرائيليين والوحدات العسكرية الإسرائيلية في غزة، بحسب ما نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني.
ما هي كتيبة نيتساح يهودا؟
تم إنشاء كتيبة نيتساح يهودا، في الأصل في عام 1999، وكانت في البداية وحدة صغيرة أنشئت بهدف تشجيع الرجال الحريديم (اليهود المتشددين) على التجنيد في الجيش الإسرائيلي، على أساس أنهم سيكونون قادرين على الحفاظ على أسلوب حياتهم الديني، وضمت المجندين من الطوائف الأرثوذكسية المتطرفة والدينية القومية، بما في ذلك أولئك القادمون من المستوطنات المتطرفة، وتم نشرها بشكل أساسي في الضفة الغربية قبل أن تسحب منها بسبب تورطها في وفاة المسن الفلسطيني الذي يحمل الجنسية الأمريكية.
وكثيراً ما يشار إليها في وسائل الإعلام الإسرائيلية باسم "الكتيبة الحريدية"، وفي عام 2005 أصبحت جزءاً من لواء كفير الجديد الذي يركز على ما تسميه إسرائيل مكافحة الإرهاب، ويصف الجيش الإسرائيلي اللواء بأنه في طليعة الحرب ضد "الإرهاب الفلسطيني"، حسب ما ورد في تقرير لمجلة 972+ الإسرائيلية اليسارية.