أعلنت مصر، الجمعة 24 مايو/أيار 2024، توصلها لاتفاق مع واشنطن بخصوص إدخال المساعدات الإنسانية والوقود إلى قطاع غزة، فيما رحب البيت الأبيض بالقرار، مؤكداً أنه سيرسل وفداً رفيع المستوى للقاهرة لبحث جهود إعادة فتح معبر رفح.
الرئاسة المصرية، قالت في بيان لها إن الرئيس عبد الفتاح السيسي اتفق مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في مكالمة هاتفية على إرسال المساعدات الإنسانية والوقود مؤقتاً إلى الأمم المتحدة من خلال معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل "لحين التوصل إلى آلية قانونية لإعادة تشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني".
من جهته، ذكر "البيت الأبيض" أن الرئيس الأمريكي جو بايدن رحب بالتزام مصر بالسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من خلال معبر كرم أبو سالم.
كما أكد أن بايدن سيرسل فريقاً رفيع المستوى إلى القاهرة في الأسبوع المقبل لبذل جهود لإعادة فتح معبر رفح.
وأضاف أن "بايدن والسيسي تشاورا بشأن مبادرات جديدة لإطلاق سراح الرهائن ووقف مستدام لإطلاق النار في غزة".
يأتي هذا الاتصال على خلفية توتر متصاعد بين القاهرة وتل أبيب؛ إثر سيطرة الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في 7 مايو/أيار الجاري.
في وقت سابق نفى مصدر مصري رفيع المستوى، في تصريح لوسائل إعلام مصرية، صحة "ما يتم تداوله بوسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن وجود أي نوع من التنسيق المشترك مع إسرائيل بشأن عمليتها العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية".
وطالب المصدر نفسه إسرائيل بـ"مراجعة موقف المساعدات المصرية المتراكمة بمعبر كرم أبو سالم والتي تتجاوز 500 شاحنة، قبل أن تتهم مصر بأنها تمنع إدخال المساعدات للقطاع".
كما شدد على أن "مصر حذرت إسرائيل من تداعيات التصعيد في قطاع غزة، ورفضت أي تنسيق معها بشأن معبر رفح"، مشيراً إلى أن "وسائل الإعلام الإسرائيلية تتعمد نشر أخبار غير صحيحة لصرف الأنظار عن حالة التخبط التي تعاني منها داخلياً".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 115 ألفاً بين قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وفي إطار هذه الحرب، يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في مدينة رفح، التي بدأها في 6 مايو/أيار الجاري، متجاهلاً تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات ذلك، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم الجيش الإسرائيلي إليها بزعم أنها "آمنة"، ثم شن عليها لاحقاً غارات أسفرت عن قتلى وجرحى.
يأتي ذلك فيما تعطل تل أبيب مساعي وساطة مصرية قطرية لوقف الحرب بغزة، وتواصل عملياتها العسكرية، رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.