تجمعت حشود من الإيرانيين في العاصمة طهران للصلاة على جثمان الرئيس إبراهيم رئيسي، حيث أمَّ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي المصلين، وذلك قبل بدء مراسم التشييع والدفن التي ستتم الخميس 23 مايو/أيار 2024، بحضور رسمي وشعبي كبير.
حيث أقيمت في جامعة طهران صلاة الجنازة على الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين، توفوا في حادث تحطم المروحية الأحد 19 مايو/أيار 2024.
وتجمع مئات الآلاف من الأشخاص في "ساحة الثورة" المجاورة للجامعة، حيث أرادوا حضور مراسم التشييع التي ستقام في ساحة آزادي بعد الصلاة، كما تجمعوا في الطرق المؤدية إلى المنطقة.
وعقب انتهاء مراسم التشييع التي ستقام لاحقاً، يُرسل جثمان رئيسي إلى مدينة مشهد لدفنه، فيما يبقى جثمان عبد اللهيان في طهران ليدفن فيها.
وفي العاصمة، رفعت لافتات ضخمة تشيد بالرئيس الراحل ووصفته وأعضاء الوفد الذين كانوا معه بأنهم "شهداء الخدمة"، في حين ودع آخرون من كان "عوناً للمحرومين".
وتحطمت المروحية الأحد على سفح جبل في شمال إيران وسط ضباب كثيف، وكانت متجهة إلى مدينة تبريز بعد تدشين مشروع سد على الحدود مع أذربيجان. وأطلقت عملية بحث وإنقاذ ضخمة بمساعدة من تركيا وروسيا والاتحاد الأوروبي. وأعلن التلفزيون الرسمي وفاته في وقت مبكر الإثنين.
حضور عربي وإسلامي
من جانبها، أعلنت كل من قطر ومصر وتونس والعراق ولبنان، مشاركتها في مراسم عزاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان.
وأعلن الديوان الأميري القطري في بيان أن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني غادر الدوحة ظهر الأربعاء، متوجهاً إلى إيران لتقديم واجب العزاء بوفاة رئيسي، ويرافقه الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ووفد رسمي.
كما أعلنت الرئاسة التونسية، في بيان أن الرئيس قيس سعيد غادر إلى طهران للتعزية في الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
فيما قالت الخارجية المصرية في بيان، إن وزيرها سامح شكري توجه إلى طهران لـ"تمثيل مصر في مراسم العزاء الرسمية للرئيس الإيرانى، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ومرافقيهم".
وتوجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأربعاء، لطهران للمشاركة في مراسم العزاء، والتقى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وقدم التعازي، وفق بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء.
وقال خامنئي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني: "فقدنا شخصية بارزة. كان أخاً مقرباً. كان مسؤولاً فاعلاً ويتمتع بالكفاءة وصادقاً وجدياً".
من جهته، غادر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على رأس وفد يضم وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، للمشاركة في المراسم، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
كما شارك جودت يلماز نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية هاكان فيدان والوفد المرافق لهما، الأربعاء، في مراسم عزاء أقيمت للرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان.
وقدم يلماز وفيدان واجب العزاء إلى الرئيس الإيراني المؤقت محمد مخبر، ووزير خارجيته بالإنابة علي باقري، وإلى مسؤولين آخرين، بحسب مراسل الأناضول.
وحضر مراسم العزاء التي أقيمت في قاعة للمؤتمرات بالعاصمة طهران، 10 رؤساء دول وحكومات، و20 وزيراً، ونحو 20 رئيس برلمان وممثلاً خاصاً لبلدان عدة.
فيما أعلنت حركة حماس وصول وفد برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إلى طهران، للمشاركة في مراسم التشييع.
وقالت الحركة في بيان: "وصل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة على رأس وفد من قيادة الحركة إلى العاصمة الإيرانية طهران لتقديم واجب العزاء في المصاب الأليم باستشهاد الرئيس الإيراني ووزير الخارجية وعدد من الشخصيات الإيرانية في حادث تحطم الطائرة الرئاسية".
وقال هنية، وسط صيحات "الموت لإسرائيل": "نحن مطمئنون أن الجمهورية ماضية في سياستها وثوابتها، برعاية قائدها في دعم فلسطين والمقاومة".
الدفن في مشهد
وبدأت الثلاثاء مراسم جنازة الرئيس الراحل وأعضاء الوفد المرافق له الذين قضوا معه، بمشاركة عشرات الآلاف من المشيعين الذين ارتدوا اللباس الأسود.
ومن طهران، ستنقل الجثامين إلى محافظة خراسان الجنوبية قبل نقلها إلى مدينة مشهد مسقط رأس رئيسي في شمال شرق البلاد، حيث سيوارى الثرى الخميس بعد مراسم جنازة في ضريح الإمام الرضا.
فيما أعلن خامنئي الحداد الوطني لمدة 5 أيام، وكلف نائب الرئيس محمد مخبر (68 عاماً) تولي مهام الرئاسة وصولاً إلى انتخابات ستجرى في 28 يونيو/حزيران لاختيار خلف لرئيسي.
وتم تعيين كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني علي باقري الذي كان نائباً لأمير عبد اللهيان، قائماً بأعمال وزير الخارجية.
وأمر رئيس أركان القوات المسلحة في البلاد محمد باقري بإجراء تحقيق لكشف ملابسات تحطم المروحية.
والإثنين، أعلن التلفزيون الإيراني وفاة رئيسي وعبد اللهيان والوفد المرافق لهما بحادث تحطم مروحية الأحد، بمحافظة أذربيجان الشرقية أثناء عودتهم من مراسم افتتاح سد على الحدود، بمشاركة رئيس أذربيجان إلهام علييف.
كما توفي في الحادث كل من محافظ تبريز مالك رحمتي، وإمام صلاة الجمعة في تبريز محمد علي هاشم، إضافة إلى اثنين من كبار الضباط في الحرس الثوري، وطاقم المروحية المكون من 3 أفراد.