أقر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، الأربعاء 22 مايو/أيار 2024، بعدم تحقيق جيش بلاده لأي من أهداف الحرب في قطاع غزة، وذلك في استعراض للوضع قدمه هنغبي خلال اجتماع للجنة الأمن والخارجية بالكنيست (البرلمان)، وفق القناة "13" الإسرائيلية الخاصة.
وقال هنغبي: "لم نحقق أياً من الأهداف الاستراتيجية للحرب"؛ حيث لم نتوصل إلى صفقة لإعادة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين بغزة)، ولم نُسقط (حركة) حماس، ولم نسمح لسكان غلاف غزة بالعودة إلى منازلهم بأمان".
لا أهداف تحققت
كما تابع: "يقول الجيش الإسرائيلي إن الأمر (تحقيق أهداف الحرب) سيستغرق وقتاً طويلاً جداً، ليس سنة واحدة، بل سنوات".
وفي بداية الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، حددت حكومة بنيامين نتنياهو 3 أهداف لها وهي: القضاء على حماس عسكرياً وسلطوياً، وإعادة المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل في المستقبل.
بعد مرور 229 على اندلاع الحرب، لا تزال الفصائل الفلسطينية تخوض مواجهات شرسة مع قوات الجيش الإسرائيلي في كافة محاور القتال، وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
فيما لا يزال هناك 128 أسيراً إسرائيلياً محتجزين بقطاع غزة، وفق تقديرات عبرية رسمية، دون أن تتمكن القوات الإسرائيلية المتوغلة من إطلاق سراحهم بالطرق العسكرية.
رغم عودة بعض الإسرائيليين إلى المستوطنات التي أخلوها بغلاف غزة مع اندلاع الحرب، إلا أنهم يشكون من استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع، ويقولون إنهم يشعرون أن شيئاً لم يتغير منذ بداية الحرب، وفق تحقيق نشرته الثلاثاء صحيفة "يديعوت أحرونوت" من مدينة سديروت جنوبي إسرائيل.
حتى في الجبهة الشمالية
بشأن القتال على الحدود مع لبنان، قال هنغبي: "لم يتم تحديد هدف واضح في مجلس الحرب فيما يتعلق بالشمال".
كما أضاف أنه بالنسبة لهذه الجبهة "لا توجد تواريخ (لانتهاء القتال) ولا أهداف استراتيجية".
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً متقطعاً عبر "الخط الأزرق"، أسفر عن مئات القتلى والجرحى، معظمهم في الجانب اللبناني. وتقول الفصائل إنها هجماتها على إسرائيل تأتي تضامناً مع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 115 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم العدد الهائل من الضحايا المدنيين، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".