تحاول السلطات في إيران تجاوز الصدمة التي خلفتها حادثة مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وبادرت إلى تعيين نائبه محمد مختبر وحددت موعداً للانتخابات الرئاسية المقبلة، بينما تم انتخاب موحدي كرماني رئيساً لمجلس خبراء القيادة الإيراني.
طهران سعت من خلال الإسراع باتخاذ هذه القرارات إلى إرسال رسائل للداخل والخارج بأنها دولة مؤسسات، وأن البلاد لا تهتز بوفاة الرئيس أو أحد كبار المسؤولين، لكن هذا لا يخفي حقيقة أن مقتل رئيسي ستؤثر على الوضع الداخلي للبلاد، فكيف ذلك؟
في وقت مبكر من صباح يوم 20 مايو/أيار 2024، أعلنت طهران مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وعدد من المسؤولين الآخرين بعد سقوط مروحية الرئيس في منطقة جبلية صعبة في شمال غرب إيران، في طريقهم للعودة بعد افتتاح سد على الحدود مع جمهورية أذربيجان.
الصراع بعد مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي
ويقول مصدر سياسي محافظ مقرب من دائرة صنع القرار في طهران لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن "وفاة رئيسي كانت ضربة قوية ليست بسبب أهمية شخصية رئيسي، ولكن بسبب ما سيترتب عليها من صراعات داخل دوائر السلطة".
وهو ما ذهبت إليه أغلب المصادر التي تحدثت لـ"عربي بوست"، وعبرت عن مخاوف كبيرة نتيجة ما ستتركه وفاة إبراهيم رئيسي على الصراعات الداخلية بين النخب السياسية الأصولية سواء التقليدية أو المتشددة.
وتماشياً مع المادة 131 من الدستور الإيراني، والتي تنص على أنه في حالة وفاة أو عجز رئيس الجمهورية يتولى النائب الأول للرئيس المهام بتكليف من المرشد الأعلى، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في غضون 50 يوماً.
وحسب مصادر الموقع، فإن النائب الأول لإبراهيم رئيسي، محمد مخبر، يعتبر سياسياً محافظاً لا يتمتع بتأييد الدائرة المقربة من إبراهيم رئيسي والتي تسيطر على أغلب المناصب في الحكومة الإيرانية الحالية.
⛔️ بعد وفاة الرئيس الإيراني.. من هو محمد مخبر الذي يحكم إيران لمدة 50 يوماً؟ pic.twitter.com/Hj3GY7dWzy
— عربي بوست (@arabic_post) May 20, 2024
في هذا الصدد، يقول مصدر سياسي أصولي من دائرة إبراهيم رئيسي لـ"عربي بوست": "لا نفضل تولي محمد مخبر حتى ولو بشكل مؤقت للحكومة، ولكن ليس أمامنا حل غير ذلك، قبل أسابيع من وفاة إبراهيم رئيسي، كانت هناك ضغوط شديدة عليه من أنصاره لإقالة محمد مخبر".
وأضاف المصدر أن تولي محمد مخبر الرئاسة ولو مؤقتاً سيكون "بداية الصراع"، ويقول لـ"عربي بوست": "هناك صراع يتزايد كل يوم بين الفصائل الأصولية منذ تولى إبراهيم رئيسي الرئاسة، حول السيطرة على مؤسسات الدولة والمناصب المهمة، وفاة رئيسي ستؤجج هذا الصراع وتزيده بالتأكيد".
قاد معسكر إبراهيم رئيسي حملة شرسة للسيطرة على البرلمان الثاني عشر، وقبل مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي كانوا يخوضون معركة للسيطرة على منصب رئيس البرلمان.
ويقول مصدر سياسي إيراني من المعسكر المحافظ لـ"عربي بوست": "بعد أن استطاعت التيارات الأصولية السيطرة على السلطة في إيران، بدأ الانقسام بين بعضهم البعض، لرغبة كل معسكر في الحصول على أكبر قدر من السلطة، والآن سوف يتصارعون على منصب الرئاسة بعد وفاة رئيسي مما يزيد من المخاطر التي ستواجهها إيران بعد وفاة إبراهيم رئيسي".
جدير بالذكر أن كلاً من السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية في إيران تخضع لسيطرة الأصوليين الأكثر ميلاً إلى التشدد، لذلك فإن وفاة إبراهيم رئيسي ستفتح الباب مجدداً أمام الأصوليين التقليديين لمحاولة الوصول إلى منصب الرئاسة.
حسابات خامنئي لما بعد وفاته
بالإضافة إلى الاقتتال الداخلي بين المعسكرات المحافظة للاستحواذ على السلطة في إيران، تظهر معضلة أخرى أنتجتها الوفاة غير المتوقعة لإبراهيم رئيسي.
يقول مصدر مقرب من مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي لـ"عربي بوست": "كل حسابات خامنئي في توحيد السلطات في إيران، وتعزيز قوة الأصوليين قد اختلفت الآن، كان تولي إبراهيم رئيسي المخلص لرئاسة إيران تتويجاً لجهود خامنئي على مدار سنوات لتعزيز قوة أنصاره وتوحيد السلطة في إيران، والآن الأمور اختلفت".
ويضيف المتحدث قائلاً: "سياسات إيران الخارجية والداخلية واستراتيجيتها ستظل كما هي لن يؤثر فيها غياب إبراهيم رئيسي بأي شكل من الأشكال، ولكن غيابه سيكون له أثر سلبي على خطط خامنئي لما بعد وفاته".
وبحسب المصدر، فإن خامنئي قد اختار إبراهيم رئيسي لتولي منصب الرئاسة بعد أن استطاعت التيارات المحافظة السيطرة على السلطة التشريعية والقضائية، من أجل تعزيز قوة المحافظين في إيران لإدارة مرحلة ما بعد خامنئي دون مشاكل.
وفي نفس السياق، يقول سياسي محافظ ثان مقرب من دائرة خامنئي لـ"عربي بوست": "كان رئيسي موظفاً مخلصاً للغاية لأوامر خامنئي، كانت كل مهمته هي تنفيذ أوامر خامنئي والعمل علي خططه سواء داخلياً أو خارجياً دون الاعتراض علي أي شيء، وهذا الأمر كان ما يطلبه خامنئي لتقوية نفوذ أنصاره والسيطرة على الحكم".
ويضيف المتحدث قائلاً: "إبراهيم رئيسي كان الرئيس الوحيد الذي لم يعارض خامنئي في أي شيء، بل على العكس تحمل المسؤولية كاملة لإبقاء القيادة بعيدة عن مرمى الانتقادات، كان مخلصاً بشدة ينفذ كل أوامر خامنئي بالحرف، ولا يمكن أن يكون الرئيس المقبل على نفس الدرجة من الإخلاص، رئيسي كان حالة نادرة".
وعلى الرغم من أدائه الضعيف في إدارة البلاد وانتقادات حتى أنصاره له، إلا أن المرشد الأعلى ظل يدافع عن إبراهيم رئيسي.
وفي هذا الصدد يقول السياسي المحافظ المقرب من دائرة خامنئي لـ"عربي بوست": "رئيسي كان ضعيف الشخصية، لا يمتلك أي رؤية لإدارة البلاد، وحتى أقرب أنصاره انتقدوا ضعفه، ولكن خامنئي كان يرى أنه الشخص المناسب، لذلك ساعد خامنئي رئيسي كثيراً للظهور بمظهر الرئيس الناجح".
وبحسب المصدر، فإن اتجاه إيران إلى سياسة خارجية تصالحية مع جيرانها تمثلت في استعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية، كان من ضمن أسبابها محاولة تقديم إبراهيم رئيسي على أنه الرئيس الوحيد الذي نجح في تحسين العلاقات الإيرانية مع الدول العربية الخليجية.
ومقارنة بحسن روحاني المعتدل الذي كانت إدارته تركز على العلاقات مع الغرب والولايات المتحدة، وقد اتهمت بالفشل في تحقيق هذا الأمر بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، في مايو/أيار 2018.
معضلة خلافة المرشد الأعلى
إخلاص وطاعة إبراهيم رئيسي لأوامر القيادة العليا، كانت من ضمن أسباب الشائعات التي تقول إنه يتم إعداده ليكون خليفة علي خامنئي (85 عاماً)، بعد وفاته، وسواء كان هذا الأمر صحيحاً أم لا، فبالتأكيد أن وفاة إبراهيم رئيسي قد أربكت حسابات القيادة الإيرانية في مسألة خلافة خامنئي.
يقول المصدر المقرب من مكتب المرشد الأعلى الإيراني، لـ"عربي بوست" إن "مسألة أن خامنئي كان يقوم بإعداد رئيسي لخلافته، مسألة لا يمكن حسمها، وزادت صعوبة احتمالاتها بعد الأداء الضعيف الذي أظهره رئيسي في إدارة الحكومة".
واستطرد المصدر: "لكن بالتأكيد وجود رئيسي المخلص والتلميذ المحب لخامنئي في منصب رئيس الجمهورية في وقت وفاة خامنئي كان سيقلل من فوضوية الأمر حينها".
وبحسب المتحدث، فإنه في أسوأ الظروف كان من الممكن اختيار إبراهيم رئيسي لخلافة خامنئي، ويقول لـ"عربي بوست": "لا أعتقد أن رئيسي كان مناسباً لخلافة خامنئي، ولكن لا يمكن التنبؤ بوضع إيران في حالة وفاة خامنئي، واعتقد أن الاقتتال السياسي الشديد الذي سينشأ بعد وفاة خامنئي، كان من الممكن أن يدفع النخب السياسية إلى اختيار رئيسي لتولي منصب المرشد الأعلى منعاً لحدوث الأسوأ".
أزمة حشد الجماهير للانتخابات المقبلة
شهدت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة أدنى نسبة إقبال انتخابي منذ عام 1979، وفي الانتخابات البرلمانية الأخيرة وصلت نسبة التصويت في العاصمة الإيرانية طهران إلى 8% فقط.
ويرجع السبب في ذلك إلى قيام مجلس صيانة الدستور وهو المؤسسة التي تفحص أوراق المرشحين سواء في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، إلى إقصاء أي مرشح إصلاحي أو معتدل، مما أدى إلى عزوف الجماهير عن التصويت في الانتخابات.
الآن ومع إعلان إيران إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، خلال خمسين يوماً ستكون هناك أزمة ليس فقط في اختيار المرشحين بل في القدرة على حشد الجماهير للتصويت في الانتخابات الرئاسية المبكرة.
في هذا الصدد، يقول سياسي إصلاحي ونائب برلماني سابق، لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم ذكر اسمه: "حاولنا إيصال رسالة إلى خامنئي بأنه من الضروري السماح للمرشحين الإصلاحيين والمعتدلين بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأوضحنا أن هذا الأمر سيساعد كثيراً في استعادة الإقبال على التصويت".
وأضاف المتحدث قائلاً: "لكننا غير متفائلين بقبول اقتراحاتنا".
في الجهة المقابلة، يقول مصدر سياسي محافظ مطلع لـ"عربي بوست": "لا أتوقع أن توافق القيادة العليا على قبول المرشحين الإصلاحيين والمعتدلين، لأنه ببساطة يتعارض مع كل خطط خامنئي لتوحيد السلطات، الرئيس القادم سيكون محافظاً ليكمل مسيرة رئيسي".
ويقول سياسي إصلاحي آخر لـ"عربي بوست": "كان من الممكن أن تكون وفاة رئيسي فرصة لخامنئي لقلب السياسة في إيران، والعودة إلى التشاركية والتخلي عن إقصاء باقي التيارات، لكن لا نتوقع هذا، لن يقبل أنصار النظام بمشاركة التيارات الاخرى لهم في الحكم بعد ما قاموا به للاستحواذ الكامل على السلطة".
الخوف من الفوضى الداخلية
تقول المصادر الإيرانية التي تحدثت لـ"عربي بوست" في هذا التقرير، إن المخاوف التي تشغل القيادة الإيرانية ليست فقط المخاوف المتعلقة بالاقتتال السياسي بين النخب السياسية، ولكن هناك مخاوف من اندلاع فوضى داخلية واحتجاجات جماهيرية.
وفي هذا الصدد، يقول مسؤول أمني إيراني لـ"عربي بوست": "هناك حالة من القلق داخل دوائر الحكم في إيران من احتمالية اندلاع احتجاجات وأعمال شغب بعد وفاة إبراهيم رئيسي". وأضاف: "نخشى أن يقوم أعداء الجمهورية الإسلامية باستغلال وفاة رئيسي في تحريض أعوانهم بالداخل للقيام بأعمال تخريبية".
وفاة عبد اللهيان أكثر تأثيراً
وكما فقدت إيران رئيسها، فقدت أيضاً وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، يقول مصدر مقرب من مكتب خامنئي لـ"عربي بوست": "عبد اللهيان كان أكثر وزير خارجية مقرب من القيادة العليا، ويثق به خامنئي بشكل كبير، عبد اللهيان كان الدبلوماسي الوحيد الذي تحدث عن محور المقاومة ودوره في المنطقة".
ويقول المصدر ذاته لـ"عربي بوست": "عبد اللهيان كان من الشخصيات الدبلوماسية القليلة التي تتمتع بعلاقات قوية وواسعة مع فيلق القدس، لذلك وفاته ستكون خسارة كبيرة لاستراتيجية القيادة الإيرانية في السياسة الخارجية".
وعلى عكس وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف الذي كان يرى أنه لا بد من الفصل بين الدبلوماسية و"الميدان"، أي الاستراتيجية الإقليمية العسكرية لإيران والتي ينفذها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، كان أمير عبد اللهيان يرى أن الدبلوماسية لا يمكن فصلها عن الميدان.
ويقول المصدر المقرب من مكتب خامنئي لـ"عربي بوست": "وفاة عبد اللهيان مؤثرة أكثر من وفاة رئيسي، لكن هذا لن يؤثر على السياسة الخارجية الإيرانية، التي وضعها خامنئي وطورها في السنوات الأخيرة".
ويقول المصدر ذاته: "ستستمر إيران في تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين وسيستمر دعمنا لمحور المقاومة، كما ستستمر السياسات النووية الإيرانية كما هي، ووزير الخارجية المستقبلي سيعمل على تحقيق هذه الاستمرارية".
أبرز المرشحين لخلافة رئيسي
كان من المفترض أن يتم إجراء الانتخابات الرئاسية في أغسطس/آب 2025، وكان من المقرر أن يخوض إبراهيم رئيسي هذه الانتخابات كما كان من المتوقع أن يفوز بفترة ولاية ثانية كما فعلها كل الرؤساء الإيرانيين من قبل، ولكن وفاته أثارت شرارة السباق الانتخابي مبكراً، وبدأت أسماء المرشحين المحتملين في الظهور.
وبحسب المصادر الإيرانية التي تحدثت لـ"عربي بوست"، فإن من أبرز الأسماء التي من الممكن خوضها للانتخابات الرئاسية بعد خمسين يوماً هم كالآتي:
– سعيد جليلي: جليلي دبلوماسي مخضرم ينتمي إلى المعسكر الأصولي المتشدد وهو نفس المعسكر المؤيد لإبراهيم رئيسي، كان يترأس الفريق النووي المفاوض عام 2007 ، سبق وترشح للانتخابات الرئاسية في عامي 2013 و 2021.
يقول مصدر مقرب من سعيد جليلي لـ"عربي بوست": "يريد جليلي خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويرى أن فرصه في الفوز جيدة، لكنه ينتظر إشارة إيجابية من المرشد الأعلى".
إذا قام سعيد جليلي بالترشح في الانتخابات المقبلة، سيقوم المعسكر الأصولي المتشدد بدعمه كما فعل مع إبراهيم رئيسي في عام 2021.
– محمد باقر قالیباف: وهو سياسي محافظ تقليدي، يشغل منصب رئيس البرلمان الحالي، وعمدة طهران سابقاً، وتولى منصب قائد القوات الجوية في الحرس الثوري، وحاول خوض الانتخابات الرئاسية أكثر من مرة.
لكن قاليباف في الفترة الأخيرة كان من معارضي إبراهيم رئيسي، بعد أن شن أنصار الأخير حملة ضد رئيس البرلمان واتهموه بالفساد.
يقول سياسي إيراني معتدل مقرب من قاليباف لـ"عربي بوست": "أعتقد أن فرص قاليباف ليست قليلة للفوز في الانتخابات، من الممكن أن يحصل على أصوات المعتدلين بشكل جيد".
– مهرداد بذرپاش: سياسي محافظ شاب (44 عاماً) يشغل منصب وزير الطرق والتنمية الحضرية في الحكومة الحالية، وبحسب مصدر سياسي أصولي، فإن فرصه قوية في الفوز بمنصب الرئيس، فيقول: "مهرداد مدعوم من طبقة كبيرة من الأصوليين ورجال الأعمال المقربين من القيادة والحرس الثوري".
– علي شمخاني: الرئيس السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ومهندس الاتفاقية السعودية الإيرانية، وقائد سابق في الحرس الثوري الإيراني.
وبحسب مصدر سياسي مقرب من دوائر صنع القرار في إيران، فإن فرص شمخاني تبدو جيدة أيضاً، فيقول لـ"عربي بوست": "شمخاني لعب دوراً هاماً في الفترة الأخيرة في استعادة العلاقات الإيرانية السعودية، كما أنه مقرب من دائرة علي خامنئي وبعض قادة الحرس الثوري".
ومن المتوقع أن يقوم المرشحون بتسجيل أسمائهم في الفترة ما بين 21 مايو/أيار و3 يونيو/حزيران، وبعد ذلك يقوم مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المتشددون بفحص المرشحين، وبعد الإعلان عن المرشحين المعتمدين من المتوقع أن تبدأ الحملات الانتخابية في الفترة ما بين 21 و27 يونيو/حزيران.