ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء 21 مايو/أيار 2024، إن نتنياهو أمر وزارة الاتصالات بإعادة المعدات إلى وكالة أسوشيتد برس، فيما أكدت وسائل إعلام أمريكية أن القرار جاء على غثر ضغوط أمريكية.
وقالت الهيئة إن حكومة الاحتلال تراجعت عن الإجراء المتخذ ضد وكالة أسوشيتد برس، وذلك بعد أن أمر وزير الاتصالات الإسرائيلي بإلغاء مصادرة معدات أسوشيتد برس وإعادتها للوكالة.
رواية الاحتلال
في تدوينة بحسابه على منصة "إكس"، قال وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي إن "وزارة الاتصالات تحركت اليوم لمصادرة المعدات (التابعة لأسوشيتد برس) التي ورغم التحذيرات المتكررة نقلت البث لقناة الجزيرة (القطرية) حول مواقع قواتنا شمال قطاع غزة، مع تعريضها للخطر، وفقاً للرأي الأمني وقرار الحكومة".
وأضاف: "وبما أن وزارة الدفاع ترغب في فحص مسألة البث من هذه المواقع في سديروت (جنوب إسرائيل) فيما يتعلق بالمخاطر التي تهدد قواتنا، فقد أمرت الآن بإلغاء العملية وإعادة المعدات إلى وكالة أسوشيتد برس، حتى يتم اتخاذ قرار مختلف من وزارة الدفاع".
قبل أن يختم زاعماً: "ستواصل وزارة الاتصالات بقيادتي العمل على منع البث الذي يضر بأمن الدولة وإبعاد بوق حماس من إسرائيل"، في إشارة لقناة الجزيرة القطرية، التي دأب مسؤولون يمينيون في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي على وصفها بهذا اللفظ.
الصحافة الإسرائيلية تشككت في رواية الوزير
لكن وسائل إعلام عبرية شككت في تبرير كرعي إعادة المعدات لأسوشيتد برس، وقالت إن القرار اتخذ بعد "ضغط وغضب أمريكيين".
وقالت القناة "12" العبرية الخاصة إن "غضب الولايات المتحدة يدفع كرعي للتراجع وإعادة المعدات المصادرة إلى وكالة أسوشيتد برس".
من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن قرار كرعي: "اتُّخذ في ظل ضغوط أمريكية مكثفة، وبعد أن أرسلت إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن رسائل إلى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حثت فيها إسرائيل على التراجع عن القرار".
في وقت سابق الثلاثاء، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة "تتواصل مع إسرائيل مباشرة لتطالبها بالتراجع عن مصادرة معدات كاميرات لوكالة أسوشيتد برس للأنباء".
من جهتها أدانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، قرار الاحتلال، وقالت في بيان لها إن مصادرة إسرائيل لمعدات وكالة أسوشيتد برس "هو عمل تعسفي وقمعي متكرر ضد حرية العمل الصحفي".
الوكالة الأمريكية أدانت قرار الاحتلال بـ"أشد العبارات"
صباح الثلاثاء، قالت وكالة أسوشيتد برس، إن السلطات الإسرائيلية صادرت معدات تصوير لها في سديروت بغلاف غزة، بزعم تعاونها مع قناة الجزيرة.
حيث أدانت الوكالة الأمريكية بـ"أشد العبارات" تصرفات الحكومة الإسرائيلية، مطالبة إياها بإعادة معداتها، لتتمكن من إعادة البث المباشر، والاستمرار في تقديم الخدمة الصحفية المرئية لآلاف وسائل الإعلام.
وأضافت أن وقف بثها لم يستند لمحتواه الذي يتضمن مشاهد من شمال قطاع غزة، بل لاستخدام الحكومة الإسرائيلية التعسفي لقانون وسائل الإعلام الأجنبية.
كما أكدت أن قناة الجزيرة من بين آلاف وسائل الإعلام التي تتلقى محتوى البث المباشر منها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حرباً على غزة، خلفت أكثر من 115 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.