تعرَّض مستشفى كمال عدوان، الثلاثاء 21 مايو/أيار 2024، لقصف مدفعي من جيش الاحتلال المتمركز في محيطه، ما أسفر عن إخلائه، وبذلك فإن جميع مناطق محافظة شمالي غزة باتت دون مستشفيات، وسط تحذيرات أممية من كارثة صحية بالقطاع مع تواصل إغلاق المعابر.
وفقاً لمصادر محلية، فإن آليات الاحتلال قصفت قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى كمال عدوان، ما أدى لدمار كبير بالقسم المخصص لاستقبال الجرحى والمرضى.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر إخلاء مستشفى كمال عدوان من الجرحى، مع تقدم آليات الاحتلال لمحيطه.
بحسب مصادر صحفية، فإن قوات الاحتلال تعمدت استهداف محيط مستشفى كمال عدوان منذ أيام، ومنذ ساعات الصباح أطلقت القذائف المدفعية التي تسببت بأضرار داخله.
حيث اضطرت إدارة المستشفى لإخلائه من الطواقم الطبية والجرحى بشكل كامل، مع وصول القذائف لقسم الاستقبال والطوارئ.
شمال قطاع غزة بلا مستشفيات بعد إخلاء مستشفى كمال عدوان
وفقاً لذلك، فإن شمال قطاع غزة بات بلا مستشفيات مع خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة، وحصار آليات الاحتلال لمستشفى العودة منذ ثلاثة أيام.
وأمس الإثنين، قصفت المدفعية الإسرائيلية بقذيفة مدفعية الطابق العلوي من "مستشفى العودة" في منطقة تل الزعتر ببلدة جباليا شمالي قطاع غزة.
وكان مستشفى العودة أعلن، الأحد الماضي، فرض قوات الاحتلال حصاراً عليه، الأمر الذي يمنع الطواقم الطبية من تقديم العلاج للمرضى والجرحى.
يُشار إلى أن جيش الاحتلال بدأ العدوان قبل 10 أيام في جباليا وبعض المناطق المحيطة تحت غطاء ناري كثيف استهدفت عشرات المنازل والبنية التحتية بالمخيم الذي يقطنه مئات الآلاف من سكانه والنازحين إليه من مناطق شمال القطاع.
في 11 مايو/أيار الجاري، أمر جيش الاحتلال بتهجير جميع السكان والنازحين في مناطق جباليا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا وعزبة ملين وأحياء الروضة والنزهة والجرن والنهضة والزهور "بشكل فوري"، والتوجه نحو غرب مدينة غزة، وسط تحذيرات من مساعي الاحتلال لإخلاء منطقة شمال قطاع غزة من السكان بشكل كامل.
تحذيرات من "كارثة صحية" في قطاع غزة
في سياق متصل، حذرت منظمة أطباء بلا حدود، الثلاثاء 21 مايو/أيار 2024، من "كارثة صحية" في قطاع غزة، حيث يموت المرضى بسبب حالاتهم الحرجة وعدم قدرتهم على تلقي العلاج بسبب قلة الإمكانات نتيجة إغلاق المعابر.
في حديثه لوكالة الأناضول، قال محمد أبو مغيصيب، نائب المنسق الطبي للمنظمة الدولية في غزة، إنه كانت هناك ثلاثة مستشفيات في رفح يوم 6 مايو/أيار الجاري، اثنان منها تابعان لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، والآخر تابع لمنظمة "أطباء بلا حدود".
وذكر أن المنظمة اضطرت إلى إخلاء المستشفى حتى لا يتعرض للخطر بعد الهجوم الإسرائيلي، ونقلت فرقها إلى منطقة خان يونس جنوبي القطاع.
كما أشار أبو مغيصيب إلى وجود مستشفيين ميدانيين في رفح، ولكنهما لا يستطيعان تلبية النواقص وحاجات الناس.
إلى ذلك، أوضح أن النظام الصحي في غزة انهار تماماً وتضرر في الأسابيع الأولى لبدء الحرب يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لأن إسرائيل كانت تستهدف المباني الصحية بشكل مباشر أو غير مباشر.
فيما نوَّه بأنه لم تصل أي مساعدات طبية إلى غزة منذ 6 مايو/أيار الجاري، لذلك "نعاني نقصاً في العديد من المنتجات الطبية".
وأضاف: "إذا لم يفتح معبر رفح الحدودي قريباً، فسيكون هناك خلل كبير، وسيؤثر على الأنشطة الطبية التي نقوم بها في قطاع غزة، وهذا ينطبق على جميع الجهات الفاعلة، وليس فقط منظمة أطباء بلا حدود".
وذكر وجود كثير من المرضى الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى علاج خاص والمغادرة من معبر رفح البري، مشيراً إلى ظهور العديد من الأمراض المعدية في غزة خلال الأشهر القليلة الماضية، ومن المتوقع أن تزداد هذه الأمراض في فصل الصيف.
الاحتلال يرتكب 5 مجازر جديدة بغزة
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى "35 ألفاً و647 شهيداً و79 ألفاً و852 إصابة" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي ظل الحرب المستمرة لليوم 228، قالت الوزارة، في تقرير إحصائي يومي: "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 85 شهيداً و 200 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
كما أشارت إلى أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".