في مشهد غير مألوف، تنافس اثنان من المقاومين الفلسطينيين على زراعة عبوة متفجرة داخل دبابة إسرائيلية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وذلك حسبما أظهره فيديو نشرته كتائب القسام الإثنين 20 مايو/أيار 2024.
وعلقت القسام على الفيديو الذي نشرته على تطبيق تليغرام، أنه مشاهد من عملية مشتركة بين كتائبها وسرايا القدس لاستهداف دبابتي ميركافا بقذائف مضادة للدروع وعبوة العمل الفدائي وسط مخيم جباليا شمال القطاع.
وتضمن الفيديو مشهداً لأحد المقاومين مخاطباً آخر كان يهمّ بالتوجه نحو الدبابة لزراعة العبوة المتفجرة بداخلها قائلاً: "سيبها سيب"، ليرد عليه رفيقه: "هذي إلي"، وتابع الآخر: "بالله سيب، بالله عليك"، ليرد عليه رفيقه مجدداً: "حلفتك بالله سيب".
ونجح المقاومون بتفجير دبابة الميركافا، واستهداف أخرى بواسطة قذيفة مضادة للدروع، حسبما أظهره الفيديو.
ولاقي الفيديو إشادة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وغرد الإعلامي يونس أبو جراد قائلاً: "لقد مثلتم هذا الجيل أفضل تمثيل، لقد أتعبتم الأجيال التي بعدك، لقد أحسنتم صنعاً، وكنتم أساتذة في البطولة والبذل والشجاعة، لو تجسد الإقدام لكان هذا الفيديو.. يتسابقان ويصر كلاهما على الآخر أن يتقدم لوضع عبوة العمل الفدائي على دبابة الميركافا".
وقبل أيام، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية عسكرية "موسعة" بقلب مخيم جباليا، إذ شهدت الأيام الماضية دماراً واسعاً بالمخيم بسبب القصف الإسرائيلي.
وطالب جيش الاحتلال في 11 مايو/أيار الجاري، بتهجير جميع السكان والنازحين في مناطق جباليا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر، والتوجه نحو "المأوى" في مناطق غربي مدينة غزة.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكثر من 114 ألفاً بين قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة، رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.