حذّرت الفصائل الفلسطينية من مخاطر الميناء العائم على شاطئ غزة، الذي أعلنت الولايات المتحدة عن تشغيله بمزاعم نقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع، معتبرة أن أي تواجد أجنبي في المنطقة "قوة الاحتلال".
يأتي ذلك، في الوقت الذي أعلنت فيه القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، الجمعة، تحرك أولى شاحنات المساعدات الإنسانية عبر الرصيف العائم إلى داخل قطاع غزة.
والجمعة، قالت حركة حماس إنها وفصائل المقاومة الفلسطينية تؤكد على حق الشعب الفلسطيني بوصول المساعدات التي يحتاجها في ظل الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في عدوانه على القطاع.
كما جددت رفضها لأي تواجد عسكري لأي قوة كانت على الأراضي الفلسطينية، مشيرة إلى أن أي طريق لإدخال المساعدات بما فيه الرصيف المائي، ليس بديلاً عن فتح المعابر البرية كافة وتحت إشراف فلسطيني.
في مقابلة مع وكالة الأناضول، قال القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، الأحد 19 مايو/أيار 2024، إن وجود أي قوة عسكرية على حدود غزة أو في مينائها بالنسبة للحركة هو "احتلال جديد".
حيث أوضح بالقول: "نؤكد أننا لا نقبل أن تكون هذه الخطوة غطاء لوجود أي قوة عسكرية، فهذا الوجود على حدود غزة أو في مينائها بالنسبة لنا هو احتلال جديد".
موقف حركة حماس من الميناء العائم، تبعته مواقف أخرى من الفصائل الفلسطينية، التي أكدت أيضاً رفضها لأي تدخل أجنبي بالقطاع.
خلق بدائل للاحتلال لمواصلة هجومه على رفح
بدورها، قالت حركة فتح، الأحد 19 مايو/أيار 2024، إن تشغيل الميناء العائم يعد تكريساً للاحتلال، و"عزل" لغزة، مضيفة أن من الخيارات الأجدى لإغاثة القطاع وقف العدوان.
حيث أوضح المتحدث باسم فتح، عبد الفتاح دولة، أن إعلان واشنطن "خلق بدائل للاحتلال لمواصلة هجومه على رفح، والسيطرة الكاملة على القطاع".
وتابع: "الخيارات الأجدى لإغاثة قطاع غزة هي وقف العدوان وشلال الدم وعدم السيطرة على معبر رفح الذي يشكل بوابة المساعدات الرئيسي والأكثر عملياتيا بالقياس مع الميناء العائم".
كما أضاف أن من الخيارات أيضاً "فتح كافة المعابر إلى القطاع، وهو ما تقدر عليه الولايات المتحدة الأمريكية"، متهماً واشنطن بأنها تسعى لتوفير البدائل التي تخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مواصلة مذابحه ومفاقمته للكارثة الإنسانية لأهل القطاع.
فيما وجهت فتح نداء للشعب الفلسطيني بغزة، بعدم التعامل مع الميناء العائم بأكثر من كونه ممراً لإيصال المساعدات الإنسانية، "والتنبه إلى أية محاولة قد تدفع باتجاه استخدامه معبراً لتهجير شعبنا تحت أي مسمى قسري أو "طوعي" أو "إنساني".
الجبهة الشعبية تحذر من مخاطر الميناء العائم بغزة
بدورها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن إنشاء الإدارة الأمريكية ميناء عائماً على سواحل قطاع غزة مبعث للقلق، محذرة من مخاطر استخدامه لتنفيذ أهداف ومخططات أخرى مثل التهجير أو حماية الاحتلال وليس لنقل المساعدات.
كما حذرت في بيانها، "أي جهات فلسطينية أو عربية أو دولية من التساوق مع الإدارة الأمريكية، أو العمل في هذا الميناء"، وأكدت "ضرورة فتح جميع المعابر في القطاع بما فيها معبر رفح البري، كبديل لهذا الميناء ولضمان تدفق المساعدات إلى القطاع دون قيود أو شروط".
إلى ذلك، شددت على أن "معبر رفح البري هو معبر فلسطيني مصري خالص السيادة، وآلية إدارته يحددها الطرف الفلسطيني بالاتفاق مع الطرف المصري بعيداً عن سيطرة أو تدخل الاحتلال".
وجددت الجبهة الشعبية "موقفها الرافض لأي تواجد أمريكي أو صهيوني أو أي قوة أجنبية في قطاع غزة، سواء في معبر رفح أو أي مكان على أرض أو سواحل القطاع، وتؤكد أنها والمقاومة ستواصل التعامل مع هذه القوات كقوة احتلال".
خدمة للاحتلال الإسرائيلي
في سياق متصل، قالت لجان المقاومة الشعبية في فلسطين، في بيان: "ننظر بخطورة كبيرة اتجاه الرصيف الأمريكي العائم المقام على شاطئ بحر غزة ونحذر منه، فالإدارة الأمريكية شريكة وداعمة رئيسية للعدوان وحرب الإبادة الصهيونية على شعبنا في قطاع غزة".
واعتبرت الميناء "خدمة للعدو الصهيوني وعملاً دعائياً وتضليلاً ومشاركة فعلية في تشريع الحصار واحتلال معبر رفح، وتخديراً وخدعة للرأي العام العالمي المؤيد لشعبنا والرافض لجرائم العدو النازي في غزة".
كما وصفته بأنه "محاولة لصرف الأنظار عن الحصار والإبادة الجماعية وحرب التجويع التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد شعبنا منذ نحو 8 شهور".
وفي إشارة إلى الإدارة الأمريكية، قالت لجان المقاومة: "من يريد إغاثة شعبنا عليه أولاً وقف الحرب والقتل والمجازر بحقه، والكف عن دعم عدوه (إسرائيل) بالسلاح والمال".
فيما أعربت عن رفضها لـ "أي تواجد صهيوني أو أجنبي على شاطئ بحر غزة أو معابرها، وستكون أي قوة أمريكية أو صهيونية أو غيرها تتواجد على أي شبر من أرضنا هدفاً شرعياً لمقاومينا".
يشار إلى أنه في مارس/آذار الماضي، نقلت شبكة "إن بي سي"، عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "إسرائيل تدرس التعاقد مع شركات أمن دولية خاصة لتأمين تسليم المساعدات في غزة" عبر الرصيف العائم.
ومنذ أن سيطر جيش الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في 7 مايو/أيار الجاري، الممر الرئيسي لدخول المساعدات، وإغلاق كرم أبو سالم في 5 من الشهر نفسه، لم تدخل أي شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة، ما زاد الأوضاع كارثيةً وأثار انتقادات دولية حادة لتل أبيب.