وافق مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون، الخميس 16 مايو/أيار 2024، على مشروع قانون يلزم الرئيس جو بايدن بإرسال أسلحة إلى إسرائيل، في خطوة من شأنها أن توبخ بايدن بسبب تأخيره إرسال شحنات قنابل، هدف من خلالها إلى الضغط على إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين خلال حربها في غزة.
تعتبر هذه الخطوة غير فاعلة، ولن يرى هذا القانون النور، لأن بايدن ينوي استخدام حق النقض ضد القرار، بحسب ما قاله مسؤولون بالبيت الأبيض، بينما قال السيناتور تشاك شومر، الديمقراطي من نيويورك وزعيم الأغلبية، إن القرار "لن يذهب إلى أي مكان" في مجلس الشيوخ.
"انقسام عميق" في الولايات المتحدة
لكن هذا التصويت كان له أثر مقصود، فقد أظهر وجود انشقاق بين الديمقراطيين، الذين انضم 16 منهم إلى الجمهوريين في التصويت لصالح المشروع، والذي يدين إدارة رئيسهم، بيما انضم 3 جمهوريين إلى معظم الديمقراطيين في معارضة الإجراء.
وتمت الموافقة على قانون دعم المساعدة الأمنية لإسرائيل بأغلبية 224 صوتاً مقابل اعتراض 187، خلال تصويت جرى على أساس حزبي إلى حد كبير.
ويعتبر التصويت أحدث محاولة من جانب الجمهوريين في الكونغرس لتصوير أنفسهم وحزبهم على أنهم أصدقاء حقيقيون للدولة اليهودية والاستفادة سياسياً من الخلاف بين الديمقراطيين بشأن الحرب، بحسب ما ذكرته صحيفة نيويورك بوست الأمريكية.
كما أجبر مشروع القانون الديمقراطيين فعلياً على الاختيار بين تصويت من شأنه أن يظهر دعماً لا لبس فيه لإسرائيل ولكنه يحرج الرئيس بايدن، أو تصويت يصوره الجمهوريون على أنه مناهض لإسرائيل.
اتهامات متبادلة بين الجمهوريين والديمقراطيين
واتهم الجمهوريون بايدن بالتخلي عن إسرائيل بعد أن واجه احتجاجات واسعة النطاق مناصرة للفلسطينيين.
وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، في مؤتمر صحفي مع قيادات حزبية يوم الأربعاء: "هذا قرار كارثي له تداعيات عالمية. من الواضح أنه تم اتخاذه بناء على حسابات سياسية، ولا يمكننا أن نسمح لهذا بأن يستمر".
بينما قال النائب مايكل ماكول، الجمهوري من تكساس ورئيس لجنة الشؤون الخارجية، إن بايدن وفريقه أداروا ظهورهم لإسرائيل حتى من خلال الإشارة إلى أن هناك حدوداَ لدعم الولايات المتحدة.
وقال: "لقد زرعت هذه الإدارة بذور الشك في التزام هذه الأمة تجاه حلفائها.. الخطوط الحمراء مخصصة لأعدائنا.. الخطوط الحمراء ليست مخصصة لحلفائنا وأصدقائنا".
من جانبهم اتهم الديمقراطيون نظراءهم الجمهوريين بممارسة ألاعيب سياسية، وقالوا إن الجمهوريين يشوهون موقف بايدن بشأن إسرائيل.
ولا يزال من المقرر أن تحصل إسرائيل، وهي من كبار مستقبلي المساعدات العسكرية الأمريكية منذ عقود، على أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات على الرغم من تأخير شحنة واحدة من القنابل التي يبلغ وزنها ألفين و500 رطل، ومراجعة شحنات أسلحة أخرى من قبل إدارة بايدن.