ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة 17 مايو/أيار 2024، استعادة 3 جثث لمواطنين كانت محتجزة في قطاع غزة منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين سارعت حركة حماس في التشكيك في مزاعم الاحتلال.
وقال متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي، إن الجيش استعاد "3 جثث" تعود لإسرائيليين قتلوا خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، في إشارة إلى الهجوم المباغت الذي شنته فصائل فلسطينية على مستوطنات محاذية لغزة.
هاغاري لفت إلى تنفيذ ذلك "عبر جهد استخباري مع جهاز الأمن العام (الشاباك)"، دون الكشف عن تفاصيل أخرى بهذا الخصوص.
كما ادعى هاغاري أن الجثث الثلاث تعود لمواطنين "فروا أحياء" من حفل بإحدى المستوطنات المحاذية لغزة إبان هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، "لكنهم قتلوا لاحقاً (بعد فرارهم) على أيدي مسلحي حماس"، وفق تعبيره.
فيما أكد متحدث الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، أن الجثث الثلاث التي تمت استعادتها من غزة كانت لأسرى قتلوا في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال أدرعي، في بيان عبر منصة "إكس"، إن الجثث تعود لكل من "يتسحاق غلرانتر، وشاني لوك، وعميت بوسكيلا"، مشيراً إلى أنه: "تم التعرف على هوياتهم عبر تشخيصات الطب الشرعي، وتم إبلاغ عائلاتهم بالأمر".
حماس تشكك
في المقابل شككك القيادي في حركة "حماس" عزت الرشق، الجمعة، في رواية إسرائيل بشأن استعادتها 3 جثث لمواطنين كانت محتجزة بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
جاء ذلك في منشور على حساب الحركة عبر منصة تليغرام. وقال الرشق: "نؤكد عدم ثقتنا برواية الاحتلال، ونقول دائماً إن القول الفصل ما تقوله المقاومة".
الرشق أضاف: "ادّعاء الاحتلال -إنْ صح- عن وصوله إلى جثامين بعض أسراه لدى المقاومة في غزة، بعد 8 أشهر من العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا، لا يعدُّ إنجازاً لحكومته النازية، بل دليلٌ على ضعف أداء جيشهم المذعور".
وتابع: "كما أنه يؤكد صدق وعد المقاومة بأنَّ العدو لن يحصل على أسراه إلا جثثاً هامدة أو عبر صفقة تبادل مشرّفة لشعبنا ومقاومتنا".
كما لفت الرشق إلى أنه "مع تشكيكنا برواية الاحتلال، فإننا نؤكد أن هذا الادّعاء ما هو إلا محاولة للتغطية على خسائره وفشله الذريع أمام بسالة المقاومة وبأس رجال القسام وسرايا القدس في (مخيم وبلدة) جباليا و(حي) الزيتون (شمالي القطاع) وشرق (مدينة) رفح (جنوب)".
ووسط حصار إسرائيلي خانق على قطاع غزة منذ 18 عاماً، وتصعيد إسرائيل لانتهاكاتها بحق المسجد الأقصى، شنت فصائل فلسطينية، بينها حماس والجهاد الإسلامي، هجوماً مباغتاً على مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسرت خلاله 239 على الأقل، وفق تقديرات إعلام عبري.
وآنذاك، قالت هذه الفصائل إن هجومها جاء بهدف "إنهاء الحصار الجائر على غزة، وإفشال مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيادتها على المسجد الأقصى".
وبينما استعادت إسرائيل عشرات من أسراها في غزة عبر صفقة تبادل مع الفصائل تضمنت هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023، تقول حماس إن تل أبيب قتلت 71 من أسراها في قصف جوي عشوائي على القطاع.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أكثر من 114 ألفاً بين قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.