علقت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن على تقرير نشرته وكالة "رويترز" نقلت فيه عن مصادر -لم تسمّها- أن "السلطات الأردنية أحبطت أعمالاً تخريبية أعدتها عناصر من الجماعة مع إيران وحماس"، مؤكدة عدم صحة هذه الأنباء، ومعلّقة على أسباب نشرها وتوقيتها.
فقد أفاد الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين معاذ الخوالدة، لـ"عربي بوست"، بأن الجماعة ترى في هذه التقارير محاولة من "قوى خارجية" -لم يسمّها- لشيطنتها، ولعزل المقاومة عن محيطها وعن الإسناد الشعبي لها، على حد تعبيره.
كذلك لم يصدر إعلان رسمي من السلطات الأردنية على هذا الأمر، أو تعليق منها، كما أنه لم يلقَ صدى في وسائل الإعلام الأردنية، في حين أكد الخوالدة أن جماعة الإخوان لم تتلقَّ اتصالات من السلطات بهذا الخصوص أيضاً، مؤكداً مسؤولية "قوى خارجية" عن محاولة "شيطنة" جماعة الإخوان في الأردن.
كانت "رويترز" نشرت في 15 مايو/أيار 2024، عن "مؤامرة تقودها إيران لتهريب أسلحة إلى المملكة المتحالفة مع الولايات المتحدة، لمساعدة معارضي النظام الملكي الحاكم على تنفيذ أعمال تخريبية".
نفي إخوان الأردن تهريب الأسلحة
الخوالدة رأى في تقرير "رويترز" أنه "يخالف المعايير المهنية والموضوعية"، مشيراً إلى أنّ الوكالة "لم تكلّف نفسها عناء التواصل مع قيادة الجماعة للتأكد من صحة المزاعم التي أوردتها، والتعاطي معها كأنها حقائق".
وقال إن "قوى خارجية تعمل على محاصرة وشيطنة أدوار كل الجهات الشعبية التي تدعم الشعب الفلسطيني، وصموده، وتدعم مقاومته لهذا الاحتلال".
أكد كذلك أن "سياسة جماعة الإخوان المستقرة لم تتغير، فهي حريصة على أمن الأردن واستقراره، الذي يعدّ ثابتاً من ثوابتها الوطنية الراسخة"، مشدداً على أنّه "لم يعهد عن الجماعة على مدار تاريخها منذ عقود خلاف ذلك"، وأنّ "أي سلوك يخالف سياسات الجماعة وقراراتها، يمثل مرتكبه فقط".
عن توقيت هذه الاتهامات لجماعة الإخوان في الأردن، قال إن "خلفه نوايا وأهدافاً مقصودة، لا تريد بالأردن خيراً، وتسعى لخلط أوراق المشهد الوطني، لبث الفرقة فيه، في توقيت تستمر فيه حرب إبادة إسرائيلية، وتحتاج فيه بوصلة الأمة، أنظمة وشعوباً، لوقف العدوان على سكان غزة، ودعم مقاومتها".
معتقلو الإخوان في الأردن
أما عن وجود أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين معتقلين على إثر "مخطط تهريب أسلحة"، قال الخوالدة إنه "منذ بداية حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حدثت اعتقالات كثيرة في صفوف الجماعة، وعلى وجه الخصوص فئة الشباب الذين ينتمون للجماعة، ولكن لأسباب متعلقة بالمظاهرات المؤيدة للمقاومة".
أوضح أيضاً أن "اعتقالات كوادر شبابية من الجماعة، جاءت في سياق العمل الشعبي والجماهيري والمظاهرات التي تتم دعماً للمقاومة، ولأهلنا في غزة، وليس لإثارة الأعمال التخريبية، كما يدعيه تقرير الوكالة".
كانت مصادر "رويترز" تحدثت عن أن "أسلحة أرسلتها فصائل مدعومة من إيران في سوريا، وصلت الأردن من خلال خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين هناك، لها صلات بالجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية".
وقالت إن السلطات الأردنية "استولت على مخبئهم، عندما ألقي القبض على أعضاء الخلية، وهم أردنيون من أصل فلسطيني، في أواخر مارس/آذار 2024".
لكنّ الخوالدة لم يقر بوجود اعتقالات في صفوف أبناء الجماعة على خلفية الحدث الأخير المتعلق بالخلية التي أوقفتها السلطات الأردنية، كاشفاً عن أنّه لا توجد تفاصيل كافية لملابسات الحادثة، كما أن الجهات الأمنية لم تعلن عنها، أو تتحدث عن تورط أي من أعضاء الجماعة في مثل هكذا أمر.
وشدد المتحدث باسم جماعة الإخوان على أن "الشعب الأردني هو السند الأول والظهير الأكبر للشعب الفلسطيني"، مؤكداً أن "جماعة الإخوان في الأردن هي جزء ومكون أصيل من مكونات الشعب الأردني".
وقال: "منذ بداية هذه المعركة، كانت جماعة الإخوان في الأردن، في مقدمة الداعمين لصمود سكان قطاع غزة، وأيضاً في دعم الشعب الفلسطيني وحقه بالمقاومة لهذا الاحتلال الغاشم".
يشار إلى أن السلطات الأردنية لم تعلق رسمياً على تقرير "رويترز"، كما أن المسؤولين الأمنيين الذين تواصل معهم "عربي بوست" فضلوا عدم التصريح، مكتفين بالإقرار بأن نحو 60 شخصاً جرى اعتقالهم في مارس/آذار 2024، بسبب عمليات تهريب أسلحة من سوريا باتجاه الضفة.
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة للمعلومات التي تأكدنا من مصداقيتها من خلال مصدرين موثوقين على الأقل. يرجى تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو سلامتها.