طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدول العربية والأصدقاء بتقديم دعم مالي للسلطة الفلسطينية، كما انتقد المقاومة في قطاع غزة، خلال كلمته أمام القمة العربية الـ 33 المنعقدة في العاصمة البحرينية المنامة، الخميس 16 مايو/أيار 2024.
وأكد عباس في كلمته أن "الحكومة الفلسطينية لم تتلق الدعم المالي الذي كانت تتوقعه من الشركاء الدوليين والإقليميين، وأن الوقت أصبح ملحاً لتفعيل شبكة أمان عربية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتمكين الحكومة من القيام بواجباتها".
وقال رئيس السلطة الفلسطينية: "شكلنا حكومة جديدة (برئاسة محمد مصطفى) من الكفاءات لتنفيذ برامج الإغاثة والإصلاح والتطوير المؤسسي، وتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي والأمني، وإعادة الإعمار، واستُقبلت بترحاب من العالم، لكنه لم يقدم لها أي دعم مالي، رغم استمرار اسرائيل باحتجاز أموالنا".
وهاجم عباس المقاومة في قطاع غزة قائلاً: "موقف حماس الرافض لإنهاء الانقسام والعودة إلى مظلة الشرعية الفلسطينية، خدم المخطط الإسرائيلي الذي كانت حكومة الاحتلال تعمل على تنفيذه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول لتكريس فصل قطاع غزة عن الضفة والقدس، حتى تمنع قيام دولة فلسطينية، وتضعف السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية".
وأضاف عباس: "العملية العسكرية التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر بقرار منفرد وفرت لإسرائيل مزيداً من الذرائع لمهاجمة غزة".
من جانبه، تمنى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في القمة "للأجيال المقبلة جميعاً، فلسطينية كانت أو إسرائيلية، أن تعيش في منطقة يتحقق فيها العدل ويعم السلام ويسود الأمن".
حيث قال السيسي: "تُعقد قمتنا اليوم في ظرف تاريخي دقيق تمر به منطقتنا، ما بين التحديات والأزمات المعقدة في العديد من دولنا إلى الحرب الإسرائيلية الشعواء ضد أبناء الشعب الفلسطيني".
وتابع: "تفرض هذه اللحظة الفارقة على جميع الأطراف المعنية الاختيار بين مسارين: مسار السلام والاستقرار والأمل أو مسار الفوضى والدمار الذي يدفع إليه التصعيد العسكري المتواصل في قطاع غزة".
وأضاف: "أؤكد أنه واهمٌ مَن يتصور أن الحلول الأمنية والعسكرية قادرة على تأمين المصالح أو تحقيق الأمن، ومخطئ من يظن أن سياسة حافة الهاوية يمكن أن تُجدي نفعا أو تحقق مكاسب".
ووجه السيسي نداءً إلى المجتمع الدولي وجميع الأطراف الفاعلة والمعنية، بقوله إن "ثقة جميع شعوب العالم في عدالة النظام الدولي تتعرض لاختبار لا مثيل له، وتبعات ذلك ستكون كبيرة على السلم والأمن والاستقرار".
واستطرد: "لنضع حداً فورياً لهذه الحرب المدمرة ضد الفلسطينيين، الذي يستحقون الحصول على حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وفي وقت سابق الخميس، انطلقت القمة العربية في دورتها العادية الـ 33، التي تنعقد لأول مرة في البحرين على مستوى القادة.
وتنعقد القمة في توقيت حرج للمنطقة العربية، حيث تأتي في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو 8 أشهر، خاصة مع تصاعد وتيرة القصف وتطويق الحصار بسيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي مع مصر الأسبوع الماضي.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول عشرات آلاف القتلى والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
ومنذ 6 مايو/أيار، تنفذ إسرائيل في رفح ما تزعم أنها "عملية عسكرية محدودة النطاق"، وأعلنت في اليوم التالي السيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر؛ ما تسبب بإغلاقه أمام المساعدات الإنسانية.
وتسبب الهجوم على رفح بتهجير مئات آلاف الفلسطينيين من المدينة، التي كان يوجد بها نحو 1.5 مليون، بينهم حوالي 1.4 مليون نازح.
ويعاني سكان قطاع غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، من أوضاع كارثية؛ جراء شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء.