شنت أمهات نحو 600 من جنود الاحتلال الذين يقاتلون بحرب الاحتلال على غزة هجوماً غير مسبوق على رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووقعن بياناً، يطالب بنيامين نتنياهو بإرساء طريق من أجل الخروج مما وصفنه بـ"وحل غزة".
حسب تقرير لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية فإنه بعد تصريح وزير الدفاع يوآف غالانت، غضبت أمهات الجنود من سياسة الحكومة وقلن بصوت واحد: "أبناؤنا يفقدون حياتهم عبثاً، وهو يدفنهم والمختطفين".
وجاء في البيان أيضاً: "أبناؤنا يفقدون أذرعهم وأرجلهم على مذبح رئاسة نتنياهو".
كما أضاف: "في بيانه، يعلمنا وزير الدفاع أن رئيس الوزراء لا يخطط لمستقبلٍ فحسب، بل إن الوزير لا يخطط لمستقبل أفضل ويدفن أبناءنا والمختطفين في عمق غزة".
وأكدن أن أبناءهن "يفقدون حياتهم عبثاً، ويفقدون أيديهم وأرجلهم على مذبح نتنياهو وشركائه، ونحن نطالب فوراً بإيجاد مخرج من وحل غزة".
رسالة أمهات الجنود الإسرائيليين، تأتي عقب توجيه وزير الدفاع الإسرائيلي لانتقادات لاذعة لرئيس الوزراء بسبب عدم حسمه ما يعرف بـ"اليوم التالي" من الحرب على غزة.
وقال غالانت إن "عدم اتخاذ القرار هو بمثابة اتخاذ أحد أسوأ الخيارات". وأضاف: "طرحت هذه القضية لعدة أشهر دون استجابة، ولسوء الحظ، لم يتم طرح الخطة للمناقشة، والأسوأ من ذلك أنه لم يتم طرح أي بديل آخر للمناقشة".
كما خلص إلى أنه نتيجة لذلك، "يتطور اتجاه خطير، هو حكم عسكري إسرائيلي في قطاع غزة، وهو بديل خطير لدولة إسرائيل، استراتيجياً وأمنياً وعسكرياً".
وبرر وزير الدفاع ذلك بالقول إن "الحكم العسكري في غزة سيصبح الجهد الرئيسي على حساب الساحات الأخرى، وسيؤدي إلى إراقة الدماء وتكلفة اقتصادية كبيرة". وأعرب عن رفضه إقامة حكم عسكري أو مدني إسرائيلي في غزة.
كذلك، طالب غالانت بـ"أن تسيطر العناصر الفلسطينية المدعومة من الدول العربية على قطاع غزة (لم يسمها)، هذه مصلحة إسرائيل من أجل تحقيق أهدافها"، على حد قوله.
غالانت، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى اتخاذ قرار "والإعلان أن إسرائيل لن يكون لها سيطرة مدنية على قطاع غزة، ولن يكون هناك حكم عسكري في غزة".
في وقت سابق، الأربعاء، ادعى نتنياهو في خطاب متلفز أن الحديث عن "اليوم التالي للحرب سيبقى مجرد كلام فارغ من المضمون إذا بقيت حماس سليمة" وفق تعبيره.
كما أردف أنه "إلى أن يتضح أن حماس لا تسيطر على غزة عسكرياً، لن يكون أي طرف مستعداً لتولي الإدارة المدنية لغزة خوفاً على سلامته".
وفي الأشهر الماضية، طلبت العديد من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة مراراً من نتنياهو أن يقدم خطة لليوم التالي للحرب على غزة.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".