اعتدى مستوطنون إسرائيليون، الأربعاء 15 مايو/أيار 2024، على سائق شاحنة فلسطينية تحمل مواد غذائية قرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، كما قاموا بإتلاف كل المواد التي كانت على متنها بدعوى أنها كانت في طريقها إلى قطاع غزة.
وأظهرت مجموعة من مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام مجموعة من المستوطنين بقطع الطريق العام قرب رام الله، كما أوقفوا شاحنة فلسطينية تحمل مواد غذائية، واعتدوا بالضرب على سائقها، وأتلفوا جزءاً من حمولتها.
فيما أشار شهود عيان إلى أن ذلك جاء بحجة أن تلك المواد الغذائية كانت في طريقها إلى قطاع غزة، بينما لم يتسنّ للأناضول معرفة وجهة الشاحنة أو حالة السائق الصحية بعد الاعتداء.
وبيّن الشهود أن قوة من الجيش الإسرائيلي وصلت للموقع وأغلقت الطريق العام.
في وقت سابق الأربعاء، قال مسؤول قطاع النقل التجاري بالضفة (نقابي) عادل عمرو، للأناضول إن "نحو 26 شاحنة تجارية محملة بمواد غذائية محجوزة منذ ساعات في حاجز ترقوميا جنوبي الخليل بالضفة الغربية".
وأرجع احتجاز الشاحنات إلى "وجود مجموعات من المستوطنين تمنع نقلها إلى غزة، والسلطات الإسرائيلية ترفض توفير حماية أمنية للشاحنات".
الثلاثاء 14 مايو/أيار 2024، وصفت الأمم المتحدة هجوم المستوطنين اليهود غير الشرعيين في الضفة الغربية المحتلة على شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة بأنه "أمر مروع"، وذلك في تصريح لنائب متحدث الأمم المتحدة فرحان حق حول هجوم المستوطنين على قافلة مساعدات في الضفة الغربية.
كما أفاد حق أنهم في الأمم المتحدة يعارضون هذه الأعمال بشدة، في إشارة إلى أنه لا ينبغي مهاجمة قوافل المساعدات الإنسانية، وقال بهذا الصدد: "هذا سلوك مروع"، مبيناً أنه وفقاً للأمم المتحدة فإن المستوطنات غير قانونية، وإن المنظمة الأممية تعارضها.
والإثنين 13 مايو/أيار 2024، هاجم مستوطنون 9 شاحنات تجارية كانت في طريقها إلى غزة، ونهبوها وأعطبوها وأضرموا النيران في إحدى الشاحنات عند حاجز ترقوميا، بينما أفاد مراسل الأناضول بأن هذه الشاحنات تجارية تحمل بضائع خاصة وليست مساعدات إنسانية.
ومنذ أكثر من أسبوع، تواصل إسرائيل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم جنوبي قطاع غزة أمام عبور المساعدات الإنسانية، ما زاد من كارثية الأوضاع في قطاع غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني، بينهم مليونا نازح.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل على غزة حرباً خلفت أكثر من 114 ألف بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.