استطاع الجراح الفلسطيني غسان أبو ستة إلغاء حظر السفر الذي فرضته عليه ألمانيا وتسبب في منعه معظم دول الاتحاد الأوروبي، بحسب ما نشر موقع "Middle East Eye" البريطاني الأربعاء 15 مايو/أيار 2024.
فقد أعلن مركز العدالة الدولي للفلسطينيين (ICJP) أنه نجح، بالتعاون مع مركز الدعم القانوني الأوروبي، في الطعن في حظر السفر الذي فرضته ألمانيا على أبو ستة.
وفي 12 إبريل/نيسان، تم اعتقال أبو ستة في أحد مطارات ألمانيا ومُنع من دخول البلاد، وكان مسافراً إلى هناك للمشاركة في مؤتمر حول فلسطين كان قد تلقى دعوة لحضوره.
كما قالت السلطات الألمانية إنه لا يمكنه الانضمام إلى المؤتمر في برلين افتراضياً، لأن ذلك من شأنه أن "يشكل انتهاكاً للقانون الألماني"، ويمكن أن يؤدي إلى غرامة مالية أو السجن لمدة تصل إلى عام.
ثم فرضت عليه برلين حظر السفر على مستوى منطقة شنغن لمدة عام واحد، وهو ما يمنعه من السفر إلى 29 دولة عبر أوروبا.
وفي 4 مايو/أيار، كان من المقرر أن يلقي أبو ستة كلمة في مجلس الشيوخ الفرنسي، لكنه مُنع بالمثل من دخول فرنسا، كما مُنع من دخول هولندا، بحسب اللجنة الدولية، بناء على الحظر الذي فرضته ألمانيا.
وقال بيان المحكمة الجنائية الدولية إن حظر السفر كان "أحدث محاولة لمضايقة "جراح الحرب" منذ عودته إلى المملكة المتحدة".
وأثار حظر الدخول غضب جماعات حقوقية طالبت بمعرفة سبب فرض الحكومة الألمانية هذا القيد في المقام الأول.
من جانبه، قال محامي أبو ستة، في بيان: "يعد هذا القرار نقطة تحول مهمة في تحدي البيئة المعادية التي واجهها المدافعون عن حقوق الإنسان الفلسطينيون مثل البروفيسور غسان في الأشهر الأخيرة".
"إن هذا القرار يعني أن حرية غسان في التعبير وحرية التنقل لم تعد مهددة، وأنه يستطيع التحدث علناً عما شهده في غزة. وهذا النصر لا يمكن المبالغة فيه".
من هو غسان أبو ستة؟
غسان أبو ستة أستاذ متخصص في جراحة التجميل وإعادة الترميم، وقد حصل على تعليمه الطبي في جامعة غلاسكو البريطانية، وتدرّج بعد ذلك في لندن.
تخصّص لاحقاً في جراحة القحف والجمجمة للأطفال، وجراحة الحنك المشقوق في مستشفى "غريت أورموند ستريت"، إضافةً إلى إعادة ترميم الإصابات في مستشفى لندن الملكي.
عام 2011 انضمّ إلى المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB)، حيث ترأس بعد عام قسم الجراحة التجميلية، وبرنامج إصابات الحرب لدى الأطفال، وصار المسؤول عن العيادة المتعددة التخصصات بإصابات الحرب.
شارك في عام 2015 بتأسيس منهاج طب النزاعات في معهد الصحة العالمي بالجامعة الأمريكية في بيروت، وأصبح مديراً له. وقد قاد عملية واقع معزز عبر منصة تفاعلية على الإنترنت، كانت الأولى من نوعها في لبنان والمنطقة، ساعدت أحد الجراحين في غزة على إعادة بناء يد طفلٍ كان يعاني من عيبٍ خلقي.
وفي 2020، بالتزامن مع انتشار فيروس كوفيد، عاد إلى بريطانيا واستقرّ بها بعدما بدأ العمل في الجراحة التجميلية والترميمية في القطاع الخاص. ومنذ عام 2021 يعمل محاضراً في مركز دراسات الانفجارات في جامعة "إمبريال كوليدج".
ومنذ عام 1987، بالتزامن مع الانتفاضة الأولى، حرص غسان أبو ستة على المشاركة في علاج الجرحى الفلسطينيين حين كان لا يزال طالباً في كلية الطب. وعاد إلى غزة إبان الانتفاضة الثانية، حين أصبح طبيباً جراحاً، وتطوّع في علاج المصابين كطبيبٍ ميداني.
خلال 4 حروب متتالية شنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كان يحرص غسان أبو ستة على أن يكون أول الموجودين في الميدان لمساعدة أهله. تكرر الأمر في عدوان 2008-2009، و2012، و2014، ثم 2018، وصولاً إلى عام 2023.
بعد ساعات من عملية "طوفان الأقصى"، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، استطاع الدخول إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح، للانضمام إلى الفريق الطبي الذي يعمل على إنقاذ أكثر من 12 ألف مصابٍ سقطوا في 12 يوماً فقط من القصف الإسرائيلي.
وفي الأشهر القليلة الأولى من الحرب، أصبح الممثل غير الرسمي باللغة الإنجليزية للأطباء والجراحين الفلسطينيين الذين يعالجون الفلسطينيين المصابين بسبب الهجمات الإسرائيلية.
وقد سبق أن قال أبو ستة إن المسعفين يستخدمون الأدوات المنزلية لعلاج المرضى بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المعدات الطبية التي تدخل القطاع.
وقال أبو ستة: "في نهاية المطاف، كان كل شيء ينفد. في البداية، استبدلنا المحلول المطهر بسائل الغسيل والخل".
مع الإشارة إلى أن القطاع الصحي الفلسطيني في غزة يعاني من شحٍّ في القدرات البشرية والمستلزمات الطبية، جراء الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال، لدرجة أنه أجرى عملياتٍ جراحية من دون تخدير بعد قصف المستشفى المعمداني.