أطلق نشطاء وداعمون لفلسطين حملة لحظر حسابات المشاهير والمؤثرين الذين التزموا الصمت بشأن الفظائع الإنسانية التي شهدها قطاع غزة، على وسائل التواصل الاجتماعي، حسبما ذكره موقع إن بي سي الأمريكي، الإثنين 13 مايو/أيار 2024.
وأفاد الموقع بأن من بين الأسماء والشخصيات التي استهدفتها الحملة التي جاءت عبر وسم #blockout الممثل الأمريكي جاستن بيبر وسيلينا جوميز والنجمة زندايا ومغني الراب دريك وآل كارداشيان.
حتى إن الحملة طالت بعض المشاهير الذين كانوا قد أعربوا عن قلقهم بشأن حياة الإسرائيليين والفلسطينيين بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكنهم لم ينشروا علناً عن غزة في الأشهر الأخيرة، ومن بينهم المغنية الأمريكية تايلور سويفت.
ويمارس النشطاء المؤيدون للفلسطينيين ضغوطاً على المشاهير لإظهار المزيد من الدعم للمدنيين في غزة منذ أشهر، وقد أعربوا عن خيبة أملهم التي وصلت إلى نقطة الغليان الأسبوع الماضي عندما تزامن حفل Met Gala مع إعلان إسرائيل عن شن حملة عسكرية في رفح.
وطالت الحفل الذي يعد تجمعاً سنوياً لجمع التبرعات لصالح معهد متروبوليتان للفنون والأزياء، انتقادات لما اعتبره الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي عرضاً مفرطاً للبذخ تجلى بوضوح هذا العام عندما التقط المشاهير الصور بينما كان المحتجون المؤيدون للفلسطينيين يتظاهرون خارج قاعات الحفل.
وكان موقع أكسيوس الأمريكي قد ذكر أن شرطة نيويورك احتجزت العديد من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين بالقرب من حفل Met Gala.
"المقصلة الرقمية"
وقالت صاحبة أحد الحسابات الداعمة لحملة الحظر على تيك توك: "لقد حان الوقت ليقوم الناس بإجراء ما أريد أن أطلق عليه "المقصلة الرقمية" إذا صح التعبير".
وأضافت: "لقد حان الوقت لحظر جميع المشاهير وأصحاب النفوذ والأثرياء الذين لا يستخدمون مواردهم لمساعدة من هم في أمسّ الحاجة إليها. لقد قدمنا لهم منصاتهم ولقد حان الوقت لاستعادتها، وحذف وجهات نظرنا، وإعجاباتنا، وتعليقاتنا، وأموالنا".
وقال أحد المستخدمين على تيك توك: "هؤلاء الأشخاص لديهم كل الفرص لإحداث تغيير في هذا العالم. وبدلاً من استخدام منصتهم للحديث عن الأمور المهمة، يستخدمونها لكسب المال لأنفسهم. هذا كل شيء. تباً لهم، احظروهم"، بحسب ما رصده موقع ميدل إيست البريطاني.
فيما أشار البعض عبر الإنترنت إلى مغني الراب الأمريكي بنجامين هاموند هاغرتي والمعروف باسم ماكليمور باعتباره أحد المشاهير الذي واصل الحديث عن الصراع في غزة وأعرب عن دعمه لوقف إطلاق النار. وفي الأسبوع الماضي، أطلق أغنية لدعم الفلسطينيين.
تأثير إيجابي للحملة
وقد لاقت هذه الحملة صدى لدى متابعي وسائل التواصل الاجتماعي أسفر عن فقد العديد من المشاهير في قوائم الحظر المنتشرة على نطاق واسع متوسطاً صافياً يبلغ عشرات أو مئات الآلاف من المتابعين يومياً منذ بدء "المقصلة الرقمية"، وفقاً لتقديرات صادرة من شركة تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي Social Blade.
وقالت الصحفية والناشطة الفلسطينية بيسان عودة، المعروفة بتقاريرها المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي من غزة، في قصتها على موقع إنستغرام نهاية هذا الأسبوع: "يلّا، دعونا نحجب جميعاً الأشخاص الذين جعلناهم مشهورين وأغنياء.. الذين يعيشون في عالم خيالي.. يدمرون بيئتنا ومجتمعنا ووئامنا واقتصادنا".
وتأتي هذه الحملة في أعقاب أسابيع من المخيمات الاحتجاجية التي شهدتها الجامعات الأمريكية في جميع أنحاء البلاد، حيث يضغط الطلاب على إداراتهم لسحب استثماراتهم من إسرائيل، مما أدى إلى اعتقالات جماعية للطلاب وبعض أعضاء هيئة التدريس.
وبينما رأى بعض المتابعين للحملة أن المشاهير لا ينبغي أن يكونوا نقطة محورية للنشاط المؤيد للفلسطينيين، وأنه يجب على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إعطاء الأولوية للحديث عن غزة، بدلاً من ذلك، فقد أشار البعض عبر الإنترنت إلى التأثير الذي يمكن أن يحدثه أحد المؤثرين من خلال منشور واحد على وسائل التواصل الاجتماعي.
ودلل أصحاب هذا الرأي بالنجاح الذي حققته حملة التبرع التي قادها منشئ المحتوى على تيك توك، يوفال بن هايون، حيث نجحت الحملة في جمع هدفها البالغ 200 ألف دولار بعد أقل من 24 ساعة من مشاركة بن هايون مقطع فيديو مطالباً المشاهدين بالتبرع للمساعدة في إخراج عائلة صديقه من غزة.
وفي الأيام التي تلت بدء "المقصلة الرقمية"، نشر العديد من النجوم في قوائم الحظر – مثل مغني الراب ليزو والمؤثر كريس أولسن – أول مقاطع فيديو عامة لهم لتشجيع متابعيهم على التبرع لدعم الأسر في غزة ومنظمات الإغاثة التي تخدم الفلسطينيين.
Chris Olsen and Lizzo making posts about families on operation olive branch today right after #blockout2024 began… pic.twitter.com/HBkSTuTRnp
— CY🧞♀️' (@cydoesntlie) May 9, 2024
وتباينت ردود فعل متابعي الحملة على هذه المبادرات. فبينما انتقد بعض المشاهدين مقاطع الفيديو على الفور، ووصفوها بأنها خطوة متأخرة، فقد أشاد آخرون بها، مستشهدين بمقاطع الفيديو كدليل على نجاح الحركة.