أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، الجمعة 10 مايو/أيار 2024، تنفيذ قصفين صاروخيين على مدينة بئر السبع جنوبي الاحتلال، في عودة للقصف الصاروخي بمدى كبير، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المقاومة عادت لتقصف بنفس قوة الأسابيع الأولى للحرب.
وقالت القسام، في بيان عبر منصة "تليغرام": "قصفنا بئر السبع المحتلة برشقةٍ صاروخية رداً على المجازر بحق المدنيين".
بعد ذلك بنحو ساعة، قالت القسام في بيان آخر: "مجدداً.. كتائب القسام تقصف بئر السبع المحتلة برشقةٍ صاروخية رداً على المجازر بحق المدنيين"، دون تقديم تفاصيل أخرى بالخصوص.
من جانبها، تحدثت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن إطلاق 14 قذيفة صاروخية من غزة نحو بئر السبع.
فيما ادعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة أن الجيش "اعترض معظم هذه القذائف الصاروخية". وقالت الصحيفة إنّ "إسرائيلية أصيبت بجروح (لم يحدد مدى خطورتها) جراء شظايا إحدى هذه القذائف الصاروخية".
كما أضافت أن "منزلاً وملعباً تعرضا للضرر جراء القذائف ذاتها"، دون تقديم تفاصيل أخرى.
من جهتها، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن حماس تطلق الصواريخ على إسرائيل بذات القوة التي كانت عليها في الأسابيع الأولى من الحرب. كما أضافت القناة أن "الهجمات الصاروخية على بئر السبع تعيدنا إلى الأيام الأولى للحرب".
في غضون ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إنه تم إطلاق إطلاق 15 صاروخاً من رفح على بئر السبع ومحيطها، وهو الأمر الذي أكده جيش الاحتلال، والذي زعم أنها سقطت في منطقة مفتوحة في منطقة بئر السبع.
وتبعد بئر السبع عن منطقة غلاف غزة بنحو 40 كلم، وقصف كتائب القسام للمدينة يمثل عودة الفصائل الفلسطينية إلى القصف بمدى أبعد، بعدما اقتصر قصفها منذ نحو شهر ونص الشهر على مستوطنات ومدن بمنطقة غلاف غزة، وبمدى لا يزيد عن 5 كلم.
وكان آخر مرة قصفت فيها كتائب القسام مدى أبعد، في 25 مارس/آذار الماضي؛ حيث أعلنت آنذاك استهداف مدينة أسدود الإسرائيلية، التي تبعد بنحو 60 كلم عن غزة.
بينما آخر مرة قصفت فيها كتائب القسام بئر السبع كان ذلك في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023.
يأتي توسيع القسام لمدى القصف في ظل تصعيد الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة حربه على غزة.
شمل ذلك إطلاق عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، الإثنين، والسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الثلاثاء، ومنع دخول المساعدات الإغاثية من خلاله.
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، بدء عملية عسكرية في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، هي الثانية من نوعها منذ شن حربه الحالية على غزة.
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي رغم إعلان "حماس"، الإثنين، قبولها بالمقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ادعى أن موقف الحركة يهدف إلى "نسف دخول قواتنا إلى رفح"، و"بعيد كل البعد عن متطلبات" تل أبيب الضرورية.
ورداً على ما اعتبرته الحركة "تهرباً" من نتنياهو من التوصل لاتفاق لوقف الحرب، أعلنت الجمعة، عن بدء مشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية من أجل "إعادة النظر في استراتيجيتنا التفاوضية".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً على غزة خلفت أكثر من 113 ألفاً بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.