وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على "توسيع محسوب" لعملية جيش الاحتلال في رفح، على الرغم من أنه أصدر تعليماته للمفاوضين بمواصلة الجهود للتوصل إلى اتفاق حول الرهائن، حسب ما أفاد موقع "أكسيوس"، الجمعة 10 مايو/أيار 2024، نقلاً عن مصادر لم يحددها، فيما دعت فصائل فلسطينية إلى "انتفاضة عارمة" لإنقاذ رفح.
ونقل أكسيوس عن مصدرين أن التوسع لم يتجاوز الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بينما قال مصدر ثالث إن توسيع العملية يمكن اعتباره تجاوزاً للخط الذي حدده بايدن في وقت علق فيه إرسال بعض المساعدات العسكرية الأمريكية مؤقتاً.
"دعوة إلى انتفاضة عارمة"
في غضون ذلك، دعت فصائل فلسطينية، الجمعة، الفلسطينيين بالضفة الغربية ومدينة القدس وإسرائيل إلى إطلاق "انتفاضة عارمة إسناداً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإنقاذاً لمدينة رفح من الكارثة الإنسانية وحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية".
لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية (تضم غالبية الفصائل) قالت في بيان، إن "الاحتلال الصهيوني بدأ تنفيذ خطته باجتياح رفح ومواصلة عملياته البرية التي اتفق فيها مع حلفائه وداعميه على ذلك".
كما أضافت: "قام باحتلال وإغلاق المعابر الحدودية، وقطع الإمدادات الإغاثية والإنسانية عن قطاع غزة، واستهدف كل المناطق التي تؤوي النازحين، حيث يتعرض شعبنا في قطاع غزة لأكبر كارثة وإبادة إنسانية جماعية".
وتابعت: "نؤكد على الدعم الكامل للمقاومة الفلسطينية، وندعوها لفعل كل ما يلزم دون استثناء لمواجهة قوات الاحتلال الصهيوني النازي وحماية شعبنا الفلسطيني"، وحمّلت الفصائل، إسرائيل والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في رفح.
كما دعت الدول العربية والإسلامية والمؤسسات والهيئات الدولية والأممية إلى فتح المعابر، وخاصة معبر رفح، وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية وفق الآليات السابقة قبل احتلال المعبر من الجيش الإسرائيلي.
واعتبرت أن "احتلال معبر رفح الحدودي خالص السيادة المصرية الفلسطينية يعد انتهاكاً للمواثيق الدولية، وتهديداً للأمن القومي العربي عامة والمصري خاصة".
البيان دعا الفلسطينيين في "الضفة المحتلة والقدس والداخل المحتل إلى انتفاضة عارمة إسناداً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإنقاذاً لرفح من الكارثة الإنسانية وحرب الإبادة الجماعية".
كما طالبت "الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم في كل مكان للخروج بمسيرات ومظاهرات واعتصامات في كل العواصم والمدن والساحات والجامعات اليوم الجمعة ضد حرب الإبادة الجماعية والكارثة الإنسانية في رفح".
مستوى طوارئ غير مسبوق
في سياق مرتبط، قال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) جورجيوس بتروبولوس إن الأوضاع في غزة وصلت إلى مستويات طوارئ غير مسبوقة، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك لبتروبولوس مع كبير منسقي الطوارئ في اليونيسف بقطاع غزة، هاميش يونغ بمكتب الأمم المتحدة بجنيف.
وأوضح بتروبولوس أن الهجمات الإسرائيلية على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بالإضافة إلى طلبها من السكان الإخلاء، أدت إلى التهجير القسري لما لا يقل عن 110 آلاف شخص، كان كثير منهم نزحوا مرات عديدة من قبل.
وقال بتروبولوس إن إغلاق القوات الإسرائيلية لمعبر رفح الحدودي يقيد دخول الوقود والمواد الإغاثية الإنسانية الضرورية.
وأضاف: "لا يمكن للعمليات الإنسانية أن تستمر دون وقود. وإذا لم يتم استئناف إمدادات الوقود على الفور، فإن المساعدات الإنسانية والاتصالات والأنشطة المصرفية ستتوقف في غضون أيام قليلة".
كما توقع نفاد الوقود من 5 مستشفيات تديرها وزارة الصحة في غزة و17 مركزاً صحياً تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) و5 مستشفيات ميدانية ومرافق طبية و28 سيارة إسعاف، خلال 24 ساعة.
أما يونغ فأكد أنه لم يشهد تدميراً وحالة معقدة وغير مستقرة كالتي في غزة رغم عمله طيلة 30 عاماً في المناطق التي تشهد أوضاعاً إنسانية طارئة، مشيراً إلى أن إجبار الناس في غزة على النزوح مرة أخرى، وانقطاع تام للموارد التي تغذيهم وتدعمهم وتنقذهم، سيتسبب بسقوط وفيات من الأطفال.
وقال يونغ: "قُتل أكثر من 14 ألف طفل في غزة كما هو معلن. ومن المؤكد أن أي هجوم بري على رفح سيؤدي إلى ارتفاع هذا العدد بشكل كبير".
يأتي ذلك فيما تواصل القوات الإسرائيلية هجومها البري في مناطق شرق رفح جنوب قطاع غزة منذ الإثنين، ما أسفر عن حركة نزوح لأكثر من 100 ألف فلسطيني إلى جنوب غرب القطاع.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عشرات آلاف القتلى والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.