يواصل المستوطنون الإسرائيليون منع وصول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، على الرغم من التحذيرات والإدانات الدولية، فيما أدانت قطر "بشدة" اعتداء مستوطنين على مقر الأونروا في القدس وحذرت من "مخطط إسرائيلي لتصفيتها".
وأظهر مقطع فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس 9 مايو/أيار 2024، قيام مجموعة من المستوطنين بوضع عدد هائل من الحجارة على إحدى الطرقات المؤدية إلى قطاع غزة، من أجل إعاقة وصول الحافلات للقطاع.
في وقت سابق الخميس، عرقل متظاهرون جنوبي إسرائيل حركة شاحنات محمّلة بالمساعدات الإنسانية كانت في طريقها إلى قطاع غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: "منع متظاهرون حركة شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في متسبيه رامون (قرب إيلات جنوبي إسرائيل)".
كما نقلت الهيئة عن المتظاهرين قولهم: "نريد عودة الرهائن (الأسرى الإسرائيليين في غزة) إلى منازلهم، لن نسمح بمرور شاحنات المساعدات حتى عودة الرهائن".
كما أشارت إلى أن الاحتجاج جاء استمراراً لآخر مماثل تم تنظيمه مساء الأربعاء، حيث تمت عرقلة مرور شاحنات المساعدات لعدة ساعات بالقرب من إيلات.
الأربعاء 8 مايو/أيار 2024، طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاحتلال تسهيل وصول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة وعدم عرقلتها، وفق إعلام عبري.
فيما سبق أن حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الأربعاء، من "موجة تجويع" تسعى إسرائيل لفرضها في جنوب القطاع، على غرار ما حدث في شماله خلال الأشهر الماضية، بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح جنوبي القطاع.
في سياق متصل، أدانت دولة قطر "بأشد العبارات، اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في القدس المحتلة".
ووصف بيان للخارجية القطرية أن هذه الخطوة "تعد تحدياً سافراً للقانون الدولي، وترهيباً مفضوحاً تحت عباءة حرية التعبير".
كما حذرت وزارة الخارجية من "أن الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لوكالة "الأونروا"، الذي بدأ بادعاءات عدم حياديتها، يرمي في نهاية المطاف إلى تصفيتها وحرمان ملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان من خدماتها الضرورية، لاسيما مع استمرار الحرب الغاشمة على القطاع".
كما شددت "الوزارة في هذا السياق على ضرورة اصطفاف المجتمع الدولي بحزم لمواجهة هذا المخطط تجنباً لتداعياته الإنسانية الكارثية".
في غضون ذلك، حذر برنامج الأغذية العالمي، الخميس، من توقف عملياته في قطاع غزة، قائلاً إن "إمدادات الغذاء والوقود في القطاع تكفي 3 أيام على الأكثر"، وذلك في منشور للمدير القُطري لـ"الأغذية العالمي" بفلسطين ماثيو هولينجورث، على حسابه عبر منصة إكس.
وقال هولينجورث إن "إمدادات الغذاء والوقود في القطاع تكفي 3 أيام على الأكثر"، مشدداً على أن "عملياتنا في غزة ستتوقف حال عدم توفر إمدادات الغذاء والوقود".
كما أضاف هولينجورث: "أصبح من الصعب الوصول إلى مستودعنا الرئيسي بمدينة رفح جنوبي القطاع"، وأشار إلى أن "مخبزاً واحداً فقط لا يزال يعمل".
فيما لم تدخل أي مساعدات من معابر جنوب القطاع منذ يومين، حسب المصدر نفسه.
وجراء الحرب والقيود الإسرائيلية، عانى سكان غزة، لا سيما في محافظتي غزة والشمال، في الشهور الماضية من "مجاعة"، في ظل شح شديد فرضته إسرائيل على إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عشرات آلاف القتلى والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.