نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الأربعاء 8 مايو/أيار 2024، تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، لم تسهم، أبدوا من خلالها "إحباطهم العميق" بشأن توقف شحنات الأسلحة، فيما قال موقع "واللا" الإسرائيلي إن الاحتلال غاضب من التصريحات الإعلامية الأمريكية الأخيرة حول الأمر كذلك.
المصدر الإسرائيلي قال لشبكة CNN إن المسؤولين أثاروا مخاوف "من أن هذه الخطوة قد تعرّض للخطر مفاوضات صفقة الرهائن في لحظة حرجة".
وفق المصدر نفسه، فإن الإسرائيليين شددوا "أيضاً على أن الضغط يجب أن يوجه نحو حماس، وليس نحو إسرائيل، وأكدوا توقعاتهم بأن تستمر الولايات المتحدة في الوقوف إلى جانب إسرائيل في حربها لهزيمة حماس"، وفق تعبيره.
في السياق نفسه، قال موقع "واللا" العبري، إنه "عندما سمع كبار المسؤولين في الاحتلال لأول مرة الأسبوع الماضي بقرار الحكومة تأجيل شحن الأسلحة، بما في ذلك 1800 قنبلة تزن طناً و1700 قنبلة تزن 250 كيلوغراماً، بدأوا يكتشفون سياق هذا القرار، وقد أعرب الإسرائيليون عن إحباطهم العميق لنظرائهم الأمريكيين بشأن القرار".
ونقل الموقع الإسرائيلي عن مصادر مطلعة قولها إن تل أبيب "تشعر بخيبة أمل ليس فقط من قرار تجميد شحنات الأسلحة، ولكن أيضاً من كشف الإدارة عن الأمر لوسائل الإعلام وإبلاغ الصحفيين".
كما أضافت أن إسرائيل أكدت للولايات المتحدة أنها "تشعر بقلق بالغ من أن القرار الأمريكي في هذا الوقت، خلال المفاوضات في القاهرة، سيضر بجهود التوصل إلى اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار".
وزعمت أنها "تخشى أن تتشجع حماس بفعل الضغوط الأمريكية على إسرائيل وترفض أي مرونة في المفاوضات، وبالتالي لن يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق".
الاحتلال يفشل في "خفض إحباط" الديمقراطيين
في سياق مرتبط، علم موقع "أكسيوس" أن جنرالاً ودبلوماسياً إسرائيلياً كبيراً حاول معالجة الإحباطات المتزايدة لدى الديمقراطيين بشأن الحرب على غزة، وذلك في اجتماعين منفصلين في "الكابيتول هيل"، الثلاثاء 7 مايو/أيار 2024، لكنه لم يحرز تقدماً يذكر.
وفق الموقع نفسه فقد تزايد قلق الديمقراطيين في الأشهر الأخيرة بشأن الخسائر في صفوف المدنيين في الحرب، وقد تفاقم ذلك مع تحرك الاحتلال إلى رفح هذا الأسبوع.
وأورد الموقع أن الجنرال في قوات دفاع الاحتلال الإسرائيلية، إليعازر توليدانو، اجتمع مع مجموعة من أعضاء وزارة الخارجية في مجلس النواب والعاملين في كلا الحزبين، بينما التقى السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هيرزوغ مع مجموعة من الديمقراطيين في البيت اليهودي.
يقول الموقع إن توليدانو تعرض للاستجواب من قبل الديمقراطيين بشأن تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتدهور العلاقات العامة لإسرائيل في العالم واستخدامها لقنابل تزن 2000 رطل، وفقاً لعدد من المشرعين والمساعدين الذين كانوا حاضرين.
كذلك، أمطر الديمقراطيون هرتسوغ بالأسئلة حول خطط إسرائيل في رفح، لكن دون جدوى، بحسب اثنين من المشرعين الحاضرين، فيما قال أحدهم: "لم يخبرنا بأي شيء حقاً".
ونقل موقع "أكسيوس"، تصريحاً لعضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، جريج ميكسما، قال فيه: "لأكون صادقاً، شعرت بخيبة أمل نوعاً ما إزاء مواقف [توليدانو] بشأن بعض الأمور".
كما أضاف: "إن العالم يشعر بالقلق إزاء فقدان أرواح بريئة، وهذه هي الطريقة التي تخسر بها حرب العلاقات العامة، لذلك يجب أن يكون هناك بعض الاعتراف بذلك".
من جهته، قال براد شيرمان (ديمقراطي من كاليفورنيا)، وهو حليف قوي لإسرائيل والذي حضر كلا الاجتماعين: "ليس من الواضح بالنسبة لي أنهم يحاولون الحصول على أفكار حول كيفية تعديل سياستهم، وخاصة سياسة علاقاتهم العامة".
وأضاف شيرمان أن المشرعين "ليست لديهم أية معلومات" عن خطط الاحتلال في رفح، لكن "من الواضح أن بعض التفكير في القدس يدور حول كيفية القيام بحرب استنزاف طويلة الأمد، وهذه فكرة سيئة".
الرأي العام الأمريكي ينقلب على الاحتلال
وفق "أكسيوس"، فقد تعرضت جبهة الديمقراطيين المؤيدة لإسرائيل، والتي كانت موحدة إلى حد كبير، لضغوط هائلة منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما انقلب الرأي العام الأمريكي ضد إسرائيل مع تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، وأصبح الجناح الأيسر من الحزب الديمقراطي نشطاً بشكل خاص في التعبئة من أجل وقف العدوان.
إلى جانب ذلك، ضغطت حركة متنامية من المشرعين الديمقراطيين على إدارة بايدن لوقف مبيعات الأسلحة الهجومية لإسرائيل.
كما يشعر الديمقراطيون في الكونغرس بالغضب من تحرك إسرائيل إلى مدينة رفح بجنوب غزة بعد أن قضوا هم والرئيس بايدن أشهراً في محاولة منع مثل هذه العملية.
كذلك، يمكن أن يكون الغزو واسع النطاق بمثابة لحظة تغيير جذرية بالنسبة للديمقراطيين فيما يتعلق بإسرائيل ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي أصبحت العلاقات معه متوترة بشكل متزايد.