ذكرت قناة "كان" الإسرائيلية التابعة لهيئة البث الرسمية، مساء الأربعاء 8 مايو/أيار 2024، أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل إعادة فتح معبر رفح جنوبي قطاع غزة "فوراً"، بينما أعلن الاحتلال عن "شرطه" الأساسي لإعادة فتحه، في الوقت الذي لا يزال الاحتلال يواصل قصفه لعدة مواقع في المدينة.
القناة قالت إنه "بعد احتلال الجيش الإسرائيلي معبر رفح (الثلاثاء)، قال مسؤولون أمريكيون كبار (دون تسميتهم) لإسرائيل إنه يجب فتحه الآن، من أجل نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة".
كما أضافت: "في الوقت نفسه، بدأت مناقشات محمومة في المؤسسة الأمنية بشأن مسألة من سيسيطر على المعبر بعد خروج قوات الجيش الإسرائيلي من المكان".
وأشارت إلى أنه "لم يتضح بعد، متى سيتم فتح المعبر لنقل المساعدات الإنسانية"، مؤكدة أن "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأن المعبر سيفتح بعد أن يتم تحديد من سيديره".
كذلك، أوضحت القناة أن "الإدارة الأمريكية تزعم أن إسرائيل لم تقدم بعد توضيحاً كاملاً لمسألة من سيكون المسؤول عن إدارة معبر رفح".
إدارة المعبر
في السياق، نقلت عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين لم تسمهم، قولهم إن تل أبيب "لن تسمح بأي حال بعودة عناصر حماس لإدارة المعبر".
وأضاف المسؤولون أنه يتم الآن بحث عدة خيارات، بما في ذلك "تشغيل إسرائيل للمعبر مؤقتاً، أو تشغيله من قبل جهات فلسطينية غير مرتبطة بحماس بعد فحصهم أمنياً على يد إسرائيل"، وفق المصدر نفسه.
وأشاروا إلى أن تل أبيب "تدرس أيضاً تشغيل المعبر من خلال جهات أخرى في المنطقة، على سبيل المثال دول أو شركات خاصة".
وأكدت القناة أن "مسألة من سيدير معبر رفح بعد الحرب مسألة مصيرية، سيتم طرحها غداً (الخميس) في اجتماع الكابينت (المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر)".
قصف مستمر على المدينة
في غضون ذلك، قصفت المدفعية الإسرائيلية، الأربعاء، مباني سكنية وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى لاشتعال النيران داخلها، واستهدفت المدفعية عمارات زعرب، وقشطة، والمصري، وسط رفح، ما أدى لاشتعال النار فيها.
وأكدت مصادر محلية أن طواقم الدفاع المدني تجد صعوبة في الوصول إلى الحرائق المندلعة بسبب استمرار القصف الإسرائيلي على المنطقة.
والثلاثاء 7 مايو/أيار 2024، اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري بين غزة ومصر، ضمن ما يزعم أنها عملية "محدودة النطاق" متواصلة في رفح منذ الإثنين، شملت توغلات برية وغارات جوية.
وأعلن جيش الاحتلال "السيطرة العملياتية" على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الذي يربط قطاع غزة بمصر، بعد ساعات من إعلان حماس موافقتها على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى والمحتجزين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تشن إسرائيل حرباً على غزة، خلفت نحو 113 ألفاً بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.