قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، مساء الثلاثاء 7 مايو/أيار 2024، إن الكرة باتت الآن في ملعب كل من إسرائيل والإدارة الأمريكية لإتمام مقترح تبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة، فيما دعا الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، الوفد المفاوض إلى بذل أكبر جهد للتوصل إلى اتفاق.
في مؤتمر صحفي عقده في بيروت قال حمدان: "الكرة باتت الآن في ملعب كل من إسرائيل والإدارة الأمريكية؛ لأن النص الذي وافقنا عليه اعتمدته واشنطن".
تصريح حمدان جاء غداة إعلان حماس الموافقة على مقترح قطري مصري لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب مع إسرائيل، ورد إسرائيل بأن المقترح "لا يلبي متطلباتها".
وأكد أن حماس "أبدت روحاً إيجابية ومسؤولة وحاولت تذليل العقبات التي كانت تحول دون التوصل إلى اتفاق" مع إسرائيل.
كما أضاف أن نص مقترح الهدنة القطري المصري "الذي وافقنا عليه يمثل الحد الأدنى لمطالب شعبنا ومقاومتنا، ولا يمكن تقديم أية تنازلات أخرى".
المتحدث نفسه أوضح أن المقترح "يؤمّن القضايا الرئيسية لمطالب شعبنا ومقاومتنا المتمثلة في وقف العدوان بشكل دائم وانسحاب الاحتلال".
غانتس يريد اتفاقاً مع "حماس"
في الجهة المقابلة، حث الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، مساء الثلاثاء، وفد الاحتلال للتفاوض في القاهرة على بذل قصارى جهده للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة "حماس".
في تصريح للإعلام قالت غانتس: "فريق التفاوض الذي ذهب إلى القاهرة ليس لديه تفويض للاستماع فحسب، بل عليه التزام ببذل قصارى جهده، والعمل للتوصل إلى الخطوط العريضة لصفقة"، حسب صحيفة "هآرتس".
كما أردف غانتس، رئيس حزب "معسكر الدولة": "لن نيأس أبداً، ولن نسمح أبداً بإدخال الاعتبارات السياسية في هذه القضية المقدسة".
وتتهم المعارضة وأطراف في الحكومة الإسرائيلية رئيسها بنيامين نتنياهو بعرقلة أي اتفاق محتمل مع "حماس"، لخدمة أهداف سياسية خاصة، ولاسيما استمراره في منصبه.
وتتصاعد تحذيرات دولية من تداعيات كارثية لاجتياح رفح؛ لوجود 1.5 مليون فلسطيني، بينهم 1.4 مليون نازح، في المدينة التي تزعم إسرائيل أنها "المعقل الأخير لحماس".
جاءت تصريحات غانتس بعد وقت قصير من كلمة متلفزة لنتنياهو تحدث فيها عن المفاوضات غير المباشرة المتعثرة بين إسرائيل و"حماس" بوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة.
قال نتنياهو: "وجهت تعليماتي للوفد الذي ذهب إلى القاهرة بالتمسك بالشروط اللازمة لإطلاق سراح مختطفينا والمتطلبات الأساسية لضمان أمن إسرائيل".
وفد بصلاحيات محدودة
مساء الإثنين 6 مايو/أيار، أعلنت "حماس" قبولها مقترحاً قطرياً مصرياً بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع إسرائيل.
غير أن نتنياهو ادعى، مساء الثلاثاء، أن ما وصفه بـ"مقترح حماس" يهدف إلى "نسف دخول قواتنا إلى رفح"، و"بعيد كل البعد عن متطلبات إسرائيل الضرورية".
والثلاثاء، نقلت القناة "12" الإسرائيلية (خاصة) عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه أن مهمة الوفد الإسرائيلي في القاهرة هي الاستماع وطرح أسئلة، دون أي صلاحيات لإجراء مفاوضات.
ووصل الوفد إلى مصر الثلاثاء، بموازاة مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، تطالب بمنحه صلاحيات كبيرة للتوصل إلى اتفاق يعيد الأسرى من غزة.
وتقدر تل أبيب وجود 133 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت "حماس" مقتل أكثر من 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً على غزة، خلفت نحو 113 ألفاً بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.