رفض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مساء السبت 4 مايو/أيار 2024، إرسال وفد إلى القاهرة، "مفضلاً" انتظار رد حركة حماس على المقترح الأخير لصفقة التبادل، وهو ما لاقى ترحيباً من شريكي الائتلاف الحكومي إيتمار بن غفير وسموتريتش، واعتراض المعارضة وأهالي الأسرى في غزة.
حيث قالت قناة "12" وصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليتان، إنّ نتنياهو لم يوافق على إرسال الوفد المفاوض إلى القاهرة مساء السبت، وذلك بسبب عدم تلقي رد رسمي من حركة "حماس" بشأن المقترح المصري للصفقة.
وقالت الوسيلتان الإعلاميتان إن نتنياهو لن يرسل الوفد إلى القاهرة قبل تلقي رد "حماس" بشأن المقترح المصري.
من جانبه، رحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بقرار عدم موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إرسال الوفد المفاوض إلى القاهرة، للمشاركة في محادثات صفقة تبادل الأسرى.
وقال بن غفير، في منشور عبر منصة إكس: "أرحب بقرار رئيس الوزراء عدم إرسال الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة".
وأضاف: "آمل أن يفي أيضاً بالالتزامات الأخرى التي قطعها لي في اللقاء الذي عقده معي في الأسبوع الماضي. لا لصفقة سيئة نعم لرفح".
واختتم حديثه بالقول: "رئيس الوزراء يعرف جيداً ما هو ثمن عدم الوفاء بهذه الالتزامات".
فيما زعم وزير المالية الإسرائيلي بتسالي سموتريتش أن ما وصفها بـ"صفقة استسلام" لتبادل الأسرى تنهي الحرب في غزة ستكون "كارثة" على إسرائيل.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن سموتريتش قوله: "صفقة الاستسلام التي تنهي الحرب دون تحقيق نصر كامل ستكون كارثة على إسرائيل".
وقال: "الحكومة الإسرائيلية لديها تفويض واحد فقط؛ هو النصر".
وزعم أن "صفقة الاستسلام التي تنهي الحرب دون نصر كامل هي كارثة. رفح الآن!" في إشارة إلى مطالبته بتنفيذ عملية عسكرية في المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة.
المعارضة: نتنياهو سيفشل الصفقة
وتتهم المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمحاولة إفشال صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة.
حيث طالب زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بإرسال الوفد المفاوض إلى القاهرة، الليلة، لإتمام صفقة التبادل مع الفصائل الفلسطينية في غزة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية (خاصة) عن لابيد قوله: "ينبغي على (بنيامين) نتنياهو، إرسال فريق التفاوض (الإسرائيلي) إلى القاهرة الليلة".
وأضاف: "يجب ألا تعودوا من دون إبرام صفقة وإعادة المحتجزين، لا يوجد هناك مهمة أخرى، لا شيء آخر لنفعله".
وتابع لابيد، حديثه: "لا يوجد شيء اسمه نصر دون التوصل إلى اتفاق وعودة المحتجزين".
فيما قالت عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في بيان طارئ إن " الشعب الإسرائيلي يريد المختطفين أحياء ويوافق على دفع الثمن، لكن نتنياهو يفضّل التحالف مع بن غفير وسموتريتش".
وقالت العائلات في البيان: "إن كان ثمن استعادة المختطفين وقف الحرب فيجب وقفها فوراً".
يأتي ذلك فيما تظاهر آلاف الإسرائيليين في عدة مدن للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين في غزة وإجراء انتخابات مبكرة.
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية وصحيفة "يديعوت أحرنوت" (خاصة) إن آلاف الإسرائيليين تظاهروا في مدن تل أبيب وحيفا ورحوبوت وقيسارية ومناطق أخرى، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع حركة "حماس" تؤدي للإفراج عن الأسرى، إلى جانب المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة.
وذكرت هيئة البث أن آلاف الإسرائيليين تجمعوا في ساحة كابلان وسط تل أبيب، وطالبوا بإبرام صفقة تبادل أسرى.
وقالت والدة أحد الأسرى في قطاع غزة، في تصريح أمام المتظاهرين: "نتنياهو يبادر إلى خطوة أخرى لمنع الصفقة، ويترك المحتجزين للقتل"، وفق "يديعوت أحرونوت".
وأضافت: "أوقفوا الحرب، وأعيدوا المحتجزين أولاً".
بينما قالت زوجة ابن محتجز آخر في غزة إن "نتنياهو يفضل (الوزيرين) بن غفير وسموتريتش، على إنقاذ الأرواح، يجب أن ننهي الحرب ونعيدهم إلى الوطن"، بحسب الصحيفة ذاتها.
وعلى الصعيد ذاته، تظاهر آلاف المتظاهرين عند تقاطع "كركور" قرب حيفا، ورفعوا لافتات تطالب بإبرام صفقة تبادل وإجراء انتخابات فورية، وفق "يديعوت أحرونوت".
كما تظاهر مئات الإسرائيليين في رحوبوت، قرب تل أبيب، ومئات آخرون أمام منزل نتنياهو في قيسارية، للسبب ذاته.
حماس تتوعد
من جانبه، توعد القيادي بحركة "حماس" عزت الرشق، مساء السبت، الجيش الإسرائيلي بـ"الفشل والهزيمة" في حال قرر اجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريح مقتضب للرشق على حساب الحركة بمنصة تليغرام، حيث قال: "يهددوننا باجتياح رفح، ونعدهم بالفشل والهزيمة".
يأتي تصريح الرشق، تزامناً مع مفاوضات غير مباشرة تجري بالقاهرة بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة.
مباحثات مكوكية
وفي وقت سابق السبت، أفاد إعلام مصري بأن وفداً من "حماس"، وصل القاهرة، مشيراً إلى "تقدم ملحوظ"، في مفاوضات الهدنة في القطاع، وفق ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة عن مصدر رفيع المستوى لم تذكر اسمه.
كما كشفت مصادر أمنية في القاهرة وصول مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز للمشاركة في المفاوضات.
وقال مسؤول أمريكي مساء الجمعة، إن الولايات المتحدة تعتقد بإحراز تقدم في محادثات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، لكن ما زالت تنتظر سماع المزيد في هذا الصدد.
وأعربت تل أبيب لأول مرة في الاقتراح الجديد عن استعداد ضمني لمناقشة إنهاء الحرب في غزة في المراحل المقبلة من المفاوضات.
وتضمن الاقتراح الجديد الاستجابة لمطالب حماس الأساسية، مثل الاستعداد لإعادة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم بالكامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي يعبر القطاع، والاستعداد للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وذلك في إطار تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاقية.
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل و"حماس" منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وتقدر تل أبيب وجود 133 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت "حماس" مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
وتتمسك "حماس" بإنهاء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، وإدخال مساعدات إنسانية كافية، وإنهاء الحصار، ضمن أي صفقة لتبادل الأسرى.