توفي الداعية والمفكر الإسلامي، والمراقب العام السابق لجماعة "الإخوان المسلمون" في سوريا، عصام العطار، الجمعة 3 مايو/أيار 2024، عن عمر ناهز 97 عاماً، في مدينة آخن الألمانية، وسط حالة من الحزن على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي بيان عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، قالت عائلته: "توفي والِدُنا عصام العطار، الليلة (ليلة الجمعة 23 شوال 1445هـ للهجرة، 3 مايو/أيار 2024م)، تغمده الله برحمته ورضوانه.. وهو يسألكم المسامحة والدعاءَ له بالمغفرة وحسن الختام".
من جهتها، نعت جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا عصام العطار، ووصفته بأنه "قامة إسلامية كبيرة، وقائد قوي دؤوب".
المراقب العام للجماعة، عامر البوسلامة، قال على حسابه بمنصة تويتر إن العطار "قاد الجماعة في ظروف صعبة، كانت تعيشها البلاد، فكان نعم القائد ونعم المسدد"، مضيفاً أنه "مفكر بارز، ومصلح مميز، ومجاهد تشهد له روح التضحية والنضال والفداء بكل مفردات العطاء، وخطيب يشار له بالبنان، وتعقد عليه الآمال".
ننعى للأمة العربية والإسلامية عامة وللشعب السوري خاصة العلم العالم العامل الأستاذ عصام العطار رحمه المولى تعالى.
— د. عامر البو سلامة (@MBSyriaCG) May 3, 2024
الأستاذ عصام العطار، قامة إسلامية كبيرة، وقائد قوي دؤوب، فهو المراقب العام الثاني لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، الذي قاد الجماعة في ظروف صعبة، كانت تعيشها البلاد،…
حزن يعم منصات التواصل
وعقب إعلان الوفاة، نعى علماء وشخصيات سورية وعربية عصام العطار، ووصفوه بأنه "أحد القادة التاريخيين للحركة الإسلامية".
إذ قال المفكر الإسلامي الدكتور عبد الكريم بن محمد الحسن: "هوى الليلة الفائتة كوكب وهاج من كواكب سوريا العظام. رحل إلى الدار الباقية الأستاذ عصام العطار أبو أيمن العزيز الشخصية الإسلامية العالمية الفذة.. رحل الإنسان الشفاف المجاهد الصابر المحتسب الذي لم يحنِ رأسه لطاغية، وقضى جل عمره المديد في غربة قسرية".
وتابع: "اغتال النظام الأسدي زوجته أم أيمن كريمة الشيخ علي الطنطاوي قبل ٤٣ عاماً في ألمانيا فصبر واحتسب، ومضى في طريق الدعوة من غير كلل ولا ملل".
إنا لله وإنا إليه راجعون.
— أ.د.عبد الكريم بكار (@Drbakkar) May 3, 2024
هوى الليلة الفائتة كوكب وهاج من كواكب سورية العظام.
رحل إلى الدار الباقية الأستاذ عصام العطار أبو أيمن العزيز الشخصية الإسلامية العالمية الفذة.
رحل الرجل الاستثنائي في لطفه وكرمه وإخلاصه وغيرته على المسلمين.
رحل الإنسان الشفاف المجاهد الصابر المحتسب…
كما نعاه الفنان السوري يحيى حوى عبر منصة إكس وقال: "توفي اليوم نجمٌ وكبيرٌ من عظماء سوريا الأستاذ عصام العطار، رجلٌ وقامة استثنائية في خِطابته ودعوته وخُلقِه وإخلاصه وصبره وسعة صدره و أفقه".
في السياق، قال أحمد معاذ الخطيب الحسني، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري: "انتقل إلى دار الحق بمدينة آخن في ألمانيا الأستاذ المربي عصام رضا العطار (1927-2024). أحد القادة التاريخيين للحركة الإسلامية بعد مرض طويل وهجرة واغتراب لأكثر من ستين عاماً".
وأضاف: "استشهدت زوجته بنان ابنة الشيخ علي الطنطاوي اغتيالاً من قبل النظام السوري (مارس/آذار 1981). وفشلت عدة محاولات لاغتياله".
من جهته، قال الباحث الأكاديمي الموريتاني محمد مختار الشنقيطي: "خمد كوكب آخر برحيل عصام العطار، أحد رواد العمل الإسلامي في سوريا، والمناضل الصلب، والشاعر المفلق.. ليلحق بزوجته الشهيدة بنان الطنطاوي (ابنة الشيخ علي الطنطاوي) التي اغتالتها يد الغدر الأسدية في ألمانيا عام ١٩٨١".
من هو عصام العطار؟
ولد العطار في مدينة دمشق في العام 1927، وهو شقيق نائبة رئيس النظام السوري للشؤون الثقافية والإعلامية، ووزيرة الثقافة السابقة، نجاح العطار، وزوجته بنان الطنطاوي، ابنة الشيخ علي الطنطاوي، التي اغتالتها مخابرات النظام السوري في ألمانيا في العام 1981.
عرف الداعية والمفكر عصام العطار بموقفه المؤيد والداعم للثورة السورية، وكان له مقالات وخطب ولقاءات تلفزيونية تحدث فيها عن ضرورة الثورة وأهميتها، وقدم النصح والدعم للناشطين والسياسيين السوريين، وفي الوقت نفسه، رفض المشاركة في التشكيلات السياسية المعارضة.
وكانت عائلة العطار عائلة عريقة من أهل العلم والفقه والمحدثين توارثت التدريس والخطابة في المسجد الأموي في دمشق لعدة قرون خَلَتْ ولها غرفة مكتبة في المسجد، ونسب العائلة الأصلي هو لجدها الحسني الحسيني الهاشمي ولُقِّبَ بالعطار لعلمه الفقهي واللغوي وأسلوب محاضراته الجميل في المسجد الأموي.