كشفت وكالة بلومبرغ الأمريكية، الخميس 2 مايو/أيار 2024، أن الولايات المتحدة والسعودية تقتربان من إبرام اتفاق تاريخي سيوفر للمملكة ضمانات أمنية، ويمهد الطريق لعلاقات دبلوماسية محتملة مع إسرائيل، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، في ظل الحديث عن دفع السعوديين لـ"خطة بديلة" تستثني الاحتلال الإسرائيلي من الصفقة التاريخية مع واشنطن.
وتسارعت المفاوضات في الأسابيع الأخيرة خاصة مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للرياض قبل عدة أيام، ويأمل العديد من المسؤولين أن تتمكن واشنطن والرياض من التوصل إلى اتفاق خلال أسابيع، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المداولات الخاصة.
تفاصيل الاتفاق البديل
بدأ الحديث عن "الاتفاق البديل" بالتزامن مع زيارة بلينكن الأخيرة إلى الرياض، والتي وضعت خلالها، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية، اللمسات الأخيرة على الاتفاقيات الأمريكية السعودية، والتي وصفها مسؤولو الإدارة بأنها شبه مكتملة رغم وجود عقبات، حسب ما ذكرت بلومبرغ.
أما تفاصيل الاتفاق فقد ذكرت صحيفة الغارديان، أن التطور الأبرز سيكون بفصله عن التطورات الحاصلة في الأراضي الفلسطيني، فقد كان الحديث في السابق، أن الاتفاق مرتبط بتوقيع اتفاق تطبيع بين تل أبيب والرياض.
لكن الاتفاق الذي يجري الحديث عنه، لم يغفل نهائياً إسرائيل، حيث سيتم تقديم عرض رسمي إليها، واستبدال التطبيع السعودي -وهو هدف رئيسي للسياسة الخارجية الإسرائيلية- بتحركات "لا رجعة فيها" نحو السلام وإقامة دولة فلسطينية على أراضي غزة والضفة الغربية.
ووفقاً لمصادر مطلعة نقلت عنها الصحيفة البريطانية، فإن الجزء النووي من الصفقة الأمريكية السعودية يمكن أن يسمح للرياض بإنشاء محطة لتحويل مسحوق اليورانيوم المكرر إلى غاز، لكن لن يُسمح للسعودية في البداية بتخصيب غاز اليورانيوم على أراضيها.
ومن شأن الاتفاق الأمريكي السعودي المنفصل أيضاً أن ينشئ اتفاقية دفاع بين البلدين.
أما الجزء الثالث من الصفقة فيتضمن تخفيف ضوابط التصدير الأمريكية إلى المملكة لرقائق الكمبيوتر المستخدمة في أدوات تطوير الذكاء الاصطناعي، وهو عنصر أساسي في تطلعات السعودية لتصبح مركزاً للتكنولوجيا الفائقة في المنطقة.
تتضمن الأجزاء الثلاثة من مسودة الاتفاق أيضاً تقديم الولايات المتحدة مساعدة استراتيجية حيوية للأمن السعودي.
ماذا يعني الاتفاق الأمريكي السعودي المحتمل؟
قد يعيد مثل هذا الاتفاق تشكيل الشرق الأوسط، فبالإضافة إلى تعزيز أمن إسرائيل والسعودية، سيقوي موقف الولايات المتحدة في المنطقة على حساب إيران وحتى الصين، وفقاً لوكالة بلومبرغ.
وقد يمنح الاتفاق السعودية باعتبارها أكبر مصدر للنفط في العالم إمكانية الوصول إلى أسلحة أمريكية متقدمة كانت في السابق محظورة.
وبحسب وكالة بلومبرغ فإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيوافق على الحد من التكنولوجيا الصينية مقابل استثمارات أمريكية كبيرة، وسيحصل على مساعدة أمريكية لبناء برنامجه النووي المدني.
عقبة تواجه الاتفاق "البديل"
يواجه الاقتراح حالة من عدم اليقين، حيث سيكون الحصول على موافقة الكونغرس على اتفاق يلزم الولايات المتحدة بحماية السعودية عسكرياً مهمة صعبة للبيت الأبيض، خاصة إذا اختارت إسرائيل عدم الانضمام إليه، ولا يزال العديد من أعضاء الكونغرس قلقين من الاستراتيجية السعودية لخفض إنتاج النفط، جنباً إلى جنب مع أعضاء آخرين في مجموعة أوبك بلس، لدعم الأسعار، بحسب وكالة بلومبرغ.