أظهرت فيديوهات تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل قمعاً "وحشياً" للطلاب المحتجين المعتصمين داخل مبنى في جامعة كولومبيا الأمريكية، وذلك بعد أن اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة حرم الجامعة بطلب من إدارتها ليل الثلاثاء/ فجر الأربعاء 1 مايو/أيار 2024.
واقتحمت شرطة نيويورك من جديد جامعة كولومبيا، فيما قالت شبكة "CNN" الأمريكية إن أكثر من 100 طالب تم اعتقالهم، أثناء اقتحام مبنى هاميلتون التاريخي.
وفقاً لمسؤول في "إنفاذ القانون" في نيويورك، فإن الفرق الأمنية حاصرت الحرم الجامعي لصد المتظاهرين، ثم دخلت الحرم الجامعي من خلال نقاط دخول متعددة.
وبعد وقت قصير من تحرك الشرطة، أصدرت رئيسة جامعة كولومبيا مينوش شفيق رسالة طلبت فيها من الشرطة البقاء في الحرم الجامعي حتى 17 مايو/أيار على الأقل، بحسب رويترز.
وقالت إدارة الشرطة إن ضباط شرطة نيويورك استخدموا قنابل يدوية لاقتحام قاعة هاميلتون، وإن ما لا يقل عن 50 ضابطاً قد استخدموا منحدراً مرتفعاً للصعود إلى المبنى عبر النافذة.
بحسب نائب مفوض شرطة نيويورك، كاز دوتري، فإن أبواب المبنى كانت محصنة بالكراسي والطاولات وآلات البيع، كما تمت تغطية النوافذ بالصحف.
وأظهر مقطع فيديو الضباط وهم يفتشون مكتباً تصطف على جانبيه رفوف الكتب بعد كسر قفل الباب بمطرقة.
فيما أعلنت إدارة شرطة نيويورك أنه تم إخلاء "هاميلتون هول" من المحتجين بعد ساعتين من الاقتحام.
وتمكن عشرات الطلبة المتظاهرين من اقتحام مبنى هاميلتون في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، وأغلقوا مداخله، وأطلقوا عليه اسم "مبنى هند"؛ تكريماً لطفلة فلسطينية قتلها الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه على غزة.
وتصاعدت التوترات، الإثنين، في جامعة كولومبيا بين المتظاهرين الداعمين للقضية الفلسطينية وإدارة الجامعة، ورفض طلاب إخلاء الخيم حيث يحتجون، على الرغم من إنذار يهدّد بفصلهم في حال لم يتفرّقوا.
فيما قالت إدارة جامعة كولومبيا إنها بدأت فعلياً بفصل بعض الطلاب، كجزء مما وصفته بـ"الجهود لضمان سلامة الحرم الجامعي".
كما طالبت الطلاب والأستاذة بإخلاء مبنى هاميلتون التاريخي الذي يضم كلية الصحافة بسبب "مخاوف تتعلق بالسلامة".
يشار إلى أن رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، أعلنت في بيان عبر الموقع الإلكتروني للجامعة، فشل المفاوضات مع المعتصمين لإنهاء حراكهم.
وفرضت إدارة الجامعة "عقوبات تأديبية وإقصاءً عن الدراسة" على الطلاب الرافضين لإخلاء المخيم الذي خصص داخل الحرم الجامعي بهدف التضامن مع قطاع غزة ضد الهجمات الإسرائيلية.
وفي 18 أبريل/نيسان الماضي بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
ولاحقاً، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق بالولايات المتحدة إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة، ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.